* حجيمي: عدد المؤذنين قليل ولا لتسييس القضية * غول: 80 بالمائة ممن يرتادون المآذن متطوعون * قسوم: نؤيدها إذا جاءت في إطار رد الاعتبار للمرجعية الجزائرية صنعت التعليمة الأخيرة للوزير محمد عيسى القاضية بفرض تحسين الصوت وضبط مكبرات المساجد، الجدل بين أوساط الأئمة والفاعلين في القطاع الديني في الجزائر الذين طالبوا الوزير أولا بتدعيم تكوين المؤذنين قبل الحديث عن ضبط الأذان، وكذا تحسين ظروف عملهم، فيما ذهب البعض إلى القول بأن هذه الخطوة من شأنها تنظيم الخطاب المسجدي وربطه أكثر بالمرجعية الجزائرية. حيث قال جلول حجيمي، الأمين العام للتنسيقية الوطنية لموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، بأن هذه الخطوة جيدة فقط إن وضعناها في سياق التنظيم المسجدي، ولكن الأمر يختلف إن وضعنا أولويات أخرى، خاصة وأن عدد المؤذنين المتخرجين من المعاهد الدينية قليل جدا، وهو ما يقود إلى إشكال كبير حول من يطبق هذه التعليمة التي تنص على ضبط الأذان في ظل وجود متطوعين فقط في هذا المنصب وليس مؤذنين رسميين. ليضيف إمام مسجد الفضيل الورتيلاني أن هذه التعليمة جيدة شكلا لأنها تهدف إلى وضع حد للأفكار المستوردة، والتي تضر بالمجتمع الجزائري، مؤكدا "لا أحد اشتكى من مكبرات الصوت في المساجد حتى يتم تخفيضها، فقط حالات نادرة جدا وهذا راجع للطبيعة المحافظة للمجتمع الجزائري". وفي ذات الموضوع أيضا، قال حجيمي إن الأمر خلق حساسية كبيرة في المجتمع الجزائري، فقط لأنه أتى أياما بعد موضوع البسملة الذي أثار ضجة وأسال حبرا كثيرا، داعيا إلى إبقاء الموضوع تقنيا وعدم تسييسه وإلا سيأخذ منحنى آخر. في حين قال نقيب الأئمة جمال غول إن التعليمة الأخيرة لعيسى ضرورية جدا كونها تدخل في نطاق تنظيم الشعائر وتوحيدها، ولكن الأولى حسب غول هو الذهاب بعيدا إلى تقنين المرجعية الجزائرية، هذه الأخيرة التي تفتقر إلى نص حقيقي يضبطها ويوجهها، أما عن صيغة الأذان وطريقة توجيهه فهو فرع من هذه الأخيرة التي تجمع الجزائريين، ليضيف ذات المتحدث على غرار زميله جلول حجيمي أن هذا القانون يسري على المؤذنين الذين لا يوجدون في الأصل، وما يتوفر حاليا هو نسبة 80 بالمائة كلهم متطوعون، مشيرا إلى أن فتح ثمانين منصبا على مستوى معهد تكوين الأئمة وسط وجود 25 ألف مسجد أمر غير معقول حاليا، نقيب الأئمة قال إن مشكلة الوزير محمد عيسى هو اتخاذه للقرارات دون مشاورة الشركاء الاجتماعيين، حيث كان عليه أن يحسن أولا من ظروف عمل المؤذنين ثم لا ضير بعد ذلك في انتقاله للمرحلة أخرى. من جهته، قال رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم إنه يساند هذه التعليمة إن كان الهدف منها القضاء على الفوضى السائدة في المساجد التي تتمثل في مجموعة من العوامل السلبية، أولها كيفية أداء الأذان في محتواه وشكله، وثانيا سيطرة بعض الأفكار البعيدة كل البعد عن المرجعية الجزائرية، الأمر الذي من شأنه أن يقسم المسجد الجزائري إلى طوائف، وينعكس على الخطاب الديني الذي تكمن مهمته في جمع الشتات وتوحيد الأمة. قسوم واصل أيضا في ذكر مساوئ التخلي على المرجعية الجزائرية وعدم تفعيلها قائلا إن المذهب المالكي هو الغالب في الجزائر، وهو ما يعني أن من يؤم يجب أن يكون مقتنعا بالمالكية وما تقدمه، لذا فإن هذه التعليمة ستحقق نتائج طيبة فقط إن كانت تأتي في سياق رد الاعتبار للمرجعية الجزائرية. وفي ذات السياق، نفى رئيس جمعية العلماء المسلمين أن يكون للأمر علاقة مع الدعوات التي طالبت بتخفيض مكبرات الأذان، معتبرا ما قرره عيسى من شأنه أن ينظم المسجد لا أن يستجيب للطلبات الشاذة. مولود صياد