الابتكار في الصحة الالكترونية: الجزائر تحتضن الطبعة الإفريقية الأولى من "سلاش'س دي"    المغرب: فشل الحكومة في الحفاظ على صحة المواطنين يحول داء الحصبة إلى وباء    مجلس الأمن : السيد عطاف يجدد التزام الجزائر بالمساهمة في تعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية    طاقة ومناجم: السيد عرقاب يبحث مع سفير جنوب إفريقيا سبل تعزيز التعاون الثنائي    السيد بللو يشرف على افتتاح يوم دراسي جزائري-إيطالي حول تثمين التراث الثقافي    وفد برلماني من جمهورية سلوفينيا يحل بوهران    الرعية الإسباني المحرّر يشكر تبّون والجزائر    قائد أفريكوم يشيد بالجيش الجزائري    سياحة: 90 مشروعا سياحيا سيدخل قيد الاستغلال هذه السنة    الوقاية من الحمى القلاعية: تلقيح 400 ألف رأس من الأبقار والأغنام قبل نهاية يناير الجاري    حشيشي يشارك بروما في منتدى أعمال الدول المعنية    هكذا يقضي سكان غزّة أيام الهدنة..    الجزائر تؤكد ضرورة تجسيد توصيات ميثاق قمة المستقبل    ممثلا الجزائر يستهدفان كأس الكاف    شطر من منفذ الطريق السيار جن جن العلمة يوضع حيز الخدمة    مُتسوّلون برتبة أثرياء!    مراد ينصب الوالي الجديد لبشار    صدى عالمي لجائزة الجزائر للقرآن الكريم    إشادة واسعة بدور رئيس الجمهورية    منظومة الضمان الاجتماعي في الجزائر قائمة على مبدأ التضامن بين الأجيال    البطولة الجهوية للجيدو لناحية الوسط : تتويج فريق أمن ولاية الجزائر باللقب    الجزائر حريصة على ضمان تكفل أفضل بالحجاج خلال موسم الحج 2025    وزير الداخلية"إبراهيم مراد" مخطط شامل للنهوض بولاية بشار وتحقيق التنمية المتوازنة    وهران: انطلاق البطولة الوطنية الشتوية للسباحة براعم    متحف "أحمد زبانة" لوهران: جولة افتراضية في الفن التشكيلي الجزائري    مجلس الأمة: المصادقة على نص القانون المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وإزالتها    الإطاحة بشبكة إجرامية ينطلق نشاطها من المغرب : حجز أزيد من 3ر1 قنطار من الكوكايين بوهران    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية: وزير الاتصال يستقبل بويندهوك من قبل رئيس جمهورية ناميبيا    بللو: نحو تعاون أوسع في مجال الفنون بين الجزائر وإيطاليا    كرة القدم المدرسية : إطلاق قريبا أول كأس للجزائر بين الثانويات والإكماليات والابتدائيات    وهران : ترحيل 27 عائلة إلى سكنات جديدة ببئر الجير    منظمة التعاون الإسلامي تدين ب "شدة" تصاعد الاعتداءات الصهيونية في الضفة الغربية    إعتقال مؤثر جزائري في فرنسا: النيابة العامة بباريس تصوب وزير الداخلية برونو روتايو    غزة: استشهاد 27 ألف طالب خلال العدوان الصهيوني على القطاع    اللحوم الحمراء الطازجة في رمضان ستبلغ أقصى مبلغ 1900 دج    إيتوزا تستعين ب30 حافلة محليّة    العنصرية الفرنسية الرسمية..!؟    خصص الهلال الأحمر الجزائري 300 طن من المساعدات الإغاثية    الكوكي مدرباً للوفاق    الصحافة الفرنسية تسج قصة جديدة ضمن سلسة تحاملها ضد الجزائر    رئيس الجمهورية يستدعي الهيئة الناخبة يوم 9 مارس القادم    متابعة أشغال مشروع قصر المعارض الجديد    الثورة الجزائرية الوحيدة التي نقلت المعركة إلى عقر دار العدو    انطلاق الطبعة 20 للمسابقة الدولية لجائزة الجزائر لحفظ القرآن وتجويده    تطبيقة إلكترونية للتبليغ عن مواقع انتشار النفايات    القلوب تشتاق إلى مكة.. فكيف يكون الوصول إليها؟    لباح أو بصول لخلافة بن سنوسي    الجزائر ستكون مركزا إقليميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر    استفزازات متبادلة وفينيسيوس يدخل على الخط    حاج موسى: أحلم باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز    "كاماتشو".. ضعيف البنية كبير الهامة    تاريخ العلوم مسارٌ من التفكير وطرح الأسئلة    السينما الجزائرية على أعتاب مرحلة جديدة    الجوية الجزائرية: على المسافرين نحو السعودية تقديم شهادة تلقي لقاح الحمى الشوكية رباعي التكافؤ بدءا من ال10 فيفري    وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علوم الإعلام والاتصال تحت مجهر الويب 2.0
نشر في الحوار يوم 26 - 08 - 2016


عبد القادر بعزيز
الملخص
هل يمكن أن نحصر علوم الإعلام والاتصال اليوم في ظل التطورات التكنولوجية في غلافها التقليدي الذي يصر عليه بعض القائمين على هذا الاختصاص في جامعاتنا ( خاصة الجامعة الجزائرية ) و مخابر البحث التابعة لها ؟
فالقائمون على الاختصاص يعتبرون علوم الإعلام و الاتصال مجالا ينتمي للعلوم الإنسانية و الاجتماعية المحضة و لا يمكن بأي حال ان يكون ( أو يصبح ) حقل تبادل بين تخصصات العلوم الانسانية من جهة و العلوم الطبيعية و علوم الهندسة من جهة اخرى.

