توعد الناقلون الخواص بشل حركة النقل على مستوى 48 ولاية والدخول في إضراب مفتوح بعد الإجراءات الجديدة التي أعلن عنها وزير النقل والأشغال العمومية، بوجمعة طلعي، والمتعلقة بحجز وتجميد نشاط الحافلات المهترئة للحد من حوادث المرور وسقوط العديد من القتلى والجرحى، حيث كشفت التقارير الأولية عن تورط ناقلي هذه الحافلات في الكثير من الحالات، مهددين بالتصعيد في حال عدم تراجع الحكومة عن قرارها وفتح باب الحوار معهم. وفي نفس الصدد، وصف الأمين العام للاتحادية الوطنية للناقلين الخواص، عبد القادر بوشريط، في تصريح إعلامي، تصريح وزير النقل والأشغال العمومية حول اتخاذ الحكومة لقرار حجز الحافلات المتهرئة وتجميد نشاط أصحابها ب "الارتجالي"، قائلا إن معالجة ملف هذه القضية لا يتم بهذا الشكل وسينجر عنه شلل تام لحركة النقل والدخول في حركات احتجاجية قد تطول، خاصة بعد قرار حجز الحافلات القديمة وتجميد نشاطها إلى غاية مسايرتهم لدفتر الشروط الجديد المنظم للمهنة. وطالب نفس المتحدث، بضرورة إعادة النظر في عملية المراقبة التقنية التي تخص الحافلات كل سنة، موضحا أن بعض الحافلات قديمة لكنها صالحة لنقل المسافرين ومطابقة لشروط السلامة والأمن والراحة، وبالتالي يجب أخذها بعين الاعتبار، مشيرا إلى أن سن الحافلة لا يعدّ معيارا، كونه توجد العديد من حافلات سوناكوم والتي تعود إلى سنوات الثمانينات حالتها أفضل بكثير من الحافلات الجديدة والتي تم استيرادها من بلدان آسيوية.
وشدد بوشريط في نفس السياق على ضرورة تجسيد الوعود التي قدمتها الحكومة بشأن مساعدة أصحاب حافلات النقل الجماعي المهترئة في تجديد حظيرتهم، من خلال تمكينهم من الحصول على قروض بنكية تساعدهم في اقتناء حافلات جديدة، مضيفا أن ملف أصحاب هذه الحافلات موجود على مستوى وزارة النقل منذ مدة طويلة، غير أنها لم تفصل فيها لحد الساعة، في وقت لا يزال الآلاف من أصحاب الحافلات المهترئة ينتظرون تجسيد وعود الحكومة.
وأكد بوشريط على ضرورة فتح باب الحوار أمام النقابات من أجل إيجاد حلول لهذه الإشكالية، داعيا في الأخير مديرية النقل إلى تحمل مسؤوليتها كاملة، خاصة بعد قبولها لملفات أصحاب حافلات الخردة المستوردة من الخارج. وتساءل بوشريط عن مصير الآلاف من العمال الذين يشتغلون في حافلات النقل الجماعي، وهل ستمنح الحكومة مناصب شغل لهم لو يتم تجميد نشاطهم، خاصة أن غالبية أصحاب الحافلات لا يملكون مصدر دخل آخر للاسترزاق، الأمر الذي يجب أن تأخذه الحكومة بعين الاعتبار على حد قوله. جمال مناس