في أول خرجة إعلامية له منذ تعرضه للمقلب المثير للجدل في حصة "الكاميرا الخفية" على قناة "النهار" رمضانَ الفارط، تحدث الروائي رشيد بوجدرة عن العديد من النقاط والقضايا التي تشغل الساحة السياسية والثقافية بالجزائر، على غرار "الصراع" الخفي و"المعلن" بين العربية والفرنسية، علاقته بشقيق الرئيس، وموقفه من اللغة العربية وبعض الشخصيات المحسوبة على التيار الإسلامي، كما لم يفوت الفرصة دون توجيه انتقادات لاذعة لبعض الكتّاب، الذين يكتبون بالفرنسية على غرار الزاوي وكمال داود وبوعلام صنصال. ففي حوار مطول لموقع "كل شيء عن الجزائر-عربي"، قال بوجدرة إن الدولة تسانده في واقعة الكاميرا الخفية التي قدّمتها "النهار" رمضان الفارط، والتي وصفت بالمهينة، مشيرا أن مشاركة سعيد بوتفليقة، مستشار وأخي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها رفقة مسانديه أمام مقر سلطة الضبط للسمعي البصري بالعاصمة، دليل على ذلك. * رفضت تكريم بوتفليقة لأن ميهوبي لم يساندني في قضيتي مع "النهار" وبخصوص رفضه تكريم رئيس الجمهورية بوسام العشير شهر جويلية الفارط، قال إن ذلك كان بسبب وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، موضحا بأن الدعوة وجهت إليه عن طريق ميهوبي الذي رفض الوقوف إلى جانبه في قضية "النهار"، وهو ما جعله يرفض التكريم الذي أتاه عن طريق ميهوبي. وكشف بوجدرة عن جديد قضيته مع قناة النهار التي قال بأنها أمام العدالة، وبأنه أسس من أجلها 13 محاميا، كلهم تطوعوا لتعاطفهم معه في قضيته. * عدت للكتابة بالفرنسية لأن المعربين لا يقرؤون وفتح بوجدرة النار على دور النشر الجزائرية التي قال عنها "أكلت حقوقي، وأجبرتني على التوقف عن الكتابة بالعربية، والتحول إلى الفرنسية،" مشيرا أن "منظومة النشر في الجزائر لا تضمن لك العيش، فانا أعيش على مداخيل ما أكتب، عدت للكتابة بالفرنسية لأضمن دخلا محترما وتوزيعا مهما لأعمال، ومن ثم تبقى عملية الترجمة إلى العربية". وادعى بوجدرة أنه يفضل الكتابة بالفرنسية، لأن المقروئية اليوم –حسبه- في الجزائر فرنسية، وأغلب الجزائريين المعربين في رأيه "لا يقرؤون". * من يكتب بالفرنسية اليوم لا يتقنها أو حاقد على الجزائر ولم يفوت بوجدرة الفرصة دون توجيه انتقادات لبعض الكتاب الجزائريين الذين يكتبون بالفرنسية، على غرار أمين الزاوي الذي "كتب بفرنسية تعج بالأخطاء، ولغة ضعيفة جدا"، بالإضافة إلى "بوعلام صنصال الحاقد على الجزائر، والذي أصبح يقذف الثورة ويدعي أن كل ضباط الجيش الجزائري من النازيين. وهذا خطير" .. يقول بوجدرة. كما وجه انتقادا للكاتب والصحفي كمال داود، مؤكدا أنه أفصح عن موقفه الرافض لاستقلال الجزائر في في رواية "البير كامو". وأشار صاحب كتاب "التفكك" أنه بصدد نشر كتاب باللغة الفرنسية، للرد على كل تلك الأسماء الأدبية التي تسيء للجزائر. * "أبناء فرنسا" لن ينجحوا في مخططاتهم ضد الجزائر وعن قضية سيطرة اللغة الفرنسية في الجزائر قال بوجدرة إن من وصفهم ب"أبناء فرنسا" لن ينجحوا في "فَرْنسة" الجزائر، قائلا: "كان هناك صراع بل حرب بين المعربين والفرنكفونيين، واليوم المعرب أصبح يكتب الفرنسية وهو لا يعرفها، وكمثال أمين الزاوي وواسيني الأعرج (..) مررنا بحقبة استعمارية كبيرة ضربتنا في الصميم .. خاصة الفترة الفرنسية. تاريخنا شرس وصعب جدا. والفرنسيون "قتلوا" اللغة العربية.. واليوم نحن ننطلق من جديد"، مضيفا: "خمسون سنة غير كافية لاسترجاع اللغة، ولا تكفي أيضا لتكوين دولة جديدة وسلطة جديدة وعقلية جديدة. وأبناء فرنسا لن ينجحوا في مخططاتهم، رغم أن اللغة الفرنسية مسيطرة في الشارع الجزائري اليوم". كما أشاد برئيس الحكومة الأسبق، الراحل رضا مالك، قائلا إنه من القلائل الذين ساندوه في أصعب المواقف التي مرّ بها، على غرار فترة العشرية السوداء، وكذا في قضيته مع "النهار". كما أكد أن أبو جرة سلطاني أصبح صديقه، ويتبادلان الزيارات وأفكارهما تتقاطع في العديد من القضايا، رغم اختلاف مرجعيتهما. ووصف بوجدرة القرآن الكريم ب "أرقى كتاب سماوي"، كاشفا أنه "يقرأه مرتين في السنة، على الأقل".