بداياتها كانت متميزة في الأقسام الثقافية، حيث ينهل الإعلامي من جمال الكلمة ويتعلم الإبداع اللفظي، ثم لم تلبث أن تحولت إلى الأقسام الوطنية لتستقر فيها، حيث عاشت مرحلة التغيير من الثقافة إلى السياسة، وفي هذا اللقاء الذي جمعها ب"الحوار" تحدثت سارة عن الرقابة والتضييق وعن معاناة الصحفي وطموحاته المستقبلية كإعلامية واعدة. * تميزت في بداياتك الإعلامية في المجال الثقافي، كيف تقيمين هذه التجربة اليوم، وهل تحنين للقسم الثقافي؟ كانت تجربة رائعة تعرفت من خلالها على كبار الفنانين والكتاب والمثقفين على غرار منشطة الحديقة الساحرة ماما نجوى، الممثلة نوال زعتر، الممثل محمد عجايمي ورشيد خان الممثل الكوميدي كمال بوعكاز، الروائي واسيني الأعرج، عمر ازراج، رشيد بوجدرة، الروائية أحلام مستغانمي، الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، الفنان حكيم صالحي والفنان التونسي صابر الرباعي، الفنانة اللبنانية نجوى كرم، أما فيما يخص الشطر الثاني من السؤال فنعم مازلت أحن إلى العمل في القسم الثقافي ورغم تحويلي إلى القسم الوطني غير أنني مازلت أتابع كل ما له علاقة بالشأن الثقافي.
* يقال أن القسم الثقافي بعيد عن التجاذبات السياسية ..هل هذا صحيح؟ لا أبدا لا يمكن أن يخلو القسم الثقافي من التجاذبات السياسية والدليل على ذلك إقحام الفنانين في السياسة ولعلى اكبر دليل على ذلك هو استغلال العاهل المغربي، محمد السادس، للفنانين الجزائريين في قضية الصحراء الغربية كالشاب خالد ورضا الطلياني والشاب فوضيل الذين أعلنوا ولائهم للمخزن واعترفوا بمغربية الصحراء ضاربين عرض الحائط موقف الجزائر الثابت من القضية الصحراوية .
* انتقلت إلى القسم الوطني بعد ذلك، كيف عشت مرحلة التغيير من الثقافة إلى السياسة؟ رغم أن تقنيات العمل الصحفي لا تتغير عند تحويل صحفي من قسم إلى آخر غير أن التغيير بالنسبة لي كان صعب جدا لأني كنت أقوم بتغطية كل ما له علاقة بالشأن السياسي، وبما أني كنت احن للعمل في القسم الثقافي كنت أسجل حضوري في للمهرجانات الثقافية والفنية والأدبية رغم أنني لم أكن ملزمة بتغطيتها فكان صعب عليا التوفيق بين عملي كصحفية في القسم الوطني وبين الحنين للعمل في القسم الثقافي.
* كيف تنظرين إلى مستقبل الصحافة المكتوبة على ضوء الثورة التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت ؟ رغم التطورات السريعة غير أن الصحافة المكتوبة لازالت تحظى بجمهورها الواسع لأنها تحمل منفعة كبيرة للقارئ، كما أن الصحافة تلعب دورا مهما في عصرنا الحالي باعتبار أنها تمنح القارئ معلومات كبيرة وكثيرة وكل التفاصيل بالتحليل على عكس الإنترنيت الذي يعطي معلومات متناثرة ولا يعتمد على التركيب والتحليل والمعلومات الوافية، أما فيما يخص مستقبل الصحافة المكتوبة في الجزائر فسيتطور إذا تطورت تقنيات ووسائل الترويج لها.
* هل تعرضت سارة بوطالب خلال مسيرتها الإعلامية إلى الرقابة والتضييق؟ لا لم أتعرض أبدا إلى الرقابة والتضييق، ويمكن الجزم أن الصحافة في الجزائر باتت تؤول إلى ما هو أفضل حيث تعززت خلال السنوات الأخيرة، بعدة آليات وقوانين من شأنها أن ترسكل العمل الإعلامي وتجعله أكثر احترافية، ومن بين أهم المكاسب التي حضي بها مجال الصحافة تكريس الدستور الجديد لتعزيز حرية ممارسة هذه المهنة ورفع كل القيود بقوانين توضح المفاهيم والأحكام، حيث أولى الدستور أهمية قصوى لحرية الصحافة من خلال تعزيزها أكثر عبر إلغاء حكم السجن بسبب جنح الصحافة ومنع الرقابة المسبقة وذلك حسب ما جاء في المادة 41 مكرر2 التي تنص على أن حرية الصحافة المكتوبة والسمعية والبصرية وعلى الشبكات الإعلامية مضمونة ولا تقيد بأي شكل من أشكال الرقابة القبلية، شرط عدم استعمال هذه الحرية للمساس بكرامة الغير وحرياتهم وحقوقهم وأيضا نشر المعلومات والأفكار والصور والآراء بكل حرية مضمون في إطار القانون واحترام ثوابت الأمة وقيمها الدينية والأخلاقية والثقافية، وأنا اعتبر أن منع تجريم الصحفي خطوة كبيرة يتعين تثمينها بقوانين تنظم مهنة المتاعب، وتسمح هذه الصيغة الجديدة بتطوير قطاع الصحافة أكثر كونها تكرس حق حرية التعبير وحرية الرأي بالنسبة للجميع. * بعض الصحفيين اليوم يكتبون من المكاتب أو عبر إطلالاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي..هل اختفى العمل الميداني في الصحافة اليوم؟ الاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي من شأنه أن يساعد الصحفي على أداء مهامه، ففي السابق كان العمل الصحفي يقوم على البحث الميداني ونبش الوثائق باستخدام الوسائل التقليدية، أما اليوم في عصر المعلومات السريعة والمنصات الرقمية باتت العديد من المصادر متوفرة لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي التي تغص بالعديد من الأخبار والصور ومقاطع الفيديو، لكن وفرة هذه المصادر جعلت مهمة الصحفي صعبة في التحقق والثبت من صحة هذه المصادر ولهذا لا يمكن أن تعوض مواقع التواصل الاجتماعي العمل الميداني. * ما هي طموحاتك المستقبلية؟ طموحي هو أن أصبح كاتبة صحفية مشهورة وأن يكون لي عدد كبير من القراء والمتتبعين سواء داخل الوطن أو في الخارج. حاورتها: سامية/ح