ككل شهر رمضان لا يمر دون أن نسجل فتنة ونزاعات بالبلديات وعيارات ثقيلة يطلقها مواطنون، يتهمون رؤساء بلدياتهم بمنحها لغير مستحقيها، والتأخر في استلامها، في الوقت الذي يقترح بل ويطالب بعض رؤساء البلديات بالعودة إلى الصك البريدي لإعانة المعوزين لاسيما وأن ذلك يحافظ على ماتبقى من كرامة المواطن ويقضي على مشاكل كبيرة وكثيرة، صنعتها قفة رمضان. أعطى وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي قبل حلول شهر رمضان بخصوص تسيير عملية توزيع قفة رمضان بالبلديات، تعليمات جد صارمة بضرورة الشروع في توزيع قفة رمضان قبل حلول الشهر الكريم مع توفير كل الحاجيات الأساسية في القفة وكذا ضمان شروط الحفظ الصحي للمواد الغذائية، بالإضافة إلى ضرورة "الالتزام باحترام كرامة المواطن والعائلات المعوزة" خلال عملية التوزيع مع ضرورة العمل بجدية وإشراك جميع فعاليات المجتمع المدني لإنجاح هذه العملية التضامنية. أكثر من هذا فقد وضعت وزارة الداخلية "نظام معلوماتي" لتسيير العملية التضامنية الخاصة بشهر رمضان كمرحلة أولى، ضمن مسار العصرنة الذي باشرته مصالح وزارة الداخلية قبل سنوات لأجل "الاعتماد على السجل الوطني للحالة المدنية في تسجيل المستفيدين من قفة رمضان (المعوزين)، ومن تم إقصاء المستفيدين المزيفين، الوهمين والمتوفين، كما يقضي النظام على ظاهرة الاستفادات المتعددة للشخص الواحد من مختلف البلديات، ومن ثم القضاء على النقائص التي كانت تسجل سابقا".
بوقرة.. إغماءات بالحظيرة وإقصاء 300 عائلة تعرف بلدية بوقرة المتواجدة شرق ولاية البليدة مهزلة كبيرة من أجل توزيع قفة رمضان الكريم، بكاء، صراخ من طرف الرجال والمعاقين، ضرب وشتم بين النساء، سب وشتم للمسؤول من طرف الرجال وهذا نظرا للحالة التي وصلت بهم جراء الفوضى الكبيرة التي عرفتها البلدية في الأيام الأولى للشهر الفضيل. إقصاء أكثر من 300 عائلة معوزة كانت تستفيد من هاته الإعانة التي منحها رئيس الجمهورية، وهذا المشكل خلق فوضى كبيرة في بيت رئيس المجلس البلدي حمودة عبدالرحمن وهو أصغر رئيس بلدية على مستوى 25 بلدية بولاية البليدة. وعبرت طفلة يتيمة حرمت من القفة هي وجدتها العجوز ل "الحوار" عن استنكارها وتذمرها لقرار إسقاط اسمهم من قائمة المعوزين، لافتة إلى أن ذلك كان دون سبب خصوصا وأنهم حصلوا عليها على مدار سنوات طويلة في عهدة المجلس البلدي السابق. من جهتها اتصلت "الحوار" برئيس المجلس الشعبي لبلدية بوقرة عدة مرات لمعرفة أسباب إقصاء 300 عائلة من قائمة المستفيدين من قفة رمضان، بيد أنه لم يرد على الهاتف، ما أبقى السؤال مطروحا من طرف العائلات المقصية حول غيابه وعدم رده على احتجاجاتهم.
بني مراد على خطى بوقرة ونفس الشيء ببلدية بني مراد، حيث عرفت القائمة إسقاط أسماء لعائلات تعيش وضعا اجتماعيا مزريا دون أن تقدم مصالح البلدية تبريرات حول الأسباب.
