علي عية: الحكم مربوط بقدرة الشخص على رد الدين جمال غول: لا تكليف أو تشديد في مثل هذه القضايا جلول قسول: شراء الأضحية بالتقسيط فيه شبهة موازاة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، أفتى العديد من الأئمة بجواز شراء الأضحية بالتقسيط، معتبرين أن الأمر جائز بالإجماع، شأنه شأن الذي يقتني كبش العيد بالدين، ولكنهم أكدوا أن القيام بهذه الخطوة يستجوب العديد من الشروط، بالمقابل أصروا على ضرورة الإسراع في تجسيد المرجعية الدينية الجزائرية على أرض الواقع، لأن غياب هذه الأخيرة هو سبب إثارة الجدل في العديد من المرات حول هذه الفتاوي، حيث قال الشيخ علي عية إمام مسجد الجامع الكبير بالعاصمة ل"الحوار" بجواز شراء كبش العيد بالتقسيط، طبعا مع اشتراط القدرة المادية التي تشترط أيضا في حال قرر الشخص أن يقتني أضحية بالدين، فإذا كان يستطيع أن يرد دينه هذا فأضحيته جائزة ولا شيء عليه، وإن لم يستطع أن يرد الدين فحكم أضحيته هنا باطلة لا تجوز. وفي سياق آخر، أضاف الشيخ عية أن جميع الفقهاء أجمعوا على جواز حج من يقرض مالا ويذهب إلى أداء المناسك، مؤكدا أن الشرط الأول في أداء الركن الخامس من الإسلام هو القدرة البدنية والمالية، فمن كان قادرا جسديا على الذهاب وامتنعت فيه القدرة المالية هنا لا حج عليه، وفي حالة كان ميسورا من الناحية المادية وأقعده عن الحج عائق جسدي هنا يستطيع تكليف أي شخص ليحج في مكانه ويحتسب حجه صحيحا. أما نقيب الأئمة جمال غول فقد كان له نفس رأي الشيخ علي عية، حيث قال إن من لم يستطع التضحية فقد ضحى عليه الرسول صلى الله عليه حين تقرب إلى الله بكبشين أقرنين أملحين واحد له وواحد لمن لم يضح من أمته، وقال ذات المتحدث إن من يقترض مالا لشراء الأضحية لا شيء عليه، شريطة أن يكون قادرا على رد دينه، كما قال إمام المسجد الكبير، مؤكدا عدم وجود تكليف في مثل هذه الأمور، فقد يتأخر راتب هذا الشخص، حينها لا ضرورة في استقراضه للمال من أجل التضحية إلى حين تمكنه من أخذ راتبه وفي سياق الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة حول جواز هذا الأمر، قال إن هذه المسألة تستفتى من أبواب الدين والاقتراض وغيرها، ولا يشترط في كل قضية أن يكون لها دليل شرعي، مؤكدا أن الأمر يتعلق باجتهادات يخوض فيها من هو كفءا دينيا، معتبرا أن الاختلاف في مثل هكذا أمور هو محمود يؤكد رحمة الاسلام الذي نزل إلى كافة البشر. نقيب الأئمة شدد أيضا على البداية في تطبيق المرجعية الدينية الجزائرية، وهذا لتجنب إثارة الجدل في كل ما يتعلق بهذه الفتاوى، محذرا في نفس الوقت من خطورة غياب المرجعية الدينية الذي يجعل الناس حائرين في أمور دينهم وديناهم، هنا سيفسح المجال لاستيراد الفتاوى البعيدة كل البعد عن خصوصيات مجتمعنا. أما إمام جامع القدس بحيدرة، جلول قسول، فقد استنكر كثرة الحديث في كل مرة حول موضوع كبش العيد الذي أخذ أكبر من حجمه، مؤكدا عدم جواز شراء الأضحية بالتقسيط لشبهة اختلاط الأمر بما هو حرام، داعيا إلى تغليب الأولويات في مسألة شراء الأضحية بالدين، حتى ولو كان الشخص قادرا على رده، لأن اقتناء كبش العيد بالدين مع ترك أولوية لا يجوز، لأن فيه مضرة للشخص بحد ذاته. تجدر الإشارة إلى أن الشيخ شمس الدين بوروبي كان قد أفتى في وقت سابق في برنامجه على قناة "النهار" بجواز شراء كبش العيد بالتقسيط، وذلك مراعاة لظروف الكثيرين، خصوصا مع تدني القدرة الشرائية للمواطن، حيث نصح في هذا الصدد باستحداث قطاعات لتسهيل شراء كبش العيد بهذه الصيغة. مولود صياد