– مدارس التيطري نموذجا يحتذى به من حيث الرقمنة في انتظار تذليل العقبات المتبقية عرف قطاع التربية بولاية المدية استقرارا كبيرا مع الدخول المدرسي الجاري، وكان ناجحا حسب المتتبعين للشأن التربوي، سواء من حيث التأطير والتجهيز أو الإطعام والإيواء، عدا بعض الاختلالات كالاكتظاظ الحاصل في بعض المدارس المركزية، إضافة إلى حاجة بعض البلديات إلى متوسطات وثانويات وعدم توفر النقل المدرسي بحجم كاف في بعض البلديات، عدا هذا قطاع التربية بولاية المدية بات يشهد تحسنا كبيرا، فمديرية التربية للولاية أصبحت نموذجا يقتدى به من حيث الرقمنة، فالمدية هي أولى من تبنتها وانعكس ذلك على النتائج المشرفة التي تحصلت عليها ولاية المدية في الامتحانات الرسمية الثلاث. روبورتاج/ رابح سعيدي باتت مديرية التربية لولاية المدية نموذجا يقتدى به في مجال الرقمنة، حيث عملت هذه الأخيرة على رقمنة القطاع منذ سنة 2014 وقطعت شوطا مهما في رقمنة القطاع بمختلف مؤسسات الولاية، الابتدائية والمتوسط والثانوي، حيث جهزت معظم إدارات المؤسسات، حتى لا نقول كلها، بأجهزة الإعلام الآلي، وزودت ببرامج بيداغوجية تسمح بالاتصال بمديرية التربية عن طريق شبكة داخلية يمكن للمديرين أن يرسلوا من خلالها إحصائيات مؤسساتهم دون التحرك والتحول إلى مقر المديرية، كتحويل معلومات التلاميذ ومعلومات الموظفين ونسبة الغياب في كل شهر، وحتى نتائج الفصول الثلاثة. كما يسمح لأولياء التلاميذ بالولوج إلى موقع مديرية التربية للولاية بكود خاص لكل تلميذ، والاطلاع على غياب ونتائج أبنائهم، ابتداء من أول فرض في الفصل، وهناك خدمات أخرى في البرنامج جد مميزة.
زيادة في عدد التلاميذ قابله استلام مؤسسات شهد الدخول المدرسي الفارط 2019/2018 ارتفاعا في تعداد التلاميذ، يقدر ب 13347 تلميذ. هذا الرقم الكبير قابله استلام العديد من المؤسسات التربوية للحد من الاكتظاظ، إضافة إلى تقريب المؤسسات التربوية من التلاميذ. وفي هذا الصدد، أشارت حفيظة عبري، المكلفة بالاعلام لدى مديرية التربية، في تقرير لها، تحصلت “الحوار” على نسخة منه، إلى أنه تم استلام العديد من المؤسسات التربوية، منها 3 ثانويات بكل من بلديات السدراية، أولاد ابراهيم وأولاد عنتر، هي اليوم تزاول عملها، ليصبح عدد الثانويات 60 ثانوية، إضافة الى متوسطة ببلدية تابلاط، ليصبح عدد المتوسطات 142 متوسطة، مع فتح أربع ابتدائيات ليصل العدد إلى 679 ابتدائية، منها واحدة خاصة، حيث ساهم هذا العدد في ضمان دخول مدرسي مريح لتلاميذ الولاية.
إعادة فتح 5 ابتدائيات كانت مغلقة لدواعي أمنية الدخول المدرسي لهذا العام، عرف إعادة الاعتبار ل 5 ابتدائيات كانت مغلقة منذ العشرية السوداء لدواعي أمنية بعد هجرة السكان لكن أثر معادة القرويون إعمار قراهم، وأمام هذا الوضع لم تبق مديرية التربية مكتوفة الأيدي بل بادرت بإعادة فتحها، حيث تم في هذا الصدد فتح 5 مدارس، ويتعلق الأمر بمدرسة ين يطو بوعلام بسيدي دمد، وأولاد حمزة بالربيعة، ومدرسة بوربيعة بولرباح ببوشراحيل، إلى جانب مدرسة بومعزة الطاهر بتابلاط، ومدرسة الضلعة بالعوينات. وقد فتحت المدارس المذكورة أبوابها لاستقبال التلاميذ بعد توفير كافة الإجراءات الكفيلة بضمان السير العادي للدراسة، على غرار التجهيز وتهئية المرافق التربوية وترميمها. وفي تصريحها حول الحدث التربوي المهم، أكدت مديرة التربية بالولاية أسماء بولحبال، أن الهدف يبقى استغلال المرافق التربوية خدمة للتلاميذ وتقريب التلميذ من المدرسة، إلى جانب محاربة ظاهرة التسرب المدرسي، خصوصا في المناطق النائية.
