قضيتي الأساسية مع الأحمدية أخلاقية لا فكرية – الأحمديون يعيشون في اللاأمن لذا واجب على الجميع مساعدتهم – الميرزا أناني مكار ومحتال معروف – الأحمدية غطاء للحصول على الهجرة أو المال – مناقشة الميرزا خطوة لسحق الأحمدية انشق هاني طاهر رفقة شخصيات دعوية كبيرة منذ ثلاث سنوات عن الجماعة الأحمدية التي أسسها الميرزا غلام أحمد القادياني( 1908-1839) وهذا بعدما مكث بها حوالي 17 سنة قام خلالها بإلقاء العديد من الدروس والمحاضرات، كما عكف على ترجمة كتب مؤسس الجماعة إلى العربية والقيام بشرحها وتفسيرها ولكن كما يقال دوام الحال من المحال، فبعدما اكتشف من خلال أبحاثه المطولة بأن الميرزا مجرد كذاب ومحتال حسب زعمه ومهووس بحب الزعامة وبأنه وقع في عدة منزلقات أخلاقية وأخطاء فكرية طلق الجماعة إلى غير رجعة الأمر الذي شكل صدمة كبيرة لدى قطاع عريض ممن تأثروا به من أتباع الجماعة الأحمدية الذين طالبوه ولازالوا يطالبونه بالرجوع إليهم ولكن دون جدوى أمام إصرار الأستاذ هاني على أنه نجا ببركة الله من جحيم الأحمدية والرجوع إليها هو ضرب من الجنون والانتحار، ومن خلال هذا الحوار أردنا أن نقدم للرأي العام الجزائري الذي شغل خلال الفترة الأخيرة بالحالة الأحمدية شخصية مهمة وقيادي سابق بالأحمدية لتشريح الأحمدية من الداخل وعلى يد أكبر الفاعلين فيها بالأمس ولازال إلى اليوم يشكل رقما صعبا لا يمكن تجاوزه بسهولة سواء بالنسبة لنا كباحثين أو بالنسبة للجماعة الأحمدية التي سبب لها الكثير من الصداع والمتاعب لأنه يمتلك إلى جانب كثير من الأسرار القدرة والمهارة في استيعاب المرجعية الأحمدية ومواطن الضعف والخلل بها بحكم انتمائه لها لمدة حوالي عقدين من الزمن ولكن يبقى للطرف الآخر من معارضيه حقهم كذلك في الرد وفي عرض وجهة نظرهم التي نحترمها ويجب أن نستمع إليها ونقرأها بكل وعي مسؤولية.
حاوره: عدة فلاحي باحث في الإسلاميات * بداية، ما الذي دفع الأستاذ هاني طاهر لاعتناق المرجعية الأحمدية وما الذي استهواه فيها ولم يجده في غيرها؟ دخلنا الجماعة الأحمدية لأننا رأينا أن مؤسسها قدم نظرية، رأيناها متكاملة في مسألة وفاة المسيح، ونزوله وتفسير علامات الساعة، والأهم أيضا رأينا الأفكار القيمة من الحرية الدينية، ومن تنزيه القرآن عن النسخ، ومن تفسير القصص القرآنية تفسيرا رأيناه رائعا، مع مرور الأيام ومع ترجمة الكتب بدأنا نرى أن هذه التفسيرات لا يقوم بها المؤسس. في كل سنة بدأنا نرى شيئا جديدا ولكن كنّا نحاول تبريره، كنا نحاول تأويله، وكنا نقول أيضا: “لا بد أن يكون للمؤسس أقوال تأتي لاحقا في الكتب التي لم تترجم بعد، ستشرح هذه المواضيع، أو له أقوال في هذه المواضيع التي نراها قيمة”. ترجمت الكتب وانتهت الكتب، ولم نرَ شيئا، الإشكال كان أولا أن الجماعة كل الجماعة تقريبا يرى أن المؤسس معصوم في أقواله، هو الحكم العدل الذي جاء ليحل القضايا كلها.