فما علينا إلا الاطلاع على مواقع الانترنت اذا وجدت () للجامعات و المدارس و المخابر المعنية بالتخصص ، لكي ندرك الغاية التي ينشدها القائمون على التخصص للطلبة في هذا المجال … "ليسانس في علوم الإعلام و الاتصال، هذه الشهادة المطلوبة في ميدان الصحافة المكتوبة و الإعلام السمعي البصري () ". أي أنهم يختصرون هذا التخصص ( حتى فيما بعد التدرج : ماستر أو دكتوراه ) في السمعي البصري و الصحافة المكتوبة و عند أحسن الاحوال في العلاقات العامة.
نحاول في هذا المقال الوجيز أن ندحض هذا الفكر المنغلق و نطرح فكرا بديلا خارج عن عقدة العلبة المغلقة (Out of the box) يتلاءم مع متطلبات مجتمعنا في عصر طغت عليه تكنولوجيات الاعلام و الاتصال.

فبادئ ذي بدئ ، يجب أن نعيد طرح اشكالية الجدار الذي يجعل العلوم الانسانية و الاجتماعية في معزل عن العلوم الطبيعية و الهندسية و التطورات التكنولوجية بصفة عامة. و من ثم نبين كيف تتحول العلوم الانسانية و على رأسها علوم الاعلام و الاتصال الى أداة لا يمكن الاستغناء عنها في أي مجال للإبداع و الاختراع مهما كان التخصص اجتماعيا أو علميا أو هندسيا.

* مقدمة

النظرة التقليدية لعلوم الإعلام والاتصال جعلت منهم مجرد أدوات و تقنيات تستعمل في مجال الصحافة المكتوبة و المسموعة و المرئية و في أحسن الاحوال أداة اتصال مؤسساتي تستعمله المنظمات لتسيير علاقاتها الداخلية و الخارجية. فهذه النظرة لا ترتقي بهذا التخصص الى المستوى الذي يستحقه لكي يصبح عتلة قوية يعول عليه في الاقتصاد و مجالات الإبداع و الاختراع.

" كل من يجد ما كان يسعى إليه لم يحقق في الواقع إلا عملا جيدا يحققه أي تلميذ نجيب ركز كل جهوده على النتائج التي يريدها و بذلك يهمل في أغلب الاحيان الاشارات الدقيقة الي قد تؤديه الى أبعد مما كان يتوقع فالباحث الحقيقي هو الذي يولي اهتماما لأي اشارة قد تكشف عن وجود ظاهرة لم تكن في الحسبان () ". هذه المقولة المترجمة للعالم الفيزيائي الفرنسي لويس لوبرانس رينقيه (Louis LePrince-Ringet) توضح لنا تماما التوجه الذي نريده للبحث في مجال الاعلام و الاتصال.

فالنظرة البديلة التي نريد طرحها لهذا التخصص تتعدى الى الرؤية الإبداعية خارج أطر الفكر التقليدي "داخل العلبة" و تتطرق الى نظم المعلومات المعقدة من بحث و دراسة و تحليل لمصادر المعلومات المفتوحة بما فيها قواعد البيانات و براءات الاختراع. هذه النظرة نعتبرها امتدادا طبيعيا للتخصص نحو مجال ا ا و تسيير الابداع.

النظرة البديلة التي نطرحها لهذا التخصص تجعل منه أداة لرؤية شاملة و دقيقة للبيئة التي تنشأ فيها الافراد و الجماعات من منظمات و مؤسسات. فتحليل المعلومات المستقاة من هذه البيئة تجعلنا نكتشف الإشارات الضعيفة أو إشارات الإنذار الباكرة لأحداث هامة قد تغير مستقبل هذه البيئة و بالتالي مصير كل من يحوم فيها من افراد و جماعات. هذه النظرة نعتبرها امتدادا طبيعيا للتخصص نحو مجال ا الاستراتيجية و بصفة عامة مجال الذكاء الاقتصادي أو التنافسي.
* نحو تعميم مصطلح " تكنولوجيا " الى … العلوم الانسانية و الاجتماعية

نستعمل عادة لفظ " تكنولوجيا " لوصف نظام معرفي مستمد أساسا من المعارف في العلوم الطبيعية و علوم الهندسية. و في حقيقة الأمر فما هذا إلا صنف من التكنولوجيا ندعوه " التكنولوجيات المادية " ويدخل في اطار هدا الصنف كل المهارات والأدوات والقواعد التي يستخدمها الإنسان لتحويل المواد والتكيف مع الطبيعة و إدارة بيئته من أجل البقاء والتنمية ().

