محلات "البلايستيش" كانت الرابح الأكبر في أيام العيد بسبب الإقبال المتزايد عليها من طرف الأطفال بحكم الهدايا المالية التي تمنح من طرف الأهل و الأقارب كعرف التزمت به اغلب العائلات الجزائرية لإدخال الفرحة على قلوب الأطفال بدليل إرفاق البنات لتلك الحقائب الصغيرة الحجم والمختلفة الألوان مع ثيابهم الجميلة، وكذا الذكور هم الآخرين رافقوا معهم في هذا العام حقائب تناسب جنسهم لملئها بهدايا العيد التي تمنح بعد المعايدة وتقديم تهاني العيد كعرف ملزم التزمت به اغلب العائلات الجزائرية وانتهجه الصغار باتجاه الكبار.إلا أن بعض الأطفال اختار أن يكون سبيل تلك الهدايا المالية محلات البلايستيشن التي باتت بمثابة الدماء الجارية في عروقهم وامتلأت عن آخرها في يومي العيد سيما وان اغلب الأطفال جمعوا مبالغ مالية معتبرة استنزفوها في تلك المحلات و اختار بعضهم الآخر أن يكون مآلها اقتناء المستلزمات الدراسية ومساندة الأولياء وإنقاص الأعباء عنهم لاسيما الفتيات الصغيرات. بعد جولة قمنا بها في يومي العيد عبر بعض المقاطعات والتي وجدنا فيها الإقبال متزايدا على محلات البلايستيشن التي أضحت مصدر جنون الأطفال بدليل مكوثهم بها لساعات طوال من النهار بل ينسون بسببها واجباتهم وحتى منازلهم مما أدى في الكثير من المرات إلى لجوء الأمهات إلى هناك بحثا عن أطفالهم بعد أن امضوا فيها وقتا طويلا حسب ما كشفه الواقع . وكان لها الحظ كذلك في يومي العيد كما كان للأطفال الفرصة في استنزاف هدايا العيد هناك دون حاجة لهم في طلب المال من أوليائهم، وهو المشكل الذي يتصادف به بعض الأولياء طوال الوقت لكن في أيام العيد وجد الأطفال الحل في تلك الهدايا المالية الممنوحة من طرف الأقارب والأحباب بمناسبة العيد لإدخال الفرحة على قلوبهم، وكانوا في غنى عن طلب الأموال من أوليائهم ذلك ما جسده التوافد الكبير للأطفال على محلات "الألعاب الالكترونية" أو "البلايستيشن" التي امتصت مبالغ كبرى من هدايا العيد. اقتربنا من بعض الأطفال للوقوف على مآل تلك الهدايا التي كانت رمزية أحيانا ومعتبرة أحيانا أخرى، وحتى الرمزية شكلت مبلغا كبيرا بعد جمعها ووصلت إلى مبالغ ضخمة بالنسبة لفئاتهم قاربت 4000 و5000 دينار جزائري، وأمام تلك المبالغ احتار الطفل الصغير فبين سندويتشات النقانق " المرقاز" التي لا تتوفر على شروط النظافة، وبين الألعاب المهددة للسلامة كان مآل تلك المبالغ، ليستنزف الجزء الأكبر منها في محلات البلايستيشن كوسيلة مسلية أحيانا وتدفع للعنف أحيانا أخرى ومن سوء الحظ أن جل الأطفال غاصوا في فضائها الواسع إلى درجة الإدمان ونسيان واجباتهم المنزلية وحتى المدرسية. ذلك ما وضحه الطفل نجيب 13 عام الذي التقيناه بباب الوادي قال انه جمع مبلغ 3000 دينار جزائري في يومي العيد واقبل مرارا على محلات البلايستيشن فهو يهواها إلى درجة الجنون وقال انه استنزف ما يقارب 1200 دينار في اللعب خلال اليومين كما تكرم على أصدقائه بدفع ثمن اللعب ولم يبخل عليهم. الطفل ريان هو الآخر استنزف ما يقارب 800 دينار خلال العيد على تلك الألعاب التي أدمن عليها الكثيرون، ومنحت هدايا العيد الفرصة لهم للإقبال المتزايد عليها قبل الدخول المدرسي واتجاه انشغالهم بعد ذلك إلى الدراسة.