لا تزال عشرات العائلات الكائنة بالحي الفوضوي ببلدية المرسى الساحلية المعروفة ب''تمنفوست'' أو ''لابيروز'' سابقا شرق العاصمة في مد وجزر مع معاناتها التي أبت إلا أن تطلقها منذ أكثر من 18 سنة بسبب تهاون السلطات المحلية في إيجاد حل نهائي لهؤلاء رغم الوعود المتكررة والتي بقيت حبيسة الأدراج. وبهذه الظروف اشتكى السكان من الوضعية الكارثية التي أضحوا يعيشونها إثر انعدام أدنى ضروريات الحياة اليومية من ماء صالح للشرب، غاز المدينة والكهرباء، الأمر الذي زاد من حدة المعاناة التي ساهمت وبشكل كبير في ارتفاع مصاريفهم الشهرية جراء اقتناء الماء وكذا غاز البوتان، ناهيك عن مصاريف الأدوية بسبب الأمراض التي طالت هذه العائلات من كبيرها حتى صغيرها خاصة الرطوبة التي نخرت عظامهم على حد تعبيرهم إزاء رطوبة البحر خاصة في فصل الشتاء عندما تنخفض درجات الحرارة. كما أن بعد المدارس مشكل آخر يعاني منه المتمدرسون بسبب بعدهم عن مقاعد الدراسة التي تقتضي منهم قطع مسافة نصف ساعة على الأقل للوصول إلى هذه الأخيرة، وبهذا الأمر أكدوا من جهتهم أن السلطات البلدية قد وعدتهم بإنجاز ابتدائية بحي المحجر والذي يبعد عنهم بحوالي كيلومتر، إلا أن الأشغال لم تعرف بدايتها منذ الحين حسبهم. إلى جانب هذا أوضحوا أن معاناتهم هذه والتي طال أمدها أكثر من 18 سنة كان سببها تماطل السلطات المحلية في سنوات التسعينات التي قد وعدتهم بإعادة إسكانهم لمدة لا تتجاوز سنتين على الأكثر، وعلى الرغم من الشكاوى المتكررة لدى المصالح البلدية إلا أن الأمور لم تحل لحد اليوم. وبهذه الأوضاع يناشد سكان الحي السلطات البلدية ترحيلهم إلى سكنات لائقة قبل تفاقم الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن. حفريات وبقايا كنسية الإهمال يطال الآثار التاريخية ب''تمنفوست'' هي تلك الآثار الواقعة على الجهة الشرقية للعاصمة والمقابلة للواجهة البحرية ببلدية ''المرسى'' المعروفة ب''لابيروز'' سابقا، أو كما كانت مسماة في عصر مضى ب ''روسقينيا'' حسب شهادة بعض سكان المنطقة. هذه الأخيرة التي تقع فيها حسب شهادة السكان بقايا بعض الآثار التاريخية التي تعود إلى الحقبة الرومانية، والتي كانت محطة اهتمام الباحثين الفرنسيين في سنوات الستينيات لإدراكهم مدى أهمية هذه المواقع الأثرية. وأضاف متحدث آخر أن إهمال هذه الآثار من قبل السلطات المعنية وكذا المواطنين على حد سواء، كان له الأثر السلبي على هذه الأخيرة جراء عمليات النهب والتخريب التي طالت هذه الموقع، زيادة على أنها أصبحت أوكارا للمنحرفين والمتشردين. كما أفاد لنا مصدر مقرب من بلدية ''المرسى'' أن إدارة المرصد الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية قد فكرت في وقت مضى في عملية كبرى تشمل إعادة تأهيل وحماية المواقع التاريخية والأثرية الموجودة ب''تمنفوست''، وذلك بتنظيفها، وكذا ببناء جدار واق مع وضع لافتات توضح كل البيانات المتعلقة بالآثار بإبراز الحقبة التاريخية لهذه الأخيرة، إلا أن هذه العملية كان من المقرر الانطلاق فيها قبل بداية موسم الاصطياف الماضي، إلا أنه لا جديد يذكر لحد الساعة بخصوصها. زيادة على هذا أوضح ذات المتحدثين أن هذه المناطق التي تحوي حفريات وكذا بقايا كنيسة تعود لما قبل الميلاد وغيرها من المواقع، التي تعد شهادة حية على تنوع الحقب التاريخية وكذا الحضارات الغابرة، والتي لا بد من الحفاظ عليها من قبل المواطنين والسلطات المحلية لمدى أهميتها على الصعيد السياحي للمنطقة البحرية، إلا أن الحالة المتواجدة عليها مؤقتا غير مشرفة على الإطلاق. وعلى هذا الأساس يناشد سكان تمنفوست تدخل السلطات المعنية بما فيها المحلية وكذا مصالح مديرية الثقافة لحماية هذا الموروث التاريخي، وذلك باعتبارها القبلة الأولى لتنشيط السياحة المحلية خاصة وأن البلدية مطلة على الواجهة البحرية.