فتح المدارس الابتدائية مستمر والتأطير يمس كل المؤسسات عرف قطاع التربية بولاية المدية الموسم الفارط، نسبة توظيف قياسية لم يشهدها القطاع من قبل، حيث تم توظيف أزيد من 2000 أستاذ في التعليم الابتدائي، ناهيك عن التعليم المتوسط والثانوي. وفي هذا العام وإلى حد الساعة، تم توظيف مايفوق 500 أستاذ في مختلف الأطوار، إضافة إلى 90 مديرا في المدارس الابتدائية تم تعيينهم الشهر الفارط لمباشرة عملهم، هذا العدد الضخم ساهم بشكل كبير في نسبة 100 بالمئة في التأطير، وهو مؤشر عن الاستغناء النهائي عن الاستخلاف، خاصة في المناطق العزولة النائية التي كانت يؤطرها أساتذة مستخلفون مما يجعل ظاهرة أقسام من دون معلمين تنتهى نهائيا.
المدية رائدة في التغطية بالتدفئة والمتابعة الصحية تعدّ ولاية المدية ولاية قيادية من حيث تنصيب التدفئة المركزية، حيث وصل تعداد المدارس الابتدائية المستفيدة منها 634 مدرسة. وستستفيد 30 مدرسة من تنصيب التدفئة المركزية في إطار صندوق التضامن للجماعات المحلية، مما يسمح بوصول التعداد إلى 664 مدرسة بنسبة 98.37 بالمائة، وهي نسبة مشرفة جدا، خاصة وأن المدية معروفة بشتائها القاسي، أين تشهد كل عام سقوط كميات معتبرة من الثلوج والأمطار، الشيء الذي جعل القائمين على القطاع بمعية الولاة المتعاقبين يعملون على تذليل كل الصعوبات في هذا الجانب. أما فيما يتعلق بالمتابعة الصحية، فنسبة التغطية 100 بالمائة، حيث وصل عدد وحدات الكشف والمراقبة 51 وحدة، يؤطرها 193 مؤطرا، من بينهم 40 طبيبا، و27 جراح أسنان، و 44 أخصائي نفساني، و28 عونا شبه طبي.
مؤشرات إيجابية من حيث الإطعام والإيواء قطعت مديرية التربية لولاية المدية، أشواطا كبيرة في ما يخص توفير وجبات ساخنة للتلاميذ المتمدرسين في الأطوار الثلاثة، حيث وفيما يتعلق بالتعليم الابتدائي تحصي المديرية 600 مطعم، في حين عدد المدارس المستفيدة من الإطعام 620 بنسبة فاقت 90 بالمئة. وفيما يتعلق بالتعليم المتوسط، فإن نسبة الاستفادة 42.07 بالمئة. أما التعليم الثانوي، فنسبة الاستفادة من الإطعام من مجموع عدد التلاميذ المتمدرسين في هذاالطور هي 49.14، وهي نسبة مقبولة جدا مقارنة بولايات مجاورة.
17 مجمعا مدرسيا في الأحياء الكبرى عرفت ولاية المدية في السنوات الأخيرة، مشاريع سكنية كبرى، مما حتم على القائمين إنجاز مؤسسات تربوية لساكنة الأحياء، حيث انطلقت في هذا الصدد مشاريع هي في نسب متقدمة لإنجاز 17 مجمعا مدرسيا جديدا، يضم أقساما للدراسة، إضافة إلى مقر للإدارة وسكن وظيفي، حيث تم توزيع المجمعات المدرسية على الأحياء الكبرى المنجزة حديثا، أو تلك التي تعاني اكتظاظا، حيث كان لعاصمة الولاية حصة الأسد، أين استفادت من 11 مجمعا مدرسيا بكل من حي “15 ديسمبر”، وحي “عين الجردة الجديد” وذراع السمار، في حين كان حظ قصر البخاري 5 مجمعات مدرسية، فيما كان حظ البرواقية مجمع مدرسي واحد. هذا، ومن المنتظر استلام مشاريع أخرى مع الدخول المدرسي المقبل.
