فضيلة الشيخ علي عية إمام مسجد الكبير بالعاصمة بسم الله الرحمان الرحيم ومن آداب الصيام ومستحباتهِ تعجيلُ الفُطور إذا تحقق غروبُ الشَّمْسِ بمُشَاهدتِها أو غَلَب على ظنِّه الغروبُ بِخبرٍ موثوقٍ كالآذانٍ أو غيرِه فعن سَهْلِ بنِ سعد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: لا يَزالُ الناسُ بخيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ،متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلّم فيما يرْويهِ عن ربِّه عزَّ وجلَّ: إن أحبَ عبادي إليَّ أعجلُهم فطراً، والسنَّة أنْ يفطِرَ على رُطَبٍ، فإن عُدِم فتمْر، فإنْ عُدِم فَمَاء، لقول أنسٍ رضي الله عنه: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم يُفطِرُ قبلَ أن يُصَلِّيَ على رُطباتٍ فإنْ لَمْ تكنْ رطبات فَتَمَرَات فإن لم تكن تمرات حَسَا حَسَواتٍ من ماءٍ، رواه أحمد. فإن لم يجد رُطباً ولا تمراً ولا ماءً أفْطَر على ما تَيسَّر من طعام أو شرابٍ حلال، فإنْ لم يجد شَيْئاً نَوى الإِفطار بقلبِه ولا يمص إصْبَعَه أو يجمع ريقَه ويَبلعه كما يفعلُ بعضُ العَوَامِّ. وينبغي أن يدعُوَ عند فِطرِه بما أحَبَّ: ففي سنن ابن ماجة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلّم أنَّه قال: إنَّ للصائِمِ عند فطْرِه دعوةً ما تُرَدُّ. إذا أفطر يقولُ: اللَّهُمَّ لك صُمْت وعلى رزقك أفَطَرَتُ. وله من حديث ابنِ عمَر رضي الله عنهما، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم كان إذا أفْطَر يقولُ: ذَهَبَ الظَّمأُ وابْتَلَّتِ العروُقُ وثَبتَ الأجْرُ إنْ شاءَ الله. ومن آدابِ الصيامِ المستحبةِ كثرةُ القراءةِ والذكرِ والدعاءِ والصلاةِ والصدقة. وفي صحيح ابن خزيمة وابن حبَّان أن النبي صلى الله عليه وسلّم، قال: ثلاثة لا ترد دعوتُهم: الصائمُ حتى يُفْطِر والإِمامُ العادلُ، ودعوةُ المظلومِ يرْفَعُها الله فوقَ الغمامِ وتُفتَحُ لها أبوابُ السماء ويقولُ الرَّبُّ: وعِزَّتِي وجَلالِي لأنصُرنَّكِ ولو بَعدَ حينٍ. فضل تفطير الصائم ويستحب أن يفطر صائماً ولو كان هذا الصائم غنياً كقريب أو صديق أو جا،ر لكن إن كان فقيراً فهو أفضل، والحديث يشمل الغني والفقير في قوله عليه الصلاة والسلام: من فطّر صائماً فله مثل أجره لا ينقص من أجر الصائم شيئا، رواه الإمام أحمد وغيره. فتفطير الصائم هذا يشمل الغني إذا دعوت أختك أو قريبتك أو.. إلى الفطور فإن ذلك يدخل في هذا الحديث، لكن تفطير الصائم الفقير أفضل.