* بعد مرور ثلاث سنوات من مغادرتك للجماعة الأحمدية التي مكثت بها حوالي 17 سنة ماذا بإمكانك القول اليوم بمناسبة حلول هذه الذكرى ؟ تحلّ الذكرى الثالثة لنجاتي من الأحمدية ومستنقعها مزايا نقدي الأحمديةَ في هذه السنوات الثلاث هي كالتالي: أولا التركيز على كتب الميرزا وعلى كذبه ونبوءاته العكسية ولغته البائسة، لا على القضايا الاجتهادية ولا التفسيرات المختلفة. ثانيا التركيز على أخلاق الميرزا السيئة، حيث أفردتُ كتابا لذلك. فجريمةُ الميرزا لم تكن في تقوّله على الله فحسب، بل في أنّ أخلاقه كانت نموذجا سيئا جدا يؤثر سلبا على الأحمدي. والنقطة الثالثة هي التركيز على التناقض الداخلي بين الميرزا وبين جماعته، خصوصا في موضوع النبوة والتكفير، والتركيز على أقوال الميرزا التي تجزم بانقطاع النبوة كليا، وتنفي التكفير كليا، ثم مقارنتها بأقوال محمود التي تقول بفتح باب النبوة وبتكفير كل المسلمين. ورابعا التركيز على أنّ الميرزا يقول بعكس ما تفتخر به جماعته من تفسيرها قصص الأنبياء بطريقة عقلانية، وكذلك في مواضيع: النسخ والخضر والرجم وقتل المرتد وجهاد الدفع وقصص الأنبياء ومعجزاتهم. خامسا التعامل بمودة مع الأحمدية وإبراز وجهها العدواني للناس، فهي التي تقاطع من ينجو مِن الميرزا، وهي التي تفتري على الناس الآمنين، وهي التي تتمنى انتشار الأوبئة، وهي التي تفرح لهزائمنا وكوارثنا، ولا تعيش إلا على مآسينا، ولا ترى صدقها إلا في دمار الأمة، باعتباره علامة على صدق مؤسسها. نقضُ استدلالهم بالآيات القرآنية على دعواهم، مثل آية الاستخلاف، وآية: وآخرين منهم، وآية: وإن يك كاذبا فعليه كذبه، وآية: ولو تقوّل علينا، وحديث: ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. إبراز أنّ الميرزا لم يأتِ بجديد نافع، بل أنانيته هي المحرّك له ولأقواله وأفكاره، فوفاة المسيح وعلامات الساعة لم يهتمّ بها من باب أنها نافعة أو صحيحة، بل من باب أنها تخصّ قضيته، حيث لا تصلح مزاعمه إلا بوفاة المسيح وإلا بتفسير علامات الساعة كما فسّرها. متابعةُ الأحمديين وإجابتهم على كل ما يخطر ببالهم من قضايا، مع توضيح أسباب أقوالي السابقة زمن الأحمدية، وكيف انطلت عليَّ حِيَل الأحمدية وأكاذيبها. مطالبة الأحمدية بالحوار الودّي، وإلا فالمباهلة، على أن يشترطوا ما يشاءون من شروط، ذلك أنهم ينشرون بين أفرادهم البسطاء أنّ جماعتهم تدعو الناس للمباهلة وأنّ الناس يفرّون، فكان لا بدّ من إثبات كذب قيادتهم. ملاحقةُ الأحمدية في برامجها التلفزيونية المباشرة، والتعليق عليها خلال ذلك مبيّنا أكاذيبها، وإنشاء صفحة على الفيسبوك لا تتوقف مقالاتها ولا تعليقاتها على مدار الساعة مرحّبة بالأحمديين وغيرهم ليشاركوا فيها في كل وقت. التركيز على المسؤولية الفردية، فكلّ أحمدي تجب متابعته ومتابعة أقواله ومدى دقتها، ونهيه عن منكر شهادة الزور، وحثّه على تحمّل المسؤولية. فالردّ العام لا يكفي. عدم تسجيل أي انتصار شخصي، وأي مماحكة، وأي أنانية، فالقضية عامة لا شخصية. السهولة والوضوح في التعامل مع قضايا الميرزا، حيث نشرتُ: ا- 230 كذبة ميرزائية، ب- 60 خلقا ميرزائيا فاسدا، ت- 90 نبوءة ميرزائية عكسية، ث- 60 تناقضا ميرزائيا، ج- 20 دعاء ميرزائيا عكسيا، ح- 600 خطأ لغوي للميرزا، خ-نحو 3000 عبارة ركيكة مع تصحيحها، د- 26 تحريفا وكذبا أحمديا ، ذ- 60 خرافة ميرزائية، ر- 22 بلاهة ميرزائية، وكلّ شيء موثَّق، وكل قضية تحمل رقما. وإذا تجرأ الأحمديون على الردّ على نقطة من هذه النقاط نقضتُ ردّهم فورا.
