أحرز توفيق مخلوفي فجر الثلاثاء فضية سباق 800 م ضمن دورة الألعاب الأولمبية المقامة في ريو دي جانيرو. وقطع مخلوفي مسافة السباق بزمن 1.42.61 دقيقة، خلف الكيني ديفيد روديشا البطل الاولمبي والعالمي وحامل الرقم القياسي للمسافة ذاتها حيث نال الذهبية بزمن 1.42.15 دقيقة وهو الأفضل له هذا الموسم. وعادت البرونزية للأميركي كلايتون مورفي بزمن 1.42.93 دقيقة. وتعد هذه الميدالية الأولمبية هي الثانية لمخلوفي بعد ذهبيته في سباق 1500 م في أولمبياد لندن قبل أربع سنوات، كما هي الميدالية الأولى للجزائر في ريو دي جانيرو. وبعد قراره دخول غمار سباق 1500م، يكون مخلوفي قد أعطى وعدا ضمنيا للجزائريين من اجل إضافة ميدالية اخرى، قد تكون من المعدن النفيس، باعتبار أن ابن سوق أهراس سيكون مجبرا على الدفاع على لقبه الاولمبي لهذا السباق والذي أحرزه في أولمبياد عاصمة الضباب. يشار ان المتتبعين شككوا في قدرة مخلوفي على إحراز أي ميدالية في العاب ريو، وهذا قياسا بالتأخر الكبير الذي طرأ على برنامجه التحضيري، ناهيك عن المرض الذي ألّم به بعد اولمبياد ريو، قبل ان يغيّر مدربه ويشرع في برنامج تدريبي جديد رفقة التقني الفرنسي فيليب دوبون. وبعد بداية صعبة في 2014، بدأ مخلوفي يستعيد مستواه شيئا فشيئا في 2015، وذلك بتموقعه ضمن الثلاثة الأوائل في معظم التجمعات التي شارك فيها في اختصاصي 1500م و800م، ما أعطى إشارات إيجابية قبيل الاولمبياد البرازيلي.
* أهداها للشعوب المسلمة.. مخلوفي: "الفضية خير رد على من شكك في قدراتي" يبدو أن الميدالية الفضية التي احرزها البطل الجزائري توفيق مخلوفي في سباق 800م كان لها طعما خاصا لإبن سوق أهراس، الذي حرص على إهدائها "لكل الشعوب المسلمة"، مشيرا انها أفضل رد لكل من شكك في قدراته. وبعد نهاية السباق، أكد مخلوفي للصحفيين في المنطقة المختلطة "تمكنت من تحقيق حلم الفوز بميدالية في سباق 800 متر بدورة الألعاب الأولمبية، وأنا جد سعيد بهذا الإنجاز"، وأضاف البطل الأولمبي قائلا: "الحمد الله أن مجهودي الكبير لم يذهب هباء، فقد كنت أريد أن أكون في المراكز الثلاثة الأولى، وهذا ما حققته فعلا، فقد استطعت تحطيم الرقم الجزائري والتحصل على الميدالية الفضية التي أهديها لكل الشعوب المسلمة عبر العالم". وفي سياق حديثه، رد مخلوفي على المشككين في قدرته على التتويج في أولمبياد ريو، مشيرا في هذا الخصوص: "هناك العديد من الأشخاص شككوا في قدراتي، وأنا أقول لهم إنكم تريدون فقط الكلام من أجل الشهرة، وأنتم لا تفقهون شيئًا عن ألعاب القوى". وينتظر محبو مخلوفي الآن أن يواصل تألقه في سماء ريو ويهدي الذهب للجزائر في سباق 1500م، علما انه يكون قد شارك سهرة أمس في الدور التصفوي. توفيق مخلوفي.. غزال سوق أهراس المتألّق في سماء الأولمبياد يرنو البطل الاولمبي الجزائري توفيق مخلوفي إلى معانقة الذهب مرة أخرى في أولمبياد ريو ديجانيرو ودخول تاريخ العاب القوى العالمية من أوسع أبوابه، ليكون قدوة أخرى للأجيال القادمة في الجزائر لمواصلة التألق والانضمام إلى ثلة من الرياضيين