اما النظم المعرفية التي يمكن استعمالها كعتلة لحل العديد من المشاكل العملية فهي مشتقة من العلوم الانسانية و الاجتماعية و العلوم الغير طبيعية و كذا المعارف التقليدية الغير العلمية. فهي أيضا تنتمي إلى صنف اخر من التكنولوجيا الذي ندعوه " التكنولوجيا الناعمة ". من وجهة نظر الاستاذة جين (Zhouying Jin) فانه يتحقق ذلك من خلال استخدام واعي للقوانين و التجارب الشائعة في الأنشطة الاقتصادية و الاجتماعية والبشرية. وبالتالي فإنه يشكل القواعد والمؤسسات و الآليات والوسائل والطرائق والإجراءات و العمليات التي تساهم في تحسين الرفاهية و تكييف البيئة أو عموما السيطرة على العالم بطرق موضوعية و غير موضوعية.

التكنولوجيات الناعمة ليست صنفا جديدا كما يظن الكثير بل تضرب جذورها في عمق التاريخ الى ألاف السنين. فالبشرية أنتجت التكنولوجيات الناعمة من أجل تحسين رفاهيتها و لكن التقدم المذهل الذي احدثه الانسان في مجالات العلوم الطبيعية والعلوم الهندسية جعلت هذه التكنولوجيات المادية تطغى بشكل فاحش على التكنولوجيات الناعمة.

و نتيجة ذلك ان التكنولوجيات الناعمة لم يتم تطويرها كصنف من أصناف التكنولوجيا و هذا يعتبر عجز بشري في تقدير طبيعة التكنولوجيا عن طريق دمج التكنولوجيات الناعمة. و لهذا لم نستطع ان نستوعب جوهر عملية الابداع التكنولوجي و من ثم فهم العلاقة الوطيدة بين الابداع التكنولوجي و الابداع المؤسساتي بشكل صحيح.

استكشاف مفهوم التكنولوجيات الناعمة هي بحد ذاتها تأكيد على أهمية الابداع التكنولوجي من أجل سد الفجوة بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية. و ذلك عن طريق تدريب الفاعلين في مجال التكنولوجيات الناعمة على تطوير صناعات جديدة مبنية على هذه التكنولوجيات. وبهذه الطريقة يمكن للبلدان النامية أن يتحرروا من استراتيجية " اللحاق ثم التجاوز" التي تفرضها عليهم الدول المتقدمة عن طريق استثمارات ضخمة في التكنولوجيات المادية. ويمكن لهم كذلك وضع استراتيجيات تنمية بديلة مبنية على التكنولوجيات الناعمة.

فالمسؤولية الملقاة على عاتق قادة الدول النامية تكمن في قدرتهم على فرض قواعدهم الخاصة و لتحقيق ذلك فإنهم في أمس الحاجة إلى البقاء في حالة يقظة دائمة لتتبع أي تطور تكنولوجي جديد في البلدان المتقدمة و كذا تجنب التبعية العمياء لنماذج ومعايير تفكير مسبقة و خاصة عند اتخاذ القرار و الخيارات الحاسمة لإستراتيجية التنمية.
* علوم الاعلام و الاتصال عتلة للإبداع و الاختراع

لقد برهنا في بحوث سابقة نشرناها في جرائد علمية عالمية () و () أن هذه الامتدادات الطبيعية لعلوم الاعلام و الاتصال والتي تخص دراسة براءات الاختراع يمكن توجيهها و التوسع فيها مستندين فقط على المعلومات المستقاة من قواعد البيانات المفتوحة ، ابتدءا من كتابة براءات اختراع جديدة او إبطال براءات اختراع قائمة أو إنشاء معلومات ذات قيمة مضافة عن طريق توصيلها بنظم معلومات أخرى.
الكل يعلم ان عملية البحث والتطوير (R&D) مكلفة جدا و خاصة ان لم تكن مدعومة بتسويق ملائم و كاف. و كذلك عملية التسويق مكلفة و لذلك يحاول المستثمرون الاستغناء عن احدى الاعباء و غالبا ما تكون عمليات البحث و التطوير عن طريق شراء "التراخيص" اللازمة للبراءات التي تسمح لهم بالإنتاج بأقل تكلفة. و في هذه الحالة نعتبر مخابر البحث و التطوير التقليدية نوعا من انواع نقل التكنولوجيا و لكنها قائمة على استثمارات ضخمة. ولهذا فان النظرة الابداعية البديلة لعلوم الاعلام و الاتصال يمكن ان تصبح بلا شك أداة أكثر أهمية و أقل تكلفة لنقل التكنولوجيا والابتكار والإبداع. فعندما نتحدث عن براءات الاختراع فإننا حتما نتحدث عن البحث والتطوير (R&D) الغير المكلف (Low cost).

في الواقع و من وجهة نظر أكاديمية بحتة غير مرتبطة بالضرورة الى ربح مالي، فان البحث في مصادر المعلومات المفتوحة و قواعد براءات الاختراع يمكن اعتباره شكلا من أشكال المسؤولية الاجتماعية لمؤسسات البحث و التطوير التابعة للجامعات و التعليم العالي.