* ولكن الجماعة الأحمدية تتحداك بالقول بأن حملاتك التي تستهدفها لم تكلل بأي نتائج بل بالعكس هي في انتشار وتوسع عبر كامل قارات العالم وبناء المساجد تضاعف بل أضحت مرجعيتها تحظى بالاهتمام ممن يبحثون عن الأمن والسلام لمواجهة التطرف؟ عملية إنقاذ الأحمديين من براثن التزييف المستمرة منذ 3 سنوات نتج عنها آلاف المقالات، ومئات الفيديوهات، ونحو 15 كتابا. وقد أسكتَت الأحمديين في افتخارهم بكل ما كانوا يفتخرون به من تفسيرات وأعداد واستجابة أدعية ونبوءات وعلوم دينية، وصار حديثهم مقصورا على أحلام وأوهام. الناجون من الأحمدية كثيرون جدا، ونسبتهم عالية، وهذه أدلة: 1: الناجون مِن محافظة سوهاج المصرية كانوا 28 من 35، كما ذكر رئيس الجماعة هناك حين نجا وأعلن النجاة. 2: الناجون من محافظة أسيوط كانت نسبتهم قريبة من ذلك، كما قال رئيس الجماعة هناك حين نجا وأعلن النجاة. 3: الرسالة التالية التي وصلتني من أحد الناجين قبل نحو سنة ولم أنشرها ولم يعلن صاحبها نجاته بعد: “قطعتُ أنا وزوجتى العلاقة تدريجيا مع الأحمديين ولم نعد نسجل الحضور. كنا سابقا نحضر أزيَد من 17 يوم الجمعة في المقَرّ، وبسبب مقالاتك وفيديوهاتك بدأ الحضور يقل إلى 3 أفراد ثم بعد ذلك يتصل الرئيس ويعتذر عن عدم الحضور، ثم شيئا فشيئا انكشفت لنا كل قواعد اللعبة، واسأل الله تعالى كما أنقذتنا أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناتك يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم”. أه تصوّر أنّ 17 ناجيا لم نقرأ قصةَ أحدٍ منهم، ولا نعرف عنهم أيّ شي. وهذه خسارة.. خسارة تجارب كان يمكن أن تنفع الناس وتمكث في الأرض. وعلى هذه المدينة يمكن أن تقيس. الأحمدية في مواجهة الحقائق تضطر للقوقعة ومنع المعرفة عن البسطاء. قضيتي الأساسية مع الأحمدية قضية أخلاقية، لا فكرية. فالأزمة الأحمدية هي أزمة أخلاقية، لا فكرية. الأحمدي لا يتحرى الصدق. وهو خانع ويؤصّل للخنوع، فلا يحاول أن يسأل جماعته عن أدلةٍ على أعدادها ولا على عناوين مساجدها المتحوّلة، ولا عن الخلافات الفكرية بين مؤسسها ومن جاء بعده. فالخطورة في الأحمدية أنها تُربّي أبناءها على السلبية وتقتل فيهم روح المبادرة والمسؤولية. يمكن فهم ذلك من المثال التالي: أعلنت الأحمدية عن تحوّل 216 مسجد هذا العام من أهل السنة وغيرهم إلى الأحمدية. ولكنّنا لم نعثر على أي أحمدي في أي بلد في العالم يعرف مسجدا منها، حيث سألنا في العديد من الدول، وطالبناهم بأن يسألوا جماعتهم، فلم نعثر على أحد يتجرأ على مجرد طرح السؤال، لأنه يخاف أن تشكّ جماعته في ولائه. إنهم يعيشون في عقلية أمنية رهيبة. لذا واجب الجميع مساعدتهم، وواجب الجميع كشف شهود الزور فيهم المنتفعون الذين يُرهبون هؤلاء البسطاء ويمنعون عنهم المعرفة مستغلين بساطتهم وضعفهم.