الذين دونوا اسمهم في سجّل ألعاب القوى على غرار مرسلي نورالدين والآخرين. "صديق في الصغر قادني إلى عالم ألعاب القوى" مخلوفي هو من مواليد 29 أفريل 1988 بسوق أهراس، اما بداياته مع مضامير ألعاب القوى فكانت بفضل صديق له في مرحلة المتوسطة، حيث يستذكر البطل الاولمبي تلك اللحظات قائلا: "زميلي في المتوسطة، رحماني ميلود، هو من اقترح علي الانضمام إلى فريق ألعاب القوى بسوق أهراس بعدما لا حظ عليّ تمتعي بالسرعة الفائقة خلال الحصص الرياضية"، مشيرا: "لا يمكنني ان أنسى مدربي الأول علي رجيمي الذي زرع فيّ بذرة البطل وكان دوما يقول لي ستصبح يوما بطلا عالميا، وبتوفيق من الله بلغت ذلك المستوى.." مخلوفي تمكن من التأقلم مع السباقات نصف الطويلة، لاسيما 800م و1500م بفضل امتلاكه للقوة البدنية التي تسمح له بالصمود والسرعة الفائقة التي تسمح له بالتنافس على المراكز الأولى في الأمتار الأخيرة. ذهبية لندن كادت ألا تتحقق.. أغلى تتويج له لحد الآن هو ذهبية سباق 1500 متر ضمن مسابقة ألعاب القوى في أولمبياد لندن سنة 2012. وكاد هذا التتويج أن لا يتحقق، حيث شارك مخلوفي في تصفيات 800 متر التي جرت في 6 أوت 2012 بالملعب الأولمبي، لكنه تراجع بسرعة إلى المركز الأخير قبل ان ينسحب بعد اقل من 150 م عن خط الانطلاق بسبب الإصابة التي بدت عليه في نهاية تصفيات سباق 1500 متر. لكن اللجنة الأولمبية قدمت قرارا مبدئيا باستبعاده من منافسة 1500 متر بتهمة عدم بذل الجهد الكافي في تصفيات سباق 800 م. وأجرى فحوصات معمقة التي أظهرت إصابة بالركبة. فتراجعت اللجنة وسمحت له بالعودة للتنافس ليتوج بذهبية 1500م رغم الإصابة. وهو أيضا صاحب الميدالية الذهبية في سباق 800 متر في البطولة الإفريقية 2012 وذهبية أخرى في دورة ألعاب كل أفريقيا 2011. وقد مثل الجزائر مرتين في بطولة العالم لألعاب القوى. أفضل توقيت له هو 1:43.88 دقيقة في 800 متر و 3:30.80 دقيقة في مسابقة 1500 متر. "فلسطين تشغل وجداني" والملاحظ أن مخلوفي يحرص في تصريحاته الصحفية التي تعقب تتويجاته بإهداء أي إنجاز يحققه إلى الأمة الإسلامية، بينما يخصّ فلسطين بالتحية. وحسب ابن مدينة سوق أهراس فإن الجنسية الثانية التي يطمح الحصول عليها هي الفلسطينية. وقال في هذا الصدد في تصريح لجريدة "الشروق": "أحمل فلسطين في قلبي وقضية شعبها تشغل وجداني حتى أنني آمل أن أتحصل على الجنسية الفلسطينية من أجل إيصال صوت هذا الشعب الأعزل إلى كل العالم ونصرته وأكرر بدون أي مجاملة الجنسية التي يمكنني قبولها من كل دول العالم هي الجنسية الفلسطينية". عودة بقوة بعد المرض والإصابة وبعد صيف 2012، دخل العداء الجزائري في صراع مع فيروس الالتهاب الكبدي، ما أبعده لمدة طويلة عن التدريبات، وتسبب في غيابه عن المنافسة، وبعد شفائه تعرض للإصابة، إذ كان عام 2013 صعبا عليه بكل المقاييس، لكنه عاد رويدا رويدا إلى مستواه في العامين التاليين، ليتمكن من الظهور بوجه مشرف في أولمبياد ريو. الآن، يرغب غزال سوق أهراس أن يحافظ على ذهبية أولمبياد لندن في 1500م. فؤاد/ أ