مديرة دار الثقافة بمستغانم ““بن بالي خليدة” ل”الحوار”: ندعم المشاريع الثقافية الهادفة ونؤطر المواهب الشابة برؤية قالت إنها عميقة تلامس دورا مهما للمؤسسات الثقافية التي سخرتها الدولة الجزائرية لخدمة الفعل الثقافي والفني وتأطير المواهب الشابة الصاعدة، اعتبرت مديرة دار الثقافة لولاية مستغانم ““بن بالي خليدة” أن دور الثقافة فضاء فعال لدعم العمل الثقافي وتعزيز حركيته على المستوى المحلي وحتى الوطني، مشيرة إلى أهمية التظاهرات التي تحتضنها دار الثقافة لمستغانم والطاقات الشابة التي تمارس نشاطات ضمن ورشات مفتوحة في ” الرسم، الموسيقى، السمعي البصري و المسرح “. وقالت بن بالي خليدة، مديرة دار الثقافة “ولد عبد الرحمان كاكي ” بمستغانم، أن الدعم المهم الذي توليه وزارة الثقافة لدور الثقافة في تنشيط الفعل الثقافي والفني والعلمي المحلي يبقى مهما، وهو يتجسد في النشاطات الثقافية الفنية التي تحتضنها دار الثقافة، وتنظم بالتعاون مع فواعل جمعوية وطاقات فنية على مدار السنة، إذ تتجه دار الثقافة بمستغانم، إلى برمجة نشاطات لتكوين الشباب الموهوب في مختلف الفنون ضمن دورات تدريب وتظاهرات تلامس تكوين وتأطير الموهبة ذات البعد الفني والثقافي. وقالت المتحدثة الحامله لشهادة ماستر في “المسرح “ ومحافظة مهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية، أن العمل الثقافي رسالة وممارسة. حاورها: محمد مرواني ما أهم النشاطات التي تقوم بها دار الثقافة لولاية مستغانم ؟ في بداية هذا اللقاء الصحفي أتقدم بالشكر الجزيل ليومية “الحوار ” على هذه الالتفاتة الاعلامية التي أتاحت لي لأول مرة التحدث عبر هذا المنبر الإعلامي المهم. وبالنسبة لسؤالكم الكريم، فإن النشاطات التي تقوم بها دار الثقافة، ولد عبد الرحمان كاكي، هي ثقافية وفنية وعلمية وشبانية، وتلامس كل الاهتمامات والميولات ذات الأبعاد الفنية والثقافية الواسعة للجمهور، فدار الثقافة تملك برنامج عمل مسطر مصادق عليه على مستوى الوزارة الوصية، ونعمل ضمن إطار مشترك مع مديرية الثقافة لولاية مستغانم ضمن منظومة آداء رسمي في القطاع. كما أن دار الثقافة وانطلاقا من خصوصية المرفق الثقافي، تحتضن عبر مختلف القاعات الموجودة، سواء “القاعة الزرقاء” أو “القاعة الحمراء” والقاعات الأخرى المخصصة للأيام الدراسية وورشات مختلف التظاهرات الثقافية والعلمية والفنية التي تنظمها دار الثقافة أو المديرية أو الجمعيات الثقافية والفنية، لذا فإن النشاطات هي ثرية. وبالنسبة للمؤسسة التي أسير نشاطها بمعية طاقم من الكفاءات، فالنشاطات تبرمج وتنفذ ضمن برنامج نشاط سنوي نعمل فيه على الاهتمام بالفنون التي تخص “الطفل ” و”الشباب ” وإحياء التظاهرات الثقافية ذات البع المحلي والمشاركة في إحياء مختلف المهرجانات ذات البعد المحلي ثم الوطني، فبين الفنون المسرحية وورشات الفنون الأخرى والنشاطات ذات الصلة بالتكوين الموسيقي واحتضان النشاطات والملتقيات العلمية والأكاديمية، تسعى دار الثقافة إلى دعم الفعل الثقافي وتأطيره ضمن استراتيجية تلامس أهداف الدولة وسياستها في القطاع، وتلبي تطلعات الأسرة الثقافية والفنية والجمعوية الفاعلة . كيف ترون المبادرات التي تقوم بها الفعاليات الثقافية والفنية بالولاية؟ أشكركم على هذا السؤال المهم، أعتقد وبدون مجاملة أو مزايدة، أن مستغانم الولاية ببلدياتها، تملك طاقات جمعوية وفنية في غاية الأهمية، فهناك مهرجانات محلية تحتضنها بعض البلديات، كمهرجان “المجاهد” ومداح المصطفى عليه الصلاة والسلام “سيدي لخضر بن خلوف”، إذ يعتبر هذا المهرجان من أهم التظاهرات الثقافية والتاريخية التي تنظم بمستغانم كل سنة. كما تحتضن المدينة مهرجانا وطنيا مهما وثقيلا في الميزان الفني إن صح القول