* تقول بأن لك إستراتيجية لسحق الأحمدية من خلال فتح نقاش حول صدقية الميرزا وهذا الذي أقلق الجماعة الأحمدية لدرجة اتهامك بالإلحاد..ماذا تقصد بذلك وهلا أوضحت لنا هذه الإستراتيجية ؟ يعيش الأحمديون على نقض ما لدى الآخرين، فيبدؤون بنقاش الخصم من قصة وفاة المسيح، ومن علامات الساعة. ويخاطبون العاطفةَ قائلين: ما دام الحيّ أفضل من الميت، وما دام المسيح في السماء عندكم، فهو أفضل الأنبياء! ثم يسألون: أين أدلة حياته في السماء من القرآن؟ ثم إذا أتاهم الآخر بآية أطالوا في شرحها ساعين لنقض الاستدلال بها.. فيبدو أنهم على شيء من الحقّ خلال ذلك.. ثم يظلون يسخرون من تفسير الدجال ويأجوج ومأجوج، ويسخرون من تفسير الآية الفلانية والعلانية، فيوهمون الآخر أنّ لديهم الحلول المتكاملة والتفسيرات الوحيدة، لهذه القضايا. وبهذا يضربون أكثر من عصفور بحجر، أولاهما أنْ يرتاحوا من سيرة الميرزا التي تقضّ مضاجعهم لما فيها من سوء، وثانيهما أنهم يحفظون النصوص المتعلقة بهذه القضايا أكثر من غيرهم، فيظهر تفوّقهم أول وهلة. إستراتيجيتي قامت على أساس أنْ لا نناقشهم في وفاة المسيح ولا في حياته ولا في علامات الساعة، فسواء كان ميتا أم حيا، فهذا ليس من شأننا، بل الله هو من يقرّر ذلك، وهذا يسمى مبدأ التفويض.
* هل جابهتك الجماعة الأحمدية بالرد على طروحاتك وأقوالك، وما هي المسائل التي تأخذها على الميرزا بالتحديد؟ منذ أشهر والأحمديون يحاولون الردّ على 5٪ مما نقول، بيد أني سأدلّهم على طريق أسلم لهم وللناس كافةً، وهو أنْ يتحدّثوا عن أدلة صدق أوهام الميرزا غاضّين النظر عما نقول لثلاثة أيام، ويمكن أن يتحقَّق ذلك بما يلي: أولا أن يبحثوا عن الإعجاز اللغوي عند الميرزا في لغته العربية، ويثبتوا أنّه يستحيل على أهالي الهند في ذلك الوقت أن يأتوا بمثل هذا الكلام شعرا أو نثرا مهما تعلّموا من عربية. ثانيا أن يبحثوا في الإعجاز العلمي عند الميرزا، وأن يثبتوا أنّ هذه الأمثلة لا يمكن أن تكون إلا بتعليم من الله تعالى. ثالثا أن يبحثوا في الإعجاز التفسيري، ويثبتوا أنّ تفسيرات الميرزا غير مسبوقة نهائيا، وأنها جاءت في وقتها المناسب، وأنه لولا الميرزا لتعرّض المسلمون والعالم لكوارث لا تُحمد عقباها. رابعا أن يبحثوا في التحقق الإعجاز للنبوءات، وأن يثبتوا بضرب أمثلة منها أنه يستحيل أن تكون مجرد أوهام أو كذب، بل إنها من النوع الذي يستحيل إلا أن يكون مصدره الله عالم الغيب والشهادة. أما أنا فأتعهّد أن أنسف ما يمكن أن يطرحوه تحت أي عنوان من هذه العناوين في لمح البصر. وسأظلّ أعرض أدلتي القاطعة على أن الميرزا مجرد متقوّل، بحيث يكون أي دليل أطرحه كافيا لإثبات ذلك. وآمل ممن