من بين المهن التي اشتهرت بها مدينة الورود هي مهنة تقطير الورود التي غيبها التطور لكن رغم ذلك إلا أنها مازالت تصارع من أجل البقاء ولو كرمز من رموز التراث الشعبي لمدينة البليدة. ومن بين الأشخاص الذين مازالوا يزاولون هذه المهنة ويسعون لتوريثها للأجيال القادمة الحاجة حياة الصغير رئيسة جمعية "الوئام والعمل" بولاية البليدة والتي حدثتنا عن أهم نشاطات جمعيتها خلال 10 سنوات خلت، حيث كشفت لنا أن من بين نشاطات الجمعية الأعمال التطوعية وتعليم مختلف المهن والحرف التقليدية للمنخرطات على غرار الخياطة والطرز وصناعة الحلويات بالإضافة إلى مهنة اشتهرت بها مدينة الورود ألا وهي مهنة تقطير الورود والتي تصارع الزمن من أجل البقاء، وحسب رئيسة الجمعية فإن هذه المهنة بدأت تندثر شيئا فشيئا خاصة مع التطور في جميع المجالات إلى جانب عزوف الشباب عن تعلم هذه المهنة. وحسب السيدة حياة فإن مهنة تقطير الورود تختص بتقطير الورود والزهر وكذا الأعشاب الطبيعية بما في ذلك "الخزامة" و"العطرشة" وتوضع هذه الأعشاب داخل إناء خاص مشكل من قطعتين ومصنوع من النحاس الخالص يسمى "القطارة" أين يوضع الماء يغلي في الجانب السفلي الذي يحتوي على مادة مضادة للأكسدة وبالتالي تمنع تجمع الميكروبات ويوضع الورد أو الأعشاب الطبيعية في الجانب العلوي مع بعض قطع الجليد وبفعل حرارة الماء الذي يتبخر نحو الأعلى تبدأ قطرات الندى المستخلصة من الورود والأزهار تنزل في قناة خاصة ليستخلص ماء مقطر من مختلف الورود والزهور والأعشاب الطبيعية ويستغرق ملء قارورة واحدة حوالي يوما كاملا مضيفة أن والدتها كانت معروفة قديما بتقطير الورود في الحي المعروف ب"باب الزاوية" بوسط مدينة الورود أين كانت والدتها آنذاك تقوم بتقطير الورود والزهر و"الأرنج" في المواسم وخاصة فصل الربيع، كما أن نبتة "الخزامة" حسبها تستعمل للتزيين ومرهم لتساقط الشعر، بالإضافة إلى أنها تستعمل لصناعة العطور العالمية حسب ذات المتحدثة التي كشفت أن للجمعية فرع بجامعة سعد دحلب يقوم بتحليل الأعشاب الطبيعية بالتنسيق مع مخبر الجامعة بهدف معرفة فوائد ومضار الأعشاب. رئيسة الجمعية أكدت أن تقطير قارورة واحدة يستغرق 24 ساعة وكانت في الماضي تقدم كهدية للعائلة والجيران من أجل زرع المحبة والمودة بينهم. السيدة حياة الصغير ختمت قولها أن أمنيتها هي تعليم مهنة تقطير الورود للأجيال بالمجان من أجل توريثها والحيلولة دون اندثارها. سمية بوالباني