بقلم: محمد صلاح القائد الوطني المناضل الرفيق مصطفى علي العلي الِزبري (أبو علي مصطفى) مكان الولادة وتاريخها: عرابة، قضاء جنين، فلسطين، عام 1938 أبو علي مسيرة تكللت بالشهادة – بعد هزيمة حزيران، شارك أبو علي الرفيق المؤسس والرفيق وديع حداد في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد قرار اللجنة التنفيذية لحركة القوميين العرب بتبني اللامركزية بين الأقاليم، وترأس الرفيق الشهيد القيادة المؤقتة للإشراف على تزويد الأرض المحتلة بالكادرات المدربة والسلاح، فقد أشرف على تهريب السلاح من سوريا إلى الأردن ومنه عبر النهر إلى الوطن، كما تسلل إلى الوطن مرتين لاجل إعداد وترتيب العمل الكفاحي، ثم تابع نشاطه الكفاحي إلى جانب الرفيق الشهيد وديع حداد، كما تابع عمله القيادي خلال اعتقال الرفيق الحكيم في سوريا، وتحمل مسئوليات كبيرة في ذلك بشجاعة مسئولية امتصاص كثير من الهزات التي عصفت بالجبهة، وقاد الشهيد قوات الجبهة الشعبية وجهازها المقاتل في معارك أيلول وأحراش جرش وعجلون، عامي 1970 و1971، ليصبح نائباً للأمين العام للجبهة عام 1972، بعد المؤتمر الثالث الذي أقر الاستراتيجية السياسية والتنظيمية للجبهة. واضطلع الرفيق "أبو علي" بمهامه بكفاءة سواء في عضويته في المجلس الوطني، أو المركزي التي استمرت حتى استشهاده، وفي عضويته للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في فترة صعبة وحرجة. وقد شارك الرفيق في مختلف الحوارات الوطنية، وكان فعالاً ومجمعاً، وقائداً ومبادراً في هذا المجال، وأكسبه ذلك احترام وتقدير كل من عرفه وتعامل معه. – وفي شهر ايلول 1999، عاد الرفيق إلى أرض الوطن بقرار من المكتب السياسي للجبهة، ليطوف كافة مناطق الضفة والقطاع، ويزور أسر الشهداء والمعتقلين، ويباشر عمله القيادي على المستوى الوطني والحزبي، حيث استقبل من جماهير شعبنا استقبالاً حافلاً، وتعرف الشهيد كمشارك ميداني على أوضاع الوطن عيانياً، وبتفاصيله الملموسة. -وانعقد المؤتمر السادس للجبهة عام 2000، لينتخب الرفيق أميناً عاماً لها بإجماع اللجنة المركزية المنتخبة، بعد استقالة المؤسس من الهيئات المركزية للجبهة. – وخلال ممارسته لمهامه كأمين عام، بعث الرفيق الهمة والنشاط في صفوف الحزب، من خلال تقديم القورة والمثابرة على العمل والمتابعة ومن خلال حضوره الشخصي كقائد وطني. – وحين اندلعت الانتفاضة المجيدة، انخرط الرفيق فيها بكل جوارحه كقائد وطني ومشارك ميداني في الحركة الشعبية، وظل صمودها واستمرارها وعلاج أوجاعها هاجسه الدائم حتى لحظة استشهاده. – لقد كان الرفيق الشهيد نموذجاً ومثالاً في البساطة متقشفاً في حياته، غير مستعرض، وحدوياً وغيوراً على مصالح الفقراء، ومدافعاً عن حقوقهم، صلباً في مواجهة العدو، حازماً ومبدئياً في التعبير عن قناعاته. باحثاً عن خطوط التجميع للجهد الوطني، ديمقراطياً ومصغ لآراء الآخرين، غير مكابر عند ارتكاب الخطأ. فقد فقدنا قائداً، ورمزاً، وأمثولة، لكن قوة المثال التي أعطاها في حياته واستشهاده ستبقى قصة تحكيها وتتشربها الأجيال. – في المؤتمر الوطني الثالث عام 1972 انتخب نائباً للأمين العام. – تولى مسؤولياته كاملة كنائب للأمين العام حتى عام 2000، وانتخب في المؤتمر الوطني السادس أمين عام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. – عاد للوطن في نهاية أيلول عام 1999. – عضويته في مؤسسات م.ت.ف: عضو في المجلس الوطني منذ عام 1968 عضو المجلس المركزي الفلسطيني. عضو اللجنة التنفيذية ما بين عام 1987 – 1991. – استشهد يوم الإثنين الموافق 27 /8/ 2001 ، إثر عملية اغتيال جبانة استهدفت تصفية هذا القائد الوطني الفلسطيني والعربي القومي الأممي، والقضاء على الضمائر الحية في تاريخ قضيتنا الوطنية الفلسطينية.