فمن وجهة نظر أخرى يمكن النظر إلى مصادر المعلومات المفتوحة و قواعد براءات الاختراع كوسيلة اتصال بين مراكز البحث و المؤسسات الاقتصادية لتسويق منتجاتها من البحوث التقنية و التكنولوجية. و بهذا يمكن أن تساهم مساهمة فعالة في مختلف المجالات المرتبطة بالتكنولوجيات الناعمة واضعة فى منظورها تطور التكنولوجيات المادية نحو التكنولوجيات الناعمة.

كما يمكن لها أن تكون قاغدة عامة لنموذج بحث عن تقارب اقتصادي بين القطاعين " العمومي / الخاص " بهدف إقامة شراكات استراتيجية أو في إطار التنمية المستدامة على أساس نموذج اتزكوفيتش (Henry Etzkowitz) المسمى " اللولب الثلاثيTriple Helix / () " لالتماس التآزر بين الحكومة (الدولة) / مراكز البحث / القطاع الاقتصادي ".
* نموذج " اللولب الثلاثي "

لكل مؤسسة اقتصادية بيئة داعمة او مانعة و تعول المؤسسة على مواردها البشرية و المادية كدعائم لتتغلب على الموانع. قد يكون هذا كافيا لتطور المؤسسة ولكن في غالب الاحيان و لمحدودية مواردها فإنها تحتاج الى دعم خارجي تبحث عنه عبر شراكات أو مؤازرات. فمستقبل أي مؤسسة اقتصادية مرتبط بقدرتها على الابداع المستمر لكي تبقى رائدة في السوق.
و الابداع المستمر يعني قدرة المؤسسة على تزويد السوق بمنتج ابداعي جديد يوفر لها سبقا تنافسيا و هذا يعني توفر موارد بشرية ذات كفاءات مختلفة متكاملة و قادرة على العمل في فريق واحد لتحقيق هدف الابداع و موارد مادية كافية لتسيير المشروع و ليست بالضرورة استثمارات ضخمة كما اسلفنا الذكر.

نموذج اتزكوفيتش : الولب الثلاثي للإبداع ديناميكية التنافسية و التنمية المستدامة للأقاليم ()
نسمي هذه البيئة الداعمة للإبداع باللولب الثلاثي و يشترك فيه ثلاث مؤسسات قائمة و هي الدولة و المؤسسات الاقتصادية و الجامعات بمراكز البحث و التطوير التابعة لها.

فالدولة تشارك كراع محوري للبيئة بسن القوانين المحفزة للبحوث العلمية في مختلف مجالات النافعة للمجتمع و خلق ديناميكية تنافسية للتنمية المستدامة للأقاليم و دفع المؤسسات للاستثمار في مخابر البحث الخاصة او التابعة للجامعات.

المؤسسات الاقتصادية تشارك بالدعم المالي لمؤسسات البحث التي تنتج ابحاثا لفائدة المؤسسات الاقتصادية حتى يتسنى لها تطوير منتجاتها. فهذا الاستثمار يكون اما عن طريق انشاء مخابر بحث و تطوير خاصة بها او تمويل مخابر تابعة للجامعات التي تعطيها دفتر شروط لتطوير منتجات او افكار او ابداعات يمكن استعمالها في المجال الاقتصادي و يمكن ايضا انشاء مخابر مختلطة يشارك فيها الباحث العلمي و التقني و هذه المخابر المختلطة أكدت فعاليتها في الميدان لأنها قريبة من المؤسسات الاقتصادية و متطلبات المجتمع و توظف طاقات ابداعية من الجامعات و من المؤسسات الاقتصادية و افضلها شخصيا عن كافة مؤسسات البحث.
و تشارك الجامعة في ادارة اللولب الثلاثي للإبداع بطاقاتها البشرية كمصدر اساسي للأفكار التي توظف لفائدة و توجيه تطور المجتمع نحو منهج علمي يتلاءم مع مبادئ التنمية المستدامة .

* علوم الاعلام و الاتصال عتلة لتنافسية المؤسسات الاقتصادية
كشفت دراسة ميدانية قامت بها المديرية العامة DGIEEP التابعة لوزارة الصناعة () أن الاهتمامات الاساسية للفاعلين الاقتصاديين ، تتمثل عموما في ثلاث نقاط :
تنظيمية : أشكال التنظيم ، التدفق الوظيفي للمعلومات ، الخ …
إعلامية : الاحتياجات المعلوماتية ، مصادر المعلومات ، التدفق المعلوماتي ، نشر و تبادل المعلومات ، الخ …
مؤسساتية : التآزر المؤسساتي الثلاثي : الدولة و المؤسسات الاقتصادية و مراكز البحث و التطوير.
مما يساعد من جهة على تبديد الشعور بالإحباط تجاه نقص المعلومات المتعلقة بالمتنافسين الداخلين الجدد الذين يبدون أكثر استعدادا للمنافسة من المتعاملين المحليين و من جهة أخرى يساهم في إدراك أهمية الذكاء الاقتصادي كأداة تطور المؤسسات الجزائرية التي تمنحها امكانية الانتقال من مقام مؤسسة تقليدية الى مقام مؤسسة جديدة تتسم بالمرونة و قادرة على التعلم و من ثم الابتكار ().