20 مليارا لتدعيم حظيرة النقل من ميزانية الولاية خصصت مصالح الولاية 20 مليارا من ميزانيتها لاقتناء 20 حافلة للنقل المدرسي خاصة للبلديات النائية قصد نقل التلاميذ في أحسن الظروف، كما تم إبرام اتفاقية مع الخواص لأجل كراء 169 حافلة عبر بلديات الولاية لنقل التلاميذ، إضافة إلى 273 حافلة تتوفر عليها بلديات الولاية، ليصبح العدد الاجمالي للحافلات المخصصة للنقل المدرسي بولاية المدية 442 حافلة، مما يساهم بشكل كبير في الحد من معاناة التنقل لدى تلاميذ المدارس، خاصة بالبلديات النائية المعروفة بقراها المتناثرة ومسالكها الصعبة وظروفها الطبيعية القاسية، خاصة ونحن على أبواب فصل الشتاء. من جهتهم، أولياء التلاميذ بمختلف بلديات المدية أبدو ارتياحهم لهذا الوضع الذي طالما أشعل فتيل الاحتجاج نتيجة غياب النقل المدرسي في المواسم الفارطة، لكن رغم هذا تبقى العديد من بلديات الولاية تسجل عجزا.
بلديات دون ثانويات لاتزال معاناة تلاميذ الطور الثانوي بالعديد من بلديات المدية متواصلة، على غرار بلديات ثلاثة دوائر سيدي زهار، شنيقل، سيدي البواعيش ومزغنة متواصلة، في ظل عدم وجود ثانويات ببلدياتهم كباقي بلديات ولاية المدية، حيث في هذا الصدد يقول الأولياء إن أبناءهم يضطرون للنهوض يوميا على الساعىة الخامسة للالتحاق بالثانويات الموجودة في مقرات الدائرة الأم، التي تواجه هي الأخرى اكتظاظ كبيرا، في حين هم ملزمون يوميا بقطع عشرات الكيلومترات. وتزداد معاناة هؤلاء في فصل الشتاء والمناطق معروفة بشتائها الذي لايرحم، الشيء الذي جعل الكثير من التلميذات يتوقفن عن الدراسة للأسباب السابقة، خاصة وهم يقطنون في الأرياف وينهضون باكرا. ونظرا لطبيعة المنطقة المحافظة، عجل بتوقفهم عن الدراسة في سن مبكرة، غير أن مديرية التربية للولاية تسعى جاهدة قصد تحقيق ما تصبو إليه، وهو إنجاز ثانوية بكل بلدية. هذا، وقد صرح والي ولاية المدية عباس بداوي، على هامش الزيارة التي قادته لأولاد عنتر، أنه يهدف لإنجاز ثانوية في كل بلدية.
..والابتدائيات من دون حراس أغلب ابتدائيات ولاية المدية تفتقر إلى حراس دائمين، مما جعلهم في بعض الأحيان عرضة للسرقة، فرغم إحصاء حراس المدارس، والبالغ عددهم 113 1حارس، يتوزعون على 34 بلدية، والإقرار بعودتهم لمزاولة عملهم بعد توقيفهم، غير أنه إلى حد الساعة لا جديد يذكر. فضلا عن هذا، تبقى العديد من الابتدائيات بحاجة إلى الترميم، خاصة وأن الكثير منها يعود وجودها لفترة الستينات، فهي بحاجة إلى إعادة الاعتبار أو تهديمها وبناء مدارس جديدة، كما أن الكثير من المدارس تبقى بحاجة لعمال نظافة، حيث يسهر على نظافتها عامل نظافة واحد في أحسن الأحوال في إطار الشبكة الاجتماعية.
مديرية التربية تعمل على رفع التحدي مديرة التربية أسماء بولحبال، ومن خلال زيارتها الميدانية للوقوف على وضعية التمدرس، خاصة في الجهات الجنوبية المعزولة، أكدت أنها لاتزال تعمل على تذليل كل الصعوبات لتحسين وضعية المعلم والمتعلم والمحيط المدرسي. ولم تتوقف المديرة عند هذا، بل تعمل جاهدة على برمجة لقاءات دورية مع النقابات المختلفة، منها نقابة الأسلاك المشتركة، إضافة إلى فيدرالية أولياء التلاميذ قصد الوقوف على انشغالات هؤلاء وتجنب الدخول في أي حركة احتجاجية، حيث أكدت لهم المديرة أنها ستقفإلى جانبهم في حل مشاكلهم. من جهتها، مختلف النقابات ثمّنت ما تقوم به مديرية التربية التي أثمرت مجهوداتها دخولا مدرسيا ناجحا، إضافة إلى نتائج مشرفة جدا احتلت فيها المدية المراتب الأولى في الامتحانات الرسمية للأطوار الثلاثة. قطاع التربية بولاية المدية، عرف قفزة نوعية في انتظار تذليل بعض العقبات، على غرار الاكتظاظ في المؤسسات المركزية، في حين تبقى بعض البلديات دون ثانويات.