تبقى في الأحمدية أن يتعامل بمودة وسلام، فهو خير له ولنا وللناس كافة، فقد آنَ للناس أن يستمعوا إلى حوارات في جوّ إيجابي مريح يكون نموذجا يُحتذى به لأي حوار. وأنّ النقاش بيننا وبينهم في صدق الميرزا، لا أكثر، فإذا ثبتَ صدقه، قلنا بوفاة المسيح، وقلنا بتفسيرات علامات الساعة كما يقولون بها. أي أنّني أصررْتُ أنّ البداية من قضية الميرزا.. وهذا الذي أصابهم بالذعر. فراحوا يطالبون في كل مكان أنْ أبيّن عقيدتي في المسيح تحديدا، وصاروا يرون أنّني ما دمتُ لم أحدّد رأيي فيها، فهذا يعني أنني ملحد.. وصار يُجَنّ جنونهم أكثر حين أبين لهم أنّ إيماني زاد برؤية آيات الله في تمزيق وتين الميرزا، خصوصا في فيديو نقض الإلحاد. فهذه هي الخطوة الأولى لسحق الأحمدية.. أي أن نناقش في صدق الميرزا أو كذبه، لا في العقائد الإسلامية. والخطوة الثانية أن نسمح لهم بالنقاش في كل مكان وزمان، وندعوهم للنقاش في كل زمان ومكان، وأمام أتباعهم.. فهذه هي قاصمة الظهر. إذا أردتم أن تطيلوا عمر هذه الجماعة المحتالة فاضطهدوها، أو ناقشوها في قضايا ظنية يطول الخوض فيها. وإذا أردتم استئصالها فناقشوا في قضايا الميرزا بحكمة وصبر، مهما شتموا ومهما افتروا، فلقد ورث هؤلاء القسوة والحقد عن الميرزا الشتّام، وقد صاروا مثل الأفعى التي تُحشر في الزاوية، وصاروا يستخدمون وسائل خبيثة. قلنا لهم: افرحوا أننا نتيح لكم الفرصة لنقاش كل قضايا الميرزا. افرحوا أننا ننشر أقواله ونطير بها في كل مكان. لكنّ يقينهم بكذبه فاق يقين كل الناس.
* يتعجب الأحمديون كيف يقضي الأستاذ هاني 17 سنة في الجماعة الأحمدية ثم يكفر بها ويتهمونك بأنك كنت تنافقهم وتخفي وجهك الحقيقي الذي كنت تسفر عنه في مراسلاتك لبعض الأشخاص منها طليقتك حيث كنت تعلن لهم كفرك بالأحمدية ما هو ردك على ذلك؟ الأحمدي القائل بأني كنتُ أُضمر الكفر بالميرزا وأعلن إيماني به لمجرد الحصول على مال من الأحمديين إنما يتحدّث عن نفسه. فهذا من باب الإسقاط النفسي. لو أني أريد البقاء أحمديا من أجل المال لما فعلتُ ما يلي: إمطار مركز الأحمدية بالأسئلة عن أقوال الميرزا التي أطَّلع عليها مع ترجمة كلّ كتاب، رغم تحذير الأحمدية المستمرّ من طرح الأسئلة، باعتباره علامة على عدم الإيمان. التوقف عن تقديم أي برنامج تلفزيوني، والتوقف عن المشاركة في أي برنامج، رغم المطالبات من كل مكان. التوقف عن كتابة أي مقال لصالح الأحمدية، رغم الإلحاح مِن كل مكان. عدم المشاركة في بيعة 2016، والذي يُعَدُّ إعلانا صريحا بعدم الاعتراف بالميرزا. فهذه كلها علامات واضحة على أنني لن أبقى أحمديا، ولن أشهد الزور لصالح الأحمدية، وأنني لن أبيع قيَمي من أجل مصالح فيها.
