منذ أسبوعين زرت مدينة روما تلك المدينة العريقة الغنية بمعالمها التاريخية التي تعد فعلا محجا للسياح من كل العالم والذين يقفون لساعات طوال في طوابير لزيارة الكوليزي وغيره من المعالم التاريخية. وحيث كان يوم الجمعة عزمت الصلاة في المسجد الكبير في روما والذي شيده خادم الحرمين الشريفين الملك فهد سنة 1995 بمساهمة من عدة دول منها الجزائر، حيث يعد بالفعل تحفة معمارية متجانسة مع الموقع الخلاب الذي اختير له وسط غابة جلها من أشجار الصنوبر العملاقة. حيث تشعر وأنت بالمسجد بتلك الطمأنينة التي لا تشعر بها إلا في المساجد حيث تعانق الروح أسرار الإيمان وتتنصل من قيود المادة، لكن حين أذن المؤذن قطع عني تلك الخلوة وأعادني لتدبر واقع الأمة الإسلامية وكيفية عرضها لهذا الدين العظيم الذي جاء مستكملا لكل الرسائل السماوية وخاتما لكل النبوات. إذ أن صوت المؤذن لم يكن بذاك البعد الجمالي الذي يجسد دعوة الحق سبحانه وتعالى لعباده لتوحيده وتلبية ندائه. أدركت حينها أن المسلمين لا يفلحون دائما في عرض هذا الدين العظيم بالطريقة المثلى وعلى الأسس الصحيحة بأبعاده الجمالية التي تحبب غير المسلمين فيه وتدعوهم لاكتشافه. إذ لا يعقل أنه في بلد الأوبرا بلا منازع وحيث الصوت الصداح لفارينلي وفرنشيسكا كوزوني وأونريكو كاروزو وبافروتي، لا يتم انتقاء المؤذن ليصدح بصوت الحق على أسس علمية وجمالية ليضاهى ولما لا التفوق في عرض نداء السماء في قالب جمالي آخاذ يحمل الناس على الإصغاء والإنصات و الإذعان. ذاك كان رأي لا يلزم غيري، لكن وجاهته قد تدعو للإنصات إليه بالقلب والعقل معا. الأستاذ بن مدخن Zineben 2016 @ Gmail.com