أبدى وفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الذي غادر الجزائر يوم الأربعاء بعد زيارة وصفت بأنها ناجحة ارتياحه الكبير وامتنانه الشديد للحماية الأمنية العالية التي وفرتها له الحكومة الجزائرية، حيث كشفت مصادر مطلعة ل "الحوار" أن تعليمات صارمة صدرت عن جهات عليا في الدولة بضروة التكفل التام بسلامة كامل أفراد الوفد الذي ترأسه موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة وضم كذلك الدكتور أسامة حمدان عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات العربية في الحركة. حيث رافق أفراد الحماية الوفد منذ نزوله أرضية مطار هواري بومدين إلى غاية مغادرته الجزائر. محمد دخوش
وقد كللت زيارة الوفد الحمساوي الأخيرة للجزائر بالنجاح بالنظر إلى أجندة اللقاءات والاستقبالات التي حظي بها الوفد من طرف كبرى الأحزاب السياسية في البلاد على رأسها جبهة التحرير الوطني أين نقل أمينها العام عمار سعداني لوفد الحركة ثبات الموقف الجزائري من دعم صمود الشعب الفلسطيني المقاوم، كما التقى الوفد مع قيادات مختلف التشكيلات السياسية الجزائرية خلال مأدبة عشاء أقيمت على شرفه ونظمتها حركة مجتمع السلم، وفي هذا السياق جرى اتفاق ضمني بين الجهات الرسمية الجزائرية وبين قيادة حركة حماس على مواصلة الجزائر دعم جهود الحركة دون الإعلان الصريح عن فتح مكتب تمثيلي لها وهو ما يفسر التصريح الديبلوماسي للدكتور أسامة حمدان في منتدى ل "الحوار" بأن الحركة لديها 40 مليون مندوب وممثل في الجزائر، ليمتنع عن الخوض في متاهة نفي أو تأكيد فتح المكتب.
وحول ترتيبات البيت الداخلي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، كشفت ذات المصادر أنه ومع قرب انتهاء عهدة رئاسة خالد مشعل للمكتب السياسي فإن الأسماء المرشحة لخلافته على رأس الحركة لن تخرج عن اسمين هما: رئيس المكتب السياسي السابق للحركة الدكتور موسى أبو مرزوق 1992- 1996، ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق والقائد المباشر للحركة في قطاع غزة ونائب رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وتفيد مصادرنا أنه وبالنظر إلى المتاعب الصحية التي يمر بها الأول فإن حظوظ الأخير هي الأوفر لتولي مهام قيادة حركة الشيخ الشهيد أحمد ياسين. وعن آلية اختيار وانتخاب خليفة مشعل الذي يرأس المكتب السياسي منذ العام 1996، قالت مصادرنا إنه سيتم على الأرجح عبر التزكية من طرف كبار القادة والمسؤولين السياسيين في الحركة.
والأعضاء الذين يشكلون الإطار القيادي الأعلى ويحق لهم انتخاب رئيس المكتب السياسي ومكتبه التنفيذي هم أعضاء المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة الذي يرأسه هنية ويضم 15 عضوا، والمكتب السياسي في الضفة الغربية ويضم أيضا 15 عضوا والمكتب السياسي في الخارج ويضم أقل من 15 عضوا وفق مصادر في الحركة. وتبدأ عملية الانتخاب بترشيح ذاتي أو من قبل أعضاء في الإطار القيادي ويتم التصويت المباشر في اجتماع غير علني حال ترشيح أكثر من شخص ويتم إعلان الفوز لمن يحصل على الأغلبية.