الأمم المتحدة تنظر في الملف يوم 19 سبتمبر تتواصل الجرائم وحملة التطهير العرقي ضد مسلمي الروهينغا بميانمار، وسط صمت رهيب في العالمين الإسلامي والعربي، لا سيما الجزائر، أين لم نشهد أي موقف مندد بتلك الجرائم سواء من الطبقة السياسية أو الجهات الرسمية أو الطبقة المثقفة أو المجتمع المدني. وينتظر أن ينقل ملف الانتهاكات بحق مسلمي الروهينغا في ميانمار إلى أروقة الأممالمتحدة، بعدما أعلنت أنقرة أنها ستثير الملف خلال اجتماعات الجمعية العامة، المزمع انعقادها في 19 سبتمبر الجاري. لكن، وبرأي بعض المتتبعين، فإن عدم عقد أي جلسة استعجالية من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة لحد الآن، للنظر في الانتهاكات التي يتعرض لها المسلمون ببورما، يعكس تماطلا وعدم اهتمام من المجتمع الدولي اتجاه هذه القضية، إذ لو كان الأمر يتعلق بمواطنين أوروبيين أو "إسرائيليين" لقامت الدنيا ولم تقعد، ولتوالت بيانات التنديد ولتحركت الجيوش نصرة لهم. إلى ذلك، أطلق رواد "فايسبوك" حملة واسعة لنصرة مسلمي الروهينغا، والتي بدأت تلقى دعما متصاعدا، ويأمل مطلقوها أن تتمكن من تحريك الرأي العام الدولي من أجل الضغط على الحكومات للتحرك وحماية المضطهدين في بورما الذين يتعرضون للاضطهاد من طرف ميليشيات مدعومة بقوات الجيش، ومكونة من الرهبان البوذيين وجماعات قومية متطرفة. واتهمت الأممالمتحدة السلطات الميانمارية بالتقاعس عن حماية أقلية الروهينغا المسلمة، وأكدت شبكة حقوقية أن اضطهاد المسلمين يتزايد ولا يقتصر على ولاية أراكان الشمالية الغربية، في حين رصدت منظمة أخرى حرق الجيش جثث الضحايا لطمس الأدلة. وقالت مفوّضة الأممالمتحدة الخاصة لحقوق الإنسان في ميانمار، يانغي لي، إن السلطات تقاعست عن حماية أقلية الروهينغا، وإن 87 ألفا منهم وصلوا إلى بنغلاديش خلال عشرة أيام هربا من العنف هناك. وحذر ناشطون روهينغيون من مغبة استمرار الصمت الدولي على الجرائم التي ترتكبها قوات ميانمار بحق عرقيتهم، وأعربوا عن خشيتهم من تهجير جميع من تبقى من أقلية الروهينغا في إقليم أراكان في غضون أسابيع ما لم يحدث تدخل دولي مباشر لحمايتهم.
دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) لجنة جائزة نوبل إلى سحب جائزتها للسلام من زعيمة ميانمار، أونغ سان سو تشي. كما شن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملات لذات الهدف، في حين استبعد أحد أعضاء اللجنة السابقين سحب الجائزة.