رئيس بلدية البليدة مع "معا للعيش بسلام" و"لا قفة للمعوز" عرفت عملية توزيع قفة رمضان ببلدية البليدة تأخرا كبيرا وغير مسبوق وعلى غير العادة بسبب تعثرها عن اقتناء المواد الغذائية. وأعلن رئيس البلدية عن الاستشارة ساعات قليلة جدا قبل حلول الشهر الفضيل في الوقت الذي شرعت البلديات الأخرى بالولاية، في توزيع القسيمة، ما استنكره بشدة المواطنون واعتبروه استهتارا بوضعهم المزري الذي يستعجل إعاناتهم. بل أكثر من هذا فقد كان رئيس المجلس الشعبي البلدي محمود يحضر لليوم العالمي ل"العيش في سلام" والمواطن الفقير يتألم.
مقصون ب"الحجاج" يطالبون بالتحقيق في هوية المستفيدين ويشهد مقر بلدية الحجاج الواقعة جنوب عاصمة ولاية الشلف إقبال العشرات من المواطنين ممن تم إقصاؤهم من قائمة المستفيدين من العملية التضامنية الخاصة بقفة رمضان لهذه السنة. وعبر المحتجون عن استيائهم جراء عدم إدراجهم ضمن المستفيدين من العملية التضامنية، مطالبين بتدخل الجهات المعنية لتمكينهم من الاستفادة من القفة المذكورة. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن من بين هؤلاء المقصيين من الاستفادة من العملية التضامنية، مواطنون من ذوي الدخل الضعيف، إلى جانب معوزين غير المؤمنين اجتماعيا، يحدث ذلك في وقت قال فيه مدير النشاط الاجتماعي، عشية حلول الشهر الفضيل، إن توزيع قفة رمضان، تم فيه الاعتماد على نظام الأولوية، وستوجه الإعانة للمستفيدين من المنحة الجزافية للتضامن، والمعوزين غير المؤمنين اجتماعيا والمستفيدين من برنامج الإدماج الاجتماعي، فضلا عن المعاقين من أرباب العائلات، وهو الأمر الذي جعل هؤلاء المقصيين، يبدون امتعاضهم الشديد، مطالبين بفتح تحقيق في هوية بعض المستفيدين من هذه العملية التضامنية.
الانسداد يحرم المعوزين من القفة بالمدية بعد مخاض دام سبعة أشهر وتجاذب بين ثلاث تشكيلات حزبية وأدى دون الوصول إلى إيجاد مجلس توافقي قرر والي ولاية المدية السيد محمد بوشمة وبصفة رسمية تعيين بوعيشة نذير متصرفا إداريا لتسيير شؤون بلدية شلالة العذاورة طيلة هذه العهدة الانتخابية أي خمس سنوات، غير أن هذا الحل تزامن مع الشهر الكريم ما أعجز البلدية عن توزيع القفة الرمضانية. وتشهد البلديات المندوبة تأخرا في تسيير شؤونها، منها قفة رمضان، ففي الوقت الذي وزعت في اغلب بلديات الولاية، تأخرت شلالة العذاورة عن اداء مهامها حيال العائلات المعوزة، ما استاء له المستفيدون، وطالبوا الجهات الوصية بضرورة القضاء على مشاكل البلديات حتى يتسنى لها افتكاك حقوقهم.