* ولماذا تأخرتُ بعض الأشهُر في إعلان ذلك؟ تأخرت مراعاة لمشاعر الأحمديين ولو وَضع شخصٌ نفسه مكاني في ذلك الظرف لعرف صعوبة الموقف وخطورته، وهو لا يختلف عن اكتشاف كبير القساوسة بطلان المسيحية، فكيف سيبدأ بإعلان هذه الحقيقة الصادمة لمن يحبّهم؟ مدير المكتب العربي -الذي كان لا بدّ أن أتحدث إليه وأكتب إليه أولا بهذا الخصوص ليترجمه للخليفة- مريض بالقلب، وقد أجرى أكثر من عملية قلب. وكان مجرد التفكير بإخباره يجعلني في هَمّ وغَمّ مما قد ينتج عن ذلك. لذا كان لا بدّ من التدرّج. كما كنتُ أسعى أن يشارك في حمل مسؤوليةِ إبلاغِ الحقيقة آخرون، فلستُ أنانيا لأحظى بهذا الشرف وحدي، لذا كنتُ أرسل لهم إعلانات الميرزا لهم طالبا منهم قراءتها فقط، ليقيني أنهم إذا قرأوها عرفوا كذب الميرزا، ولكنهم للأسف لم يكونوا يريدون الحقيقة، إما لعجز وإما لمصلحة. وقد ماطلوا وسوّفوا حتى يُضعفوا عزيمتي ويمتَصّوا إصراري وحتى أيأس مع مرور الزمن وأتراجَع. قد عملت على أن يكتشف عددٌ من الأحمديين الحقيقةَ مِن دون أنْ أخبرهم بها جاهزةً، لأنّ الإنسان فُطِر على حبّ المعرفة وحدَه، لا بوصولها جاهزةً له، ولا بأمره باتّباعها، ولا بالضغط عليها بشأنها. وهذا يقتضي أن أبقى في الأحمدية بعض الوقت. ومن هؤلاء الخليفة نفسه وكبار جماعته من باكستانيين وغيرهم. من جهة أخرى أشاع الأحمديون أنني أريد الخروج من الأحمدية طمعا في الدنيا والعمل والمال، فكان لا بدّ من تفنيد هذه الإشاعة، وكان لا بدّ من التأكيد لهم مرارا أنّ القضية ليست رغبة في ترك الأحمدية، ولا في جمع المال، لكنها رغبة في أن نبحث معا كلّ شيء، وأننا إخوة همُّنا واحد. وهذا كله يقتضي البقاء ولو بضعة أشهر. كما أشاع الأحمديون أنني متسرّع في قراراتي وفي فهمي للنصوص، فكان لا بدّ من تفنيد ذلك، ولا بدّ من نقض هذه الإشاعة الساعية لمنع المعرفة عن الأحمديين، ولا بدّ من الإصرار على أن نبحث معا كلّ القضايا، وأنني لا أريد إلا ما يرضاه العقل السليم وفهم الناس المشترك. فمِن دون الصبر والبقاء في الأحمدية ولو بضعة أشهر، كان لهذه الإشاعة أن تعمل عملها. بقائي بعض الوقت كان يمنحني فرصة حتى أوصل للخليفة ومَن حوله أكبر قدر ممكن من الحقائق، وحتى أعرف ماذا يعرفون وماذا يجهلون، وكيف يفكرون. وكنتُ أرى أنّ تغيير طريقة تفكير الخليفة قد يحُلُّ القضية كلها أو قد يساهم في حلّها وفي مساعدة هذه الجماعة على الخروج إلى برّ الأمان ناجيةً. بقائي بعض الوقت مع طرح أسئلة على الخليفة ومطالبته بالقيام ببعض الإصلاحات مع تسجيل ردّة فعله، يزيل تهمة التقصير عني، ويحدّد الطرف المسؤول. الأحمديةُ جماعة متقوقعة ترفض الحوار، وقد استطعتُ تغيير ذلك حينما كنتُ فيها، فقد أصررتُ على أن يكون هناك برامج مباشرة. وبخروجي ستعود إلى التقوقع وستضرّ بنفسها. فكان لا بدّ من البقاء بعض الوقت لمساعدتها ومساعدة أفرادها، خصوصا أنني ظللتُ أثير مواضيع نقاشية تؤدي بالأحمدي إلى أن يمسك بزمام الحقيقة وحده. كان الخليفةُ قد وعد بالإجابة على كل أسئلتي، وكان ذلك يقتضي أن أبقى في الأحمدية حتى تصل إجاباته وحتى لا يبقى له عذر. ولكن انقضت الأشهر كلها من دون إجابة على شيء، فكان قراري بالخروج في 14 أوت 2016 والذي أجلتُه قليلا بناء على إلحاح سيتبيّن بعد قليل. لم تكن الكتب كلها مترجمة، ولم تنتهِ الترجمة إلا في أوت 2016.. وكانت قراءتي الكتب كلها ضرورية، وإلا لاحتجّوا بما لم يُترجم، ولقالوا: إن الخير كله فيه وإن كلام الميرزا لن يكون مفهوما