وهدفه من ذلك توثيق عرى الأخوة بين أبناء الوطن، ومحاولة ربط الجزائريين بتيارات الفكر العربي المعاصر بعد أن ظلت الأبواب موصدة في وجوههم منذ ابتلائهم بالاستعمار والإمبريالية العالمية عبر العصور، ومضى الفضيل في نشاطه هذا غير مكترث بما ستحمله الأيام له في مصر، فكانت لقاءاته بأحرار مصر كلها فرصا للتوعية والتوجيه السياسي، كما كان لخطبه الثورية وقع كبير في جميع الأوساط المصرية خاصة لدى المثقفين من شباب الإخوان المسلمين، ومن أهم أعماله الجليلة التي قام بها بالمشرق العربي مساهمته في تأسيس بعض الهيئات السياسية التي سعى في تكوينها وأسهم في نشاطها بحظ موفور. 1) اللجنة العليا للدفاع عن الجزائر التي أسست بالقاهرة سنة (1942 م). 2) جمعية الجالية الجزائرية التي أسست في نفس التاريخ تقريبا. 3) جبهة الدفاع عن شمال إفريقيا التي أسست أيضا بمصر عام (1944 م). 4) جبهة تحرير الجزائر التي تم إنشاؤها بمصر في نوفمبر سنة (1955 م). وفي عام 1948، وبطلب من الإمام يحيى ملك اليمن وبتوجيه من الإمام حسن البنا، توجه إلى اليمن وشارك في الإنقلاب الذي وقع هناك، لكن الانقلاب فشل (وهناك كتاب لأحمد الشامي بعنوان رياح التغيير في اليمن وكتاب للدكتور مصطفى الشكعة بعنوان في مجاهل اليمن) وهرب من اليمن في سفينة أبحرت به ظل على ظهرها 03 أشهر، ولم تسمح له أية دولة بالدخول إلى ترابها، وفي آخر المطاف تم اتفاق بينه وبين الحكومة اللبنانية على أن يدخل بيروت على شرط أن يكون التجاؤه مكتوما غير مصرح به، وأن يظل وجوده في لبنان مجهولا لا يعرفه إلا حكام لبنان، وفعلا تم ذلك وقام بأعمال جليلة هناك، وكان يعمل مع جماعة عباد الرحمان، وتمكن من الاتصال بكثير من الشخصيات والساسة. ثم بعد مدة معينة، وفي بداية الخمسينات، عاد إلى مصر، وبقي بها يخرج منها ويعود إلى أن ألم به المرض فذهب إلى تركيا للعلاج، إلى أن وافته المنية في 12 مارس 1959 ودفن بأنقرة