يسر الله لي زيارة البيت الحرام لأداء مناسك العمرة هذا الشهر وكانت بحمد الله رحلة مفعمة بالكثير من المعاني الإيمانية معبقة بعطر الأماكن المقدسة. لكن هذا ليس موضوع هذه السطور إذ أنه وخلال إقامتي بأحد فنادق وقف الملك عبد العزيز لفت انتباهي شيء لم أتعوده من قبل على كثرة زيارتي للأماكن المقدسة، حيث وخلال الإقامة بفندق الساعة فيرمونت حدث لي ما يلي: 1 – طلبت الاستقبال للإخطار عن تعطل صندوق الأمانات وفورا أرسلوا التقني المختص لمحاولة التصليح وإذا بي أستقبل شابا سعوديا باللباس التقليدي عرف عن نفسه بأنه التقني حيث تولى محاولة الإصلاح. 2 – أثناء الإقامة وفي المطعم الفخم المطل على الحرم وأثناء تناول فطور الصباح طلبت من الطباخ إعداد – أوملت – وإذا بشاب سعودي يتولى الطبخ بإتقان وتفانٍ مع ابتسامة تعلو محياه. 3 – عند الاستعداد للمغادرة نحو مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم طلبت الاستقبال لإرسال من يتولى إنزال الحقائب وإذ بشاب سعودي باسم الثغر يتولى هذه المهمة الشاقة والتي تضطلع بها عادة العمالة الأسياوية. كل هذه الملاحظات والتي يجب أن تحمل على وجهها البسيط وعدم التعمق في تحميلها من التحاليل ما لا يمت لها بصلة. قلت إن معايشتي لهذه المواقف بقدر ما سرني وعزز لديّ الشعور بالاحترام لهؤلاء لفت انتباهي إلى الأمور التالية: 1 – أن محاولة التوطين واستيعاب الشباب السعودي في مختلف القطاعات دون استثناء عملية جادة وجارية. 2 –أن الشباب السعودي الطموح تغلب على عقدة أنه يستحي شغل بعض الوظائف وأنه أصبح يقبل على العمل في ثقة بالنفس تتدعم وتتنامى مع مرور الزمن. 3 – أن الحرص على مزيد التأهيل لصقل هذه الكفاءات قد يفلح في القريب المنظور في تحقيق ولو جزئيا عملية الانتقال السلس إلى سعودة حقيقية تتيح أمام الشباب الطموح شغل الوظائف والاستغناء المتدرج عن العمالة الأجنبية. فتحية خالصة لهؤلاء الشباب الذين أدركوا أهمية العمل وتجاوزوا بثقة حواجز وهمية كانت تحول دون بلوغهم الأهداف وتحقيق المرام ولأن الوطن تبنيه سواعد أبنائه كما تحرصه أخرى. Zineben 2016 @ Gmail.com