إلا إذا تُرجمت كلّ كتبه. فكان في التأني في الخروج بعض الوقت منفعة فكرية. فالخلاصة أنه اجتمعت في شهر أغسطس 2016 عديد من العوامل التي جعلته شهر الخروج من الأحمدية. بعد أن التزمتُ بمواقفي هذه سنة كاملةً، فلم أشارك في برنامج ولم أكتب مقالا ثم لم أشارك في بيعة 13 أغسطس 2016، وصلتني رسالة من الخليفة بالإقالة من العمل في مراجعة الكتب إلا أنْ أعلن إيماني بالميرزا.. فزالتْ عني هموم كبيرة، ولم يعُد التفكير بطريقة إخبارِ مريض القلب تؤرّقني، ولم أعُد ملزَما بإبلاغ الأحمديين الحقيقةَ بالتدريج طويل الأمد.. بل جاءت الفرصة التي أقول بها كل شيء بالتدريج الذي أراه مناسبا. ولكن ظلّت مشكلة الصدمة.. فحين أخبرتُ المكتب العربي بأني لم أعُد أحمديا، بدأتْ تنهال عليَّ الرسائل من الأحمديين.. وكانت هذه لحظات أليمة جدا، فحاولتُ تهدئتهم، وكتبتُ رسالة موحدة أدعوهم فيها إلى التكاتف ومواصلة القراءة وحضّ المكتب العربي على نشر كتب المؤسس وإعلاناته، لأنها إذا نُشرت سيعرفون ما سأقوله يوما. ولكن لم يكتفِ بعضهم بهذه الإجابة وأرادوا معرفة التفاصيل بسرعة، وبعضهم ممن عرف أنني خرجتُ أخذ يتمنّى عليَّ أن أعود، كما أنّ مقالات تشويهية أخذت تنتشر.. فلم يعُد تأجيل الإعلان ممكنا. فبدأتُ بإعلان أؤكد فيه على وجوب منح الأحمدية الحرية في إيصال أفكارها، ونهيتُ عن الشماتة بها بسبب خروجي منها، وبعدم تكفير أفرادها، رغم أنّ ذلك كله يعارض ما لدى الناس من مسلَّمات. ثم إنني بدأتُ بفيديوهات تبين التناقض بين الميرزا والأحمدية.. ثم بدأتُ أُظهر نبوءاته العكسية، وهكذا تدرجتُ إلى أن وصلتُ إلى كذباته وسوء أخلاقه. هذا أقصى ما يمكن عمله حتى لا تحدث صدمة عند أحد. ومع ذلك حدثت هذه الصدمة عند العديد من المحترمين.. ويؤسفني ذلك ويؤلمني ذلك.
* بعضهم يفسر خروجك من الأحمدية لأنك لم تتمكن من تحقيق طموحاتك وأهدافك منها المتعلقة بالزعامة والمال وبالتالي بدل التركيز على كتابات الميرزا وتفسيراته ذهبت للتركيز على الجانب الأخلاقي من شخصيته لتجريحه وبالتالي التشكيك في أهليته ومرجعيته الدينية وبالتالي الانتقام من الجماعة الأحمدية وهدمها..ما ردك على ذلك؟ لو كان المال عندي مهما، ولو كانت غايتي المال من الأحمدية ما توقفتُ عن البرامج والمقالات وعن المشاركة في البيعة. بل لأعلنتُ إيماني بالميرزا حين طُلب مني ذلك. ولو كان انضمامي للأحمدية من أجل المال ما تركتُ وظيفتي في فلسطين. لقد انضممتُ لأنني استبعدتُ كليا أن يكون الميرزا كذابا حسب ما وصلني من معلومات، وخرجتُ بعد أن تيقنتُ أنه يكذب. أما ما يشيعه الناس، من أحمديين وغيرهم، فلا يعنيني. ومنذ اليوم الأول لخروجي من الأحمدية، ظلّ الأحمديون يقولون: إنها المصلحة، وظللتُ أدعوهم إلى مناقشة أدلة كذب الميرزا، وهم يرفضون، فأنا أنا لم أتغيّر، وهم وجهان لعملة واحدة علينا السعي لتغييرها. قضيتنا أخلاقية.. علينا أن نسعى لتغيير أخلاق الناس. لأنها إذا تغيّرت، فتَحَرّى الناسُ الصدق وكالوا بمكيال واحد، فستُحلّ قضايانا كلها، مهما بدا أننا مختلفون في العقائد. تركيزي على أخلاق الميرزا الفاسدة، لا على تفسيراته، لأنّ مشكلتنا أخلاقية، لا تفسيرية، وإلا فالناس يختلفون في تفسير كثير من النصوص وكثير من الظواهر، لكنهم يتعاونون فيما بينهم ويؤسسون حضارات عظيمة. يجب أن تتاح الفرصة كاملةً للأحمديين حتى يبلّغوا ما يرونه حقا. ويجب أن تتاح لنا الفرصة كاملةً لنقد الميرزا. وهكذا مع جميع المذاهب، والناس تختار ما تراه أفضل.