والي سيدي بلعباس يوبخ رئيس بلدية بسبب القفة وبخ والي ولاية سيدي بلعباس رئيس بلدية سيدي بلعباس يتهمه فيها بعرقلة وإعاقة السير الحسن للمرفق العام، وكذا خلق جو مشحون في مصالح البلدية مما أدى إلى عدم انضباط الموظفين لاسيما بعد وضع الأمين العام للبلدية في عطلة إجبارية ومنح التفويض بالإمضاء لموظف لا تتوفر فيه الشروط القانونية للتعيين في هذا المنصب. وحسب رسالة تحوز "الحوار" على نسخة منها فإن "رئيس بلدية سيدي بلعباس قد سارع في اتخاذ القرارات الارتجالية دون اللجوء إلى الوصاية، ناهيك عن عدم تكفله بانشغالات المواطنين والمشاريع التنموية والتفرغ لمشاكل هامشية لا صلة لها باهتمامات السكان، وهذا من خلال إثارة الفتن بين منتخبي البلدية واتخاذ الوسائط غير الرسمية والتصريح دون اللجوء إلى المؤسسات الرسمية وهو ما قد يؤدي حسب تنبيهات الوالي إلى المساس بمصداقية الدولة". وذكر مسؤول ل"الحوار"، بأن "التوجيهات الشفهية المتكررة لرئيس البلدية وعدم امتثاله لتعليمات الوالي خاصة فيما يتعلق باختيار ممول قفة رمضان، ما تسبب في التأخر الفادح في توزيعها على المحتاجين، مما قد ينجر عنه إخلال بالنظام والأمن العمومي، كاشفا بأن "الوالي أعطى لرئيس البلدية مهلة 48 ساعة لتدارك الوضع قبل اتخاذ الإجراءات القانونية".
رؤساء بلديات ل"الحوار": قفة رمضان إهانة للمواطن من جهتهم طالب رؤساء البلديات بضرورة العودة إلى الصكوك البريدية بدل القفة الرمضانية، وأجمعوا كلهم على أن الصك البريدي يسهل عملهم من جهة ويحفظ كرامة المستفيدين. وقال رئيس بلدية فرجيوة حسين صفصاف في اتصال هاتفي ب"الحوار": نفضل الصك البريدي على القفة لانها تتعبنا وتأخذ منا وقتا يفترض ان نستغله في تفقد المشاريع التنموية"، مضيفا "الصك البريدي افضل بكثير، حيث انه يسهل علينا العملية كما يحفظ كرامة المستفيدين ويحررهم من بعض المواد الغذائية التي قد لا تنفعهم". ونفس الانطباع سجلناه لدى رئيس بلدية بغاي بخنشلة، زروال نبيل، حيث قال ل"الحوار": قفة رمضان اهانة للمواطنين، وقد طالبنا والي خنشلة بتغييرها الا أنه لم يرد علينا". وحسب نبيل زروال، فإن الصك البريدي يسمح للمستفيد باقتناء ما يرغبه وما يحتاجه. ولم يختلف رأي رئيس بلدية دالي ابراهيم كمال حمزة الذي يرى بأن العودة إلى الصكوك البريدية لإعانة العائلات المعوزة خلال رمضان افضل بكثير من القفة التي تحتوي على زيت وسكر وسميد، وقال "الإعانة بالصك البريدي تسمح للمستفيد باقتناء ما يريد، كما أن الكثير من المستفيدين يحرجون وهم يتسلمون القفة، حتى أن منهم من يتراجع ولا يأخذها. وبرأي رئيس بلدية الولجة طريفي جمال، أن الصكوك البريدية افضل للعائلات المعوزة خلال رمضان، بحيث انها لا تجد حرجا في تسلمها مثلما يحدث وهي تتسلم القفة، كما ان العائلة تقتني ما تريده وما تحتاجه ولا تتقيد بما يعطى لها. ويبرز رئيس بلدية سيدي هجرس العيد رخيلة، بأن منح الصك البريدي يبقي على كرامة المواطنين ولا يعرضهم للإهانة، كاشفا المشاكل التي تتخبط فيها البلديات عند اقتناء المواد الغذائية. وفي هذا السياق أوضح نفس المتحدث ل"الحوار"، بأن كل البلديات تشتكي من التموين ومن صعوبة الحصول على الصفقة بالنسبة للبلديات الكبيرة ذات الكثافة السكانية العالية وايضا ذات العدد الكبير للمستفيدين، حيث يعيشون، بحسبه، صعوبات امام إجراءات ادارية معقدة و ايضا عند الاعلان عن الممون، ضاربا المثل عن بلديته التي وجدت صعوبة في اختيار الممون أمام تلاعبات البعض وتقديمهم مواد غذائية من الدرجة الثالثة. وخلص رئيس البلدية باقتراح العودة إلى الصك البريدي، حيث أنه يحفظ كرامة المواطن ويجنبه الحرج ويستفيد من إعانة مالية لشهر رمضان في سرية.
