يهدف حزب التجمع الوطني الديمقراطي "الأرندي" إلى إعادة كرة تشريعيات 1997 خلال المحطة الانتخابية المقبلة المقررة ربيع العام القادم عن طريق تفعيل آلته الانتخابية لتصدر المرتبة الأولى على مستوى كل المؤسسات المنتخبة، وإزاحة غريمه التقليدي حزب التحرير الوطني "الأفلان" من الصادرة التي كان يحتلها لسنوات عدة. وما يعزز هذا الطرح الوارد بقوة في الوقت الراهن هو الثقة الكبيرة التي أبان عنها الأمين العام للارندي احمد اويحيى التي أظهرها هذا الأخير خلال نزوله ضيفا على قناة "البلاد"، حيث ابدى استعداده الكامل لدخول المعترك الانتخابي بكل أريحية ولا يخشى منافسة الأفلان الذي اكتسح خلال الانتخابات الماضية كل المؤسسات المنتخبة وكون لنفسه مكانة ريادية فيها دون منازع، غير أن اويحيى يرى هذه المرة قوة أخرى في تشكيلته الحزبية المنافسة للقوة السياسية الأولى في البلاد، خاصة بعد أن تراجع هذا الأخير عن الاستثمار الميداني منذ تولي الأمين العام الحالي للحزب العتيد جمال ولد عباس مقاليد القيادة. وتشير التحركات الأخيرة لخدام الدولة إلى أن له رغبة جامحة في اعتلاء المركز الأول في التشريعيات القادمة على حساب غريمه التقليدي الآفلان الذي يعيش أحلك أيامه جراء موجة الانشقاقات الداخلية التي عصفت به مؤخرا على مستوى هياكله المركزية والمحلية، ما عاد بالنفع لصاحب المهام القذرة الذي تمكن من السيطرة على استقرار حزبه بشكل جيد مقارنة بكل التشكيلات الحزبية المنافسة له، وهذا قبل التحاق حتى موعد انطلاق الحملة الانتخابية التشريعيات المقبلة. وفي ذات السياق، رد أويحيى على سؤال منشط قناة "البلاد" بلغة الثقة بالنفس بالقول "إذا كان بخصوص تحركات الرجل الضعيف أحيلك إلى سنوات 2006 و2011 عشية الانتخابات وقبلها كانت تشريعيات 1997″، ويواصل حديثه قائلا "الأمين العام يقوم بتجنيد قواعده، هذا أمر طبيعي، الآن نأمل أن نكون الأوائل، وكل الأحزاب تأمل ذلك، ونحن قادرون أن ننافس الأفلان كما فعلنا سابقا" وهو ما يترجم أن الارندي سوف يدخل المعترك الانتخابي دون أي مركب نقص كان خاصة اتجاه الأفلان الذي على ما يبدو تعثر في مواكبة التحولات الحاصلة في الساحة السياسية، وتحصيل اكبر عدد ممكن من المقاعد في البرلمان على حساب الأفلان الذي قال عن مناضليه في خراجاته الميدانية الأخيرة أن "الأفلان إخواننا وجيراننا، لهم مشاكلهم وعاشوا الأزمات، لكن وقت الاستحقاقات يهبون كرجل واحد ويحققون النتائج" ما جعله يدعو مناضليه إلى التقيد بهذا النهج للوصول الى الهدف المنشود واستغلال الورقة السياسية الرابحة المتمثلة في الاستقرار الداخلي للحزب مقارنة بباقي التشكيلات الحزبية الأخرى من مختلف التيارات والإيديولوجيات. مناس جمال