تتهم الأحمدية بالعمالة لبريطانيا بحكم أنها صنيعة الاستعمار البريطاني في الهند وهذا لنسف الإسلام من الداخل وبالخصوص ما له علاقة بإسقاط فريضة الجهاد وهذا حتى تبرر و تشرعن للاستعمار، ونفس الشيء بالنسبة لإسرائيل بدليل العلاقة الطيبة والحسنة بين الجماعة في الكبابير والاحتلال الإسرائيلي…ما تفسيرك لذلك؟ لعلّ الإنجليز هم أذكى الشعوب، وليس معقولا أن يكونوا سفهاء حتى يستعينوا بمحتال لتحقيق أغراضهم… ميرزا معروف بأنه مكار محتال عند أقاربه جميعا بلا استثناء. وهذا ما قاله هو نفسه قبل أن يؤسس جماعته، وقبل أن يعلن أنه المهدي أو المسيح. إسرائيل تسعى أن تظهر بمظهر الدولة التي تحترم الأقليات والحريات الفكرية والدينية، لأنّ هذا يزيّن صورتها في العالم، والأحمديةُ تحقّق لها هذا.
* تعرض بعض أتباع الأحمدية في الفترة الأخيرة لمتابعات قضائية بالجزائر بتهمة مخالفة قانون الشعائر الدينية والمساس بالأمن العام على خلفية تلقيهم مساعدات مالية من قيادة الجماعة الأحمدية..هل فعلا يتلقى المنخرطون بالجماعة مساعدات مالية وعرضت عليهم خدمات لإغرائهم بالانخراط في الجماعة؟ هناك من ينتمي للأحمدية للحصول على هجرة للغرب، أو للحصول على مال، ولكنّ الأحمدية أضعف مما يتصوّرون، وهي لا تساعد أحدا بسهولة حتى لو استطاعت أحيانا. من حقّ الأحمدية أن تمارس شعائرها في أي بلد في العالم، ما لم يتعارض ذلك مع الأمن. الاضطهاد هو الذي يخدم الأحمدية. ونشرُ كتب الميرزا هو الذي يستأصلها. فالحرية هي التي تنسف الباطل من جذوره…انتهى بعد هذا الحوار مع الأستاذ هاني طاهر الذي لخص فيه رحلته مع الجماعة الأحمدية منذ دخوله فيها إلى أن غادرها منذ ثلاث سنوات كتب فيها العديد من المقالات والدراسات ونشر فيها العديد من الفيديوهات التي انتقل فيها من داعية ومبشر بالأحمدية إلى ناقد شرس لدرجة الخصومة التي تحولت إلى عداوة يجدر بنا التفكير جديا في أدبيات المراجعات الفكرية والدينية التي تختلط فيها الموضوعية بالذاتية ويشبك فيها الخيط الأبيض بالخيط الأسود لأن تضليل القلب يبدأ أولا بتضليل العقل وبالتالي علينا باليقظة والحذر من كل ما يعرض علينا من أفكار مستوردة والعاقبة للمتقين العاقلين. عدة فلاحي-باحث في الإسلاميات