حلت الجزائر في مرتبة متأخرة مقارنة بالدول المنافسة لها إفريقيا من حيث استقطاب الاستثمار الأجنبي حيث صنفتها المؤسسة البريطانية "آرنست آند يونغ" في مؤشر "جاذبية الأسواق 2016″، في المرتبة 16 إفريقيا. وكشفت الدراسة التي أجرتها المؤسسة البريطانية مؤخرا، في مسح أجرته ما بين سنتي 2007 و2015 استقطاب الجزائر لما يعادل 33,8 مشروعا بتمويل أجنبي. واعتمد مؤشر "جاذبية الأسواق" على وزن الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الدول التي شملها التصنيف لقياس قدرة كل بلد على مواجهة الضغوط الماكرو-اقتصادية، وكذا التقدم الذي أحرزته كل دولة في المجالات ذات الأولوية كالحكامة، البنية التحتية، اقتصاد الأعمال، التنوع الاقتصادي، والتنمية البشرية. وفي ذات السياق توقع رئيس السوق الأفريقية بالمؤسسة البريطانية سوكان بلاني، أن تواجه البلدان الأفريقية سنوات عجاف خلال السنوات المقبلة فيما يخص الاستثمارات، لأن فرص الاستثمارات لن تكون متكافئة بين الدول، داعيا المستثمرين والمقاولات، الذين يركزون أحيانا على تطور النمو الاقتصادي على المدى القصير، إلى اعتماد منهج واقعي لتقييم الفرص التجارية والاستثمارية على المدى الطويل. وفي نفس التصنيف احتلت جنوب افريقيا المرتبة الأولى في في مؤشر "جاذبية الأسواق2016″، في حين جاء المغرب في المرتبة الثانية، لتأتي مصر في المركز الثالث على صعيد القارة السمراء، في حين احتلت تونس المركز الثامن، أما على صعيد المشاريع التي تم تمويلها من استثمارات أجنبية مابين سنتي 2007 و 2015، فجاء المغرب في المرتبة الرابعة ب46.9 مشروع الذي تم تمويله باستثمارات أجنبية، وراء مصر 100.5 مشروع، جنوب أفريقيا 47.3 مشروع لأنغولا، و33.8 مشروع للجزائر. وجاء هذا التقرير في ظل جهود الحكومة لتعزيز الاستثمار في الجزائر، قصد الدفع بعجلة الاقتصاد الذي تضرر بشدة جراء الأزمة المالية التي تسبب فيها انهيار أسعار النفط، وهذا من خلال قانون الاستثمار الجديد الذي حمل عدة تحفيزات للأجانب منها التحفيزات الجبائية والجمركية حيث تم الإعفاء من الضريبتين المفروضتين على أرباح الشركات والنشاط المهني لمدة ثلاث سنوات، وتتضاعف هذه الإعفاءات إذا كانت الاستثمارات في المناطق الداخلية في الجزائر وفي جنوب البلاد. كما يظهر من خلال الملتقيات والخرجات المكوكية للحكومة سباقها للزمن من أجل الظفر باستثمارات أجنبية جديدة، خاصة في قطاعات الطاقة، الصناعة، والسياحة، أين تعمل الحكومة على إغراء المتعاملين الأجانب خاصة من فرنسا، الولاياتالمتحدة، إيران ومصر للاستثمار على الأراضي الجزائرية. ليلى عمران