تلاقي مشاركات الجزائر بالمعارض الدولية دوما انتقادات لاذعة من طرف الزوار سواء كانوا من الجالية الجزائرية أو من الأجانب، نظرا لقلة المعروضات واقتصارها على المواد الغذائية وبعض المنتوجات التي لا تمت باي صلة للثقافة الجزائرية ولعل أخرها ما شهده المعرض العالمي للفلاحة بباريس من عرض للمشروبات الكحولية كمنتوج فلاحي جزائري، الأمر الذي أثار جدلا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي على اعتبار أن الانتاج الكحولي للجزائر لا يرقى للعالمية ولا يمثل الانتاج الجزائري الفلاحي أصلا. ولا تعد الحادثة حسب متابعين للشأن الاقتصادي ان تكون الأولى، نظرا للمشاركات "المحبطة" للشركات الجزائرية بالمعارض الدولية، والتي يندى لها الجبين في كثير من الأحيان، حيث أكد الكثير من أفراد الجالية الجزائرية بالمهجر والسياح الجزائريين تدني مستوى المشاركات الجزائرية بالمعارض الدولية في جميع المجالات مقارنة بمشاركات جيراننا من المغرب العربي أو مشاركات الدول العربية، اللذين يمثلون بلدانهم وإنتاجهم وصناعاتهم أحسن تمثيل تاركين صورا مشرفة في أذهان الأجانب عن إنتاجهم المحلي وثقافات بلدانهم. كما لاحظ الكثير نقص العلامات الانتاجية الجزائرية المشاركة في هذه المعارض على كثرتها وتنوع مجالاتها ومواقعها بالبرنامج السنوي الذي تعرضه الوكالة الوطنية لترقية الصادرات الجزائرية "الجكس" بالتنسيق مع الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير "سافاكس"، مرجعين عزوف المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين عن المشاركة لثقل حجم التكاليف على كاهلهم خاصة منها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، رغم الإعانات التي تقدمها الدولة لهم عبر صندوق دعم الصادرات، متناسين بأن التعريف بمنتوجاتهم في الأسواق الخارجية من شأنه فتح أبواب النجاح والاستمرارية واسعا لهم، والارتقاء بسوق الصادرات الجزائرية الذي لا يزال قابعا بالمراتب المتأخرة عالميا مقارنة بدول الجوار والدول العربية الأخرى رغم إمكانيات الجزائر الكبيرة في جميع المجالات لتطويره. من جهة ثانية، تراهن الحكومة، من خلال برنامجها الوطني للنمو الاقتصادي الذي تهدف على قطف ثماره سنة 2019، على الارتقاء بسوق الصادرات، من خلال دفع المنتجين الجزائريين سواء كانوا عموميين أو خواص لمضاعفة الإنتاج وغزو الأسواق الخارجية والتعريف بمنتوجاتهم على المستوى الإفريقي والعالمي، معولة على جهود جمعيات التصدير والتسهيلات التي منحتها للمصدرين من خلال صندوق دعم الصادرات الذي خصص للمشاركين في الصالونات والمعارض الدولية دفع تكاليف 80 بالمائة من الجناح المخصص للعرض. هذا وقد أعلنت الوكالة الوطنية لترقية الصادرات الجزائرية "الجكس"، عن عدة معارض دولية ستنظم في الأشهر المقبلة منها معرض القاهرة الدولي شهر مارس المقبل، معرض أبيجان الدولي بكوت ديفوار ما بين22 مارس و 02 أفريل، معرض هانوي الدولي بفيتنام خلال الفترة الممتدة بين 19 و22 أفريل، معرض باريس الدولي بين 27 أفريل و08 ماي المقبلين وغيرهم، بالإضافة إلى المعارض المخصصة للمنتوجات الجزائرية، منها المعرض المخصص للمنتوجات الجزائرية بواڤادوقو ببوركينا فاسو خلال النصف الثاني من شهر مارس 2017، والمعرض المخصص للمنتوجات الجزائرية بنواكشوط بموريتانيا المقام بين 30 مارس و20 أفريل، أما بالنسبة للصالونات المتخصصة، فهناك الصالون الدولي للزراعة بدبي الذي سينظم بين 26 فيفري و02 مارس والصالون الدولي للمنتجات الغذائية بلندن خلال الفترة الممتدة بين 19 – 22 مارس أما في قطاع الصناعة فهناك الصالون الدولي للبناء «BATIMAT» بباريس شهر نوفمبر المقبل. ______________________________________________________________________________ * رئيس جمعية "الجزائر استشارات للتصدير" إسماعيل لالماس ل"الحوار": غياب التنسيق بين الإدارة والمصدرين سبب المشاركات الضئيلة في المعارض الدولية ارجع رئيس جمعية "الجزائر استشارات للتصدير" إسماعيل لالماس، "المهازل" الجزائرية في المعارض والصالونات الدولية إلى انعدام التنسيق بين الوكالة الوطنية لترقية الصادرات الجزائرية "الجكس" والشركة الجزائرية للمعارض والتصدير "سافاكس" مع الشركات والمتعاملين الاقتصادين والمصدرين، مؤكدا أن المشاركات تتم بقرار إداري محض. وأكد لالماس، في حديث مع "الحوار" اليوم ، على وجود عدة عراقيل لمشاركة عدد كبير من الشركات الإنتاجية الجزائرية في المعارض والصالونات العربية والدولية، وعلى رأسها التكلفة الكبيرة التي تقع على عاتق هذه الشركات ومشاكل الحصول على العملة الصعبة من طرف البنوك والتي تدفعهم إلى القيام بعمليات الصرف بالأسواق السوداء للعملة، ناهيك عن انعدام التنسيق بين الإدارات المسؤولة عن الترويج لهذه المعارض والشركات الجزائرية التي لا يكون لها علم في كثير من الأحيان بتاريخ إقامتها مرجعا ذلك إلى غياب ثقافة الاتصال بين الأطراف السالفة الذكر. كما لفت لالماس الانتباه إلى غياب ثقافة التسويق والترويج للمنتجات لدى المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين عكس نظرائهم بتونس والمغرب ومصر ودول الخليج الذين يقيمون وزنا للمعارض والصالونات الدولية ويطبعون حضورهم القوي بها، داعيا في هذا السياق إلى إعادة النظر في طريقة تنظيم التحضير للمعارض الخارجية. ليلى.ع