رئيس بلدية الحجاج سلاطنة جلول ل"الحوار": عملية توزيع قفة رمضان تمت بطريقة عادلة وشفافة من جهته أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الحجاج سلاطنة جلول ل"الحوار" أن عملية توزيع قفة رمضان لهذه السنة تمت بطريقة عادلة وشفافة بعيدا عن أي تلاعبات أو حسابات، وأشار أن العملية أشرف عليها ثلاثة نواب ومجموعة من الموظفين، كما أوضح ذات المتحدث أن مصالحه وزعت إجمالا قرابة 660 قفة على مستحقيها، معتبرا أن حصة الإعانات قليلة مقارنة بعدد المعوزين الذين يقدر عددهم بأزيد من 1000 معوز.
مهدي بلحميتي رئيس لجنة بلدية سيدي علي ل"الحوار": وزعنا 800 قفة غير أن هناك طلبات أخرى في اتصال أجرته معه "الحوار" قال مهدي بلحميتي رئيس لجنة بالمجلس الشعبي البلدي ومنتخب بالمجلس إن بلدية سيدي علي وزعت لحد الآن 800 قفة رمضان على المسجلين في القوائم التي قال إنه تم تحيينها، وحسب المتحدث فإن الحصة تبقى قليلة مقارنة بحجم الطلب والحالات الاجتماعية التي تستحق الإعانة والمساعدة في شهر رمضان. وحول امكانية استفادة بلدية سيدي علي من حصة جديدة لتوزيع قفة رمضان قال مهدي بلحميتي إن هذا ما تأمله السلطات المحلية بالبلدية التي تسعى إلى ضمان الشفافية والتنظيم في توزيع القفة، غير أن التعداد المتاح هو الذي يسمح بإنجاح العملية وجعلها أكثر نفعا للمحتاجين. وأشار المنتخب المحلي بالمجلس البلدي لبلدية سيدي علي أن هناك انشغالات طرحت تزامنا وتوزيع قفة رمضان تخص قلة الحصة الممنوحة لبلدية سيدي علي التي تبقى من كبرى البلديات إذ وزعت 200 قفة رمضانية تخص مصالح مديرية النشاط الاجتماعي و 600 تخص بلدية سيدي علي، ورغم هذا هناك طلبات لم نتكفل بها ونننتظر حصصا أخرى تفي بالغرض والطلب الموجود.
بلدية مستغانم توزع ستة آلاف قفة بعد إحصاء ثمانية آلاف طالب لها كشفت مصادر مطلعة من المجلس البلدي لبلدية مستغانم عن توزيع 6000 قفة رمضانية على المحتاجين المسجلين في القوائم المحصية، وقال أحد المنتخبين في اتصال أجرته معه "الحوار" إن العملية تمت بصعوبة ومشقة ولكن سمحت باستفادة عدد معتبر من الأسر والعائلات التي كانت محتاجة. فيما تم توزيع عدد آخر من القفة بملحقات إدارية تابعة لبلدية مستغانم بكل من المجدوب وخروبة وبعض الأحياء السكنية وقد شهدت علمية توزيع القفة ببلدية مستغانم في الأيام الأولى مشاكل تنظيمية غير أنه تم التحكم فيها بغرض مجابهة أي مظاهر للتحايل. هذا وتحصي بلدية مستغانم حسب ما أكدت مصادرنا 8000 طالب للقفة وتم توزيع لحد الآن 6000 قفة في انتظار أن تتم علميات توزيع اخرى تشرف عليها بلدية مستغانم التي تحصي أكبر عدد من المحتاجين. مليكة.ي/ م. مرواني /سمير.ت/ سمية.ب/ سناء.ب/ نور.ز