فمن وجهة نظرنا فان مساهمة علوم الاعلام و الاتصال في هذا المجال قد يكون وفيرا و كافيا و شافيا عن طريق الامتداد الطبيعي الثاني لعلوم الاعلام و الاتصال والتي يخص اليقظة الاستراتيجي و بصفة عامة الذكاء الاقتصادي أو التنافسي. و لنرى عمليا في أرض الواقع كيف تساهم علوم الاعلام و الاتصال في نشر الفكر الابداعي في المؤسسات الاقتصادية و اتاحتها لفرص التنافسية.

الكل يعلم ان براءة الاختراع الممنوحة تبقى سارية المفعول من الناحية القانونية لمدة معينة و بعد هذه المدة تصبح غير صالحة حيث يمكن لأي كان استعمال هذا الاختراع مجانا و بكل حرية. و قد يبطل سريان مفعول البراءة لعدة اسباب اخرى نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر عدم دفع الرسوم السنوية و عدم التغطية الجغرافية التامة … الخ.

وانيس باروسو (Wanise Barroso)، محققة و فاحصة براءات لدى مكتب براءات الاختراع البرازيلي و دكتورة باحثة في علوم الاعلام و الاتصال قدمت نتائج بحثها () في الموضوع مع مجموعة من الاقتراحات العملية منها إنشاء قاعدة فرعية لكل براءات الاختراع المتوفرة في قاعدة بيانات مكتب براءات الاختراع البرازيلي تحتوي فقط على براءات الاختراع التي سقطت تحت طائلة الشيوع أي كل الاختراعات التي يمكن قانونا استعمالها مجانا و بكل حرية و وضعها تحت تصرف المؤسسات الاقتصادية المتوسطة و الصغيرة وذلك لتسهيل نقل التكنولوجيا. و قد بينت وانيس باروسو من خلال دراستها أن أكثر من 30٪ من براءات الاختراع في قاعدة بيانات براءات الاختراع البرازيلية أصبحت تحت طائلة الشيوع بعد 5 الى 6 سنوات من التحفظ ، و ان ما يقرب من 40٪ من هذه القاعدة يمكن استخدامها بكل حرية مجانا كمصدر معلومات و موسوعة تقنية مفتوحة ، و ذلك لما تحتويه من تفاصيل دقيقة لإنتاج الاختراع الموصوف في براءات الاختراع.

لو افترضنا أن نفس النسب قد تنطبق على قاعدة البيانات الاوروبية التي تحوي اكثر من 90 مليون براءة اختراع فاننا نجد ما يقارب 36 مليون براءة اختراع " قابلة لإعادة الاستخدام " يمكن استعمالها مجانا و بكل حرية في نصها الكامل والحر لأكبر " موسوعة تقنية و تكنولوجية " و اضخم مصدر معلومات مفتوح في العالم.

* علوم الاعلام و الاتصال عتلة للتنمية المستدامة و المسؤولية الاجتماعية
الاستخدام الحر لبراءات الاختراع غير قانوني حتى سقوطها في مجال الشيوع أو يبطل عن طريق القضاء.
في البرازيل ، مجانية العلاج و الصحة حق دستوري ، و من واجب الدولة ان تضمن هذا الحق لكل مواطن برازيلي من خلال النظام الصحي الموحد لضمان المساعدة العلاجية الكاملة بما في ذلك التوفير المجاني للدواء. تكلفة هذا النص الدستوري ما يعادل 580 مليون يورو سنويا.

هذا ما جعل مجموعة من الباحثين من مختلف التخصصات الانسانية و العلمية ان يهتموا بما يمكن أن تقدمه علوم الاعلام و الاتصال من حلول تساهم في ترشيد التكاليف الباهظة للعلاج المجاني (). وبالتعاون مع فريق بحث فرنسي و اخر هندي ، وجهوا جهودهم نحو دواء تينوفوفير (Tenofovir) المستخدم لعلاج حالات مرض الإيدز أو ما يعرف عندنا بالسيدا () و ذلك لأنه الدواء الذي يكلف الدولة البرازيلية أكبر ميزانية. و من الآثار المعنوية المنوط بها و المترتبة من هذا البحث المعلوماتي البحت في قواعد بيانات براءات اختراع الذي أظهر خلل شكلي في تركيبة الدواء و نتج عن ذلك تقديم معارضة لإبطال حقوق البراءة لدواء تينوفوفير لدى المحاكم ، وصناعة الدواء في شكله الشائع.

أما النتائج الملموسة التي قدمتها علوم الاعلام و الاتصال لدولة البرازيل هي انخفاض تكاليف الدواء بشكل ملحوظ (50٪) و توفير موارد مالية اضافية بما يعادل 10 مليون يورو سنويا لتوفير العلاج لمزيد من المرضى في اطار النظام الصحي الموحد و المجاني. و للعلم فقد أجريت هذه الدراسة دون أي تمويل حيث رفضت الوكالة (الفرنسية) الوطنية للأبحاث حول الإيدز و التهاب الكبد الفيروسي (ANRS) أن تمول المشروع لأنها كانت تظن ان البحث المعلوماتي لن يكون مجديا ، تحصل فريق البحث المتكون أساسا من باحثين في الاعلام و الاتصال على جائزة الابتكار في البرازيل ().
فهذا مثال حي مما يمكن ان تقدمه علوم الاعلام و الاتصال للبشرية و المجتمع من خدمات تحسب لها في خانة المسؤولية الاجتماعية للبحث العلمي (RSR).

* من قال أن الباحث في علوم الاعلام و الاتصال لا يخترع … دواء ؟
قد يبدوا لكثير من الناس غريبا بل مستحيلا عندما أقول لهم ان فلانا ليس بطبيب و لا صيدلاني ولكن باحث في علوم الاعلام و الاتصال اختراع دواء … و أنا اسرد هذا المثال حضر في ذهني ذلك الباحث الطبيب الجزائري الذي أقاموا عليه الدنيا و أقعدوها عندما صرح بأنه بصدد اختراع دواء لداء السكري.
و لنعد الى باحثنا في علوم الاعلام و الاتصال الذي بعمل خبيرا الاعلام العلمي عند مخابر قالديرما (Galderma) الفرنسية.

خلال ابحاثه طرح جون دومينيك بييريه (Jean Dominique Pierret) الإشكالية التالية () : كيف يمكننا العثور على المواد التي تتفاعل مع كل أعراض المرض دون وجود علاقة مسبقة بين المواد والمرض ؟
ثم أجرى بييريه البحث على أسس منهجية لهيكلة أدوات اكتشاف المعرفة في قواعد بيانات و مراجع الطب الحيوي. كما اهتم باكتشاف الاتصالات الخفية الحاملات لمعارف جديدة باستخدام طريقة جديدة لاستغلال قواعد البيانات معتمدا على نموذج المتعدي لسوانسون (Swanson) المسمى " اكتشاف المعارف في قواعد البيانات () ". كان حجم قواعد البيانات ضخما و لهذا وجب استخدام وسائل تكنولوجيا الاعلام قادرة على معالجة الكم الهائل من المعلومات الموجودة.
و نتيجة هذا البحث هي ايداع خمسة براءات الاختراع الجديدة مبنية على مؤشرات طبية جديدة لجزيئات موجودة تحت طائلة براءات اختراع سابقة. هذه البراءات الجديدة حولت الى منتجات مسوقة من طرف قالديرما.

على حد علمنا فان تجربة بييريه هي أول اختراع استند على دراسة وثائقية لمعلومات الموجودة في قواعد البيانات و الذي أدى الى ايداع براءات اختراع.

ما قام به بييريه مع فريقه من قالديرما هو دليل قاطع لإمكانية الاكتشاف و الابتكار و حتى ايداع براءات الاختراع على أساس المعلومات فقط و ذلك بإعادة تركيب المعارف الموجودة و مقارنتها مع الوثائق التقنية الحديثة. مع امكان تعميم هذه المنهجية على المواد و العمليات ، الخ.

* خلاصة

يظن البعض ان هناك حتمية تجبر البلدان النامية على المرور بست مراحل التطور التكنولوجي للوصول إلى طليعة التطور التكنولوجي. و انه لا يمكن بحال من الاحوال ان تتخطى أي مرحلة من هذه مراحل إلا إذا أحرزت بنجاح على المرحلة السابقة. و يجزمون بأنه لا وجود لسبيل سحري يمكننا من توفير جهود هذا المسار التدريجي و تخطيه لندرك مباشرة ذروة التقدم ().

أما نحن فنفند هذه النظرية و لنا قناعة تامة بأن " حرق المراحل " ممكن و هذه القناعة تعززها الإمكانيات الواعدة التي توفرها تكنولوجيات الاعلام و الاتصال من خلال خاصيات الويب 2.0 التي تزيل جميع القيود الزمنية و المكانية و تسهل تدفق المعلومات و نشر المعرفة و إنشاء شبكات الاتصال بين الباحثين والمهنيين و الشراكات على شاكلة " اللولب الثلاثي ".

و لنا في تجارب الدول الناشئة دروس مثيرة للاهتمام فما علينا إلا دراستها بشكل نقدي يجعلنا قادرين على استخلاص ما يمكننا من انتاج نماذج خاصة لتنمية مجتمعنا ونساهم في تقليص الفجوة بين البلدان المتقدمة و البلدان النامية التي ننتمي اليها.

وقد حاولنا قدر المستطاع ان نستعرض رؤيتنا الجديدة لعلوم الاعلام و الاتصال و كيف يمكن ان تساهم في اثراء المعارف في كل الميادين العلمية و التقنية. و لن يكون ذلك إلا باستعداد القائمين على هذا التخصص كي يعملوا في فرق بحث متعددة الكفاءات و التخصصات مما ينتج افكارا و معارف جديدة فتعم الفائدة.
اخيرا و ليس اخرا … هذا ندائي للذين يؤمنون أنه بإمكاننا ايجاد سبل بديلة لدعم استراتيجية تنموية قادرة على حرق المراحل و تفادي الاستثمارات الضخمة لنقل التكنولوجيا و الابداع في كل من البلدان المتقدمة والنامية من خلال استخدام نظم الاعلام و الاتصال و مصادر المعلومات المفتوحة.

* المراجع

Baaziz A. ; Quoniam L. (2014). Patents used by NPE as an Open Information System in Web 2.0 – Two mini case studies. Journal of Intelligence Studies in Business (JISIB), ISSN 2001-015X, Volume 4, No 2 (2014)
Baaziz A. ; Quoniam L. ; Khoudi A. (2014). L information brevet au service de l industrie pétrolière: Cas de conception et optimisation des trépans par ingénierie inversée. Journal of Information Systems and Technology Management (JISTEM), ISSN 1807-1775, Volume 11, No 3 (2014)
Baaziz, A. ; Quoniam, L. ; Reymond, D. (2014). Quels modèles d Intelligence Economique pour l Algérie ? Quelques pistes de réflexion. Séminaire International sur l Intelligence Economique : Un enjeu majeur de Compétitivité – HEC Alger – 21 & 22 Mai 2014
Barroso, W. (2003). Elaboration et mise à disposition d une base de données de documents de brevet tombés dans le domaine public. Thèse de Doctorat en Sciences de l Information et de la Communication, Université du Sud Toulon-Var (FR), 2003
Barroso, W. ; Amral, L. ; Quoniam, L. ; Faria, L. ; Penna, E ; Queyras, J. (2004). Elaboration d une base de données de médicaments pour faciliter la prise de décisions. VSST-2004: Toulouse (FR), Dousset Bernard (Ed.), 2004 ISBN 2952032653
Barroso, W. ; Queyras, J. (2010). Propriété industrielle : arme de la compétitivité 2.0, le cas du Tenofovir. Quoniam, L. ; Lucien, A. ; Papy, F (Ed.). Intelligence Compétitive 2.0, Traité des sciences et techniques de l information, Hermès-Lavoisier: Paris (FR), 2010 ISBN 978-2-7462-2366-0
DGIEEP (2010). Document de référence 2010 de la formation en intelligence économique en Algérie. Direction Générale de l Intelligence Economique, des Etudes et de la Prospective / Ministère de l Industrie, de la Petite et Moyenne Entreprise et de la Promotion de l Investissement / RADP (DZ), Septembre 2010
Jin, Zhouying (2005). Global Technological Change: From Hard Technology to Soft Technology. Intellect (UK), January 2005 ISBN 1841501247
Louis LePrince-Ringet in Des atomes et des hommes , Fayard, Paris, 1957, Page 57.
Etzkowitz, H. (2008). The triple helix: university industry government: Innovation in action. Taylor & Francis (Ed.): Londres (UK), February 2008 ISBN 9780415964500
Farinha, L. ; Ferreira, J. (2015). Triangulation the triple helix: A conceptual framework. Triple Helix Association. Lien vu le 23/08/2016 @ HYPERLINK "https://www.triplehelixassociation.org/wp-content/uploads/2013/01/Triangulation-of-the-Triple-Helix-A-Conceptual-Framework.pdf"https://www.triplehelixassociation.org/wp-content/uploads/2013/01/Triangulation-of-the-Triple-Helix-A-Conceptual-Framework.pdf
Pierret, J. D. (2006). Méthodologie et structuration d un outil de découverte de connaissances basé sur la littérature biomédicale : une application basée sur l exploitation du MeSH. Thèse de Doctorat en Sciences de l Information et de Communication. Université du Sud Toulon-Var (FR), February 2006
Quoniam, L. (2010). Oposiç es a pedidos de patente de medicamentos. Concurso Inovaçao na Gestao Publica Federal. Escola Nacional de Administraçao Publica; Brasilia, Brasil, Wanise Barroso (Coord.), 2010
Ungku Aziz. Must patterns of change in developing countries follow the West? What other possible patterns?. In technological innovation: Universities of the commonwealth, Birmingham (August 1983). Cited by Kamil Idris (WIPO) in A Brochure on Intellectual Property Rights for Universities and R&D Institutions in African Countries , June 2000, ISBN 92-805-1097-7

(*) عبد القادر بعزيز (Abdelkader BAAZIZ) متحصل على دكتوراه في علوم الاعلام و الاتصال من جامعة إيكس مرسيليا (فرنسا) في سنة 2015 و شهادة جامعية عليا في تسيير نظم المعلومات من جامعة بربينيان (فرنسا) في سنة 2004 و شهادة مهندس دولة في الهندسة الميكانيكية من جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين USTHB (الجزائر) في سنة 1991. شغل العديد من المناصب العليا في المؤسسات والشركات العمومية و الخاصة منها مدير العمليات في شركة سوناطراك (الجزائر) و مدير عام للشركة الوطنية للنقل البري. مستشار خبير في نظم المعلومات والإدارة الاستراتيجية وله مؤلفات عديد من الإصدارات العلمية في هذا المجال. يمكن التوصل معه عن طريق البريد الإلكتروني: HYPERLINK "mailto:[email protected]"[email protected]
() اغلب مواقع المهتمة بهذا الاختصاص غير كاملة. كلية الاعلام و الاتصال لجامعة الجزائر 3 شوهد في 24/08/2016 عند الرابط HYPERLINK "http://www.univ-alger3.dz/journalisme/index.php/using-joomla/extensions"http://www.univ-alger3.dz/journalisme/index.php/using-joomla/extensions و كذا كلية الاعلام و الاتصال و السمعي البصري لجامعة قسنطينة 3 شوهد في 24/08/2016 عند الرابط HYPERLINK "http://univ-constantine3.dz/finfocom/index.php/2016-02-01-15-45-32/2016-02-01-15-48-58″http://univ-constantine3.dz/finfocom/index.php/2016-02-01-15-45-32/2016-02-01-15-48-58
() موقع الدراسة الجزائري تخصص علوم الإعلام و الاتصال. شوهد في 24/08/2016 عند الرابط HYPERLINK "http://www.eddirasa.com/ens-uni/information-communication/"http://www.eddirasa.com/ens-uni/information-communication/ و كذا الروبروتاج حول كلية علوم الإعلام و الإتصال بجامعة قسنطينة 3 شوهد في 24/08/2016 عند الرابط HYPERLINK "https://www.youtube.com/watch?v=G5Oj52bDBnA"https://www.youtube.com/watch?v=G5Oj52bDBnA
() Louis LePrince-Ringet in Des atomes et des hommes , Fayard, Paris, 1957, Page 57.
() Jin, Zhouying (2005). Global Technological Change: From Hard Technology to Soft Technology. Intellect (UK), January 2005 ISBN 1841501247
() Baaziz A. ; Quoniam L. (2014a). Patents used by NPE as an Open Information System in Web 2.0 – Two mini case studies. Journal of Intelligence Studies in Business (JISIB), ISSN 2001-015X, Volume 4, No 2 (2014)
() Baaziz A. ; Quoniam L. ; Khoudi A. (2014b). L information brevet au service de l industrie pétrolière : Cas de conception et optimisation des trépans par ingénierie inversée. Journal of Information Systems and Technology Management (JISTEM), ISSN 1807-1775, Volume 11, No 3 (2014)
() Etzkowitz, H. (2008). The triple helix: university industry government: Innovation in action. Taylor & Francis (Ed.): Londres (UK), February 2008 ISBN 9780415964500
() Farinha, L. ; Ferreira, J. (2015). Triangulation the triple helix: A conceptual framework. Triple Helix Association. Lien vu le 23/08/2016 @ HYPERLINK "https://www.triplehelixassociation.org/wp-content/uploads/2013/01/Triangulation-of-the-Triple-Helix-A-Conceptual-Framework.pdf"https://www.triplehelixassociation.org/wp-content/uploads/2013/01/Triangulation-of-the-Triple-Helix-A-Conceptual-Framework.pdf
() DGIEEP (2010). Document de référence 2010 de la formation en intelligence économique en Algérie. Direction Générale de l Intelligence Economique, des Etudes et de la Prospective / Ministère de l Industrie, de la Petite et Moyenne Entreprise et de la Promotion de l Investissement / RADP (DZ), Septembre 2010
() Baaziz, A. ; Quoniam, L. ; Reymond, D. (2004). Quels modèles d Intelligence Economique pour l Algérie ? Quelques pistes de réflexion. Séminaire International sur l Intelligence Economique : Un enjeu majeur de Compétitivité – HEC Alger – 21 & 22 Mai 2014
() Barroso, W. (2003). Elaboration et mise à disposition d une base de données de documents de brevet tombés dans le domaine public. Thèse de Doctorat en Sciences de l Information et de la Communication, Université du Sud Toulon-Var (FR), 2003
() Barroso, W. ; Amral, L. ; Quoniam, L. ; Faria, L. ; Penna, E ; Queyras, J. (2004). Elaboration d une base de données de médicaments pour faciliter la prise de décisions. VSST-2004: Toulouse (FR), Dousset Bernard (Ed.), 2004 ISBN 2952032653
() Barroso, W. ; Queyras, J. (2010). Propriété industrielle : arme de la compétitivité 2.0, le cas du Tenofovir. Quoniam, L. ; Lucien, A. ; Papy, F (Ed.). Intelligence Compétitive 2.0, Traité des sciences et techniques de l information, Hermès-Lavoisier: Paris (FR), 2010 ISBN 978-2-7462-2366-0
() Quoniam, L. (2010). Oposiç es a pedidos de patente de medicamentos. Concurso Inovaçao na Gestao Publica Federal. Escola Nacional de Administraçao Publica; Brasilia, Brasil, Wanise Barroso (Coord.), 2010
() Pierret, J. D. (2006). Méthodologie et structuration d un outil de découverte de connaissances basé sur la
littérature biomédicale : une application basée sur l exploitation du MeSH. Thèse de Doctorat en Sciences de l Information et de Communication. Université du Sud Toulon-Var (FR), February 2006
() KDD ou Knowledge Discovery in Databases
() Ungku Aziz. Must patterns of change in developing countries follow the West? What other possible patterns?. In technological innovation: Universities of the commonwealth, Birmingham (August 1983). Cited by Kamil Idris (WIPO) in A Brochure on Intellectual Property Rights for Universities and R&D Institutions in African Countries , June 2000, ISBN 92-805-1097-7


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.