دفعت تشريعيات ربيع العام الجاري بالعديد من التشكيلات الحزبية للبحث عن آليات جديدة ناجعة لدخول هذا الامتحان العسير لها، خاصة وأن قانون الانتخابات الجديد يقر على حصول أي تشكيلة حزبية على نسبة 4 بالمائة للمشاركة في أي موعد انتخابي مستقبلا، إلى الدخول في تكتلات وتحالفات لتجاوز هذه العقبة التي تهدد الكثير منها بالزوال من الخريطة السياسية في حال مقاطعة الاستحقاقات القادمة، كما هو حال بعض الأحزاب الإسلامية التي كونت لنفسها قطبا قويا قبل بداية الحملة الانتخابية في حد ذاتها. أما بالنسبة للأحزاب المعارضة الأخرى ذات الانتماء للتيار العلماني على غرار الارسيدي والأفافاس وحزب العمال، فقد استبعدت فكرة التحالف من اجل خوض معترك الانتخابات القادمة بقوائم موحدة تحت غطاء التحالف أو التكتل، غير أنها أبدت استعدادها، لا سيما حزب العمال والارسيدي، للتحالف من اجل مراقبة العملية الانتخابية من التزوير لضمان منافسة شريفة ونزيهة لهذا الموعد المصيري للأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها الإيديولوجية الناشطة في الساحة السياسية الوطنية. "الأرسيدي": سندخل التشريعيات بقوائمنا.. وفي حال التكتل سيكون لمراقبة الانتخابات استبعد حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية الارسيدي، على لسان مكلفه بالإعلام عثمان معزوز، ل"الحوار" أن تكون تشكيلته الحزبية المنتمية للتيار العلماني تنوي الدخول بقوائم موحدة مع أحزاب من نفس المعسكر السياسي، مضيفا أن حزبه المعارض سيخوض غمار التشريعيات المقبلة بقوائمه الخاصة، على الرغم من كونه لا يحوز على نسبة أربعة بالمائة في التشريعيات الماضية وفقا لقانون الانتخابات الجديد النافذ، بسبب مقاطعتها آنذاك. وفي هذا الصدد، قال المتحدث في اتصال هاتفي مع "الحوار" أن الحزب بصدد التحضير للشروع في عملية جمع التوقيعات في الولايات التي لا يوجد فيها منتخبو الارسيدي من اجل الوصول إلى النصاب القانونية التي تسمح له الدخول في الانتخابات القادمة بكل أريحية، مؤكدا أن فرضية التكتل مع التشكيلات العلمانية الأخرى على غرار حزب العمال والأفافاس غير وارد في الوقت الراهن، مضيفا بالقول "في حال ما كان شيء من هذا القبيل فالأمانة العامة للحزب ستناقش هذا الطرح الذي في الوقت الحالي غير وارد من أي مصدر كان والفصل فيه على الرغم من كونه مستبعدا" ويرى المكلف بالإعلام في حزب الارسيدي عثمان معزوز أن الفرضية الأكثر احتمالا بالنسبة للارسيدي للتوجه نحو التكتل أو التحالف مع هذه الأحزاب الديمقراطية العلمانية هو في تشكيل لجنة مشتركة لمراقبة مجريات الانتخابات المقبلة في حال ما تقدمت هذه الخيرة بالاقتراح، وغير ذلك فهو يبقى في خانة المجهول في الوقت الراهن بالنسبة للارسيدي كون الحزب -حسبه- مستعد لدخول المعترك الانتخابي دون التحالف مع أي تيار حزبي آخر، مشيرا إلى جملة التحالفات التي توجهت إليها الاحزاب الإسلامية والتي يراها بالمنطقية وتخص الشأن الداخلي لها. * حزب العمال: نحن مستعدون للتحالف مع الأحزاب العلمانية لمراقبة الانتخابات لا غير من جانبه، أكد البرلماني البارز بحزب العمال رمضان تعزيبت، في حديثه مع "الحوار" أن احتمال التكتل مع الأحزاب العلمانية غير وارد في الوقت الحالي، موضحا في نفس الوقت أن تحالفات الأحزاب الإسلامية لا شيء، كون حزب الزعيمة لويزة حنون مقتنع بمساره النضالي وبمشروعه السياسي البناء والمصداقية، موضحا الدور الرئيسي للمزايا التي يتمتع بها مقارنة مع باقي الأحزاب السياسية الأخرى، خاصة المنتمية لغير التيار العلماني. واستبعد هذا الأخير احتمال الدخول في التشريعيات المقبلة التي لم يفصل حزب العمال فيها بعد، بقوائم ترشح موحدة من منطلق التحالف مع الأحزاب العلمانية الأخرى على غرار الارسيدي والأفافاس، مضيفا بالقول "لحد الساعة ليس هناك أي مبادرة تدعو للتكتل أو التحالف ما بين حزبنا والارسيدي والأفافاس، فالموضوع سيكون محال نقاش على مستوى الأمانة العامة لحزب العمال"، مشيرا في سياق حديثه إلى احتمال وصول هذه الأحزاب العلمانية، كما يطلق عليها، إلى إبرام اتفاقيات فيما بينها لمراقبة الانتخابات القادمة في الوقت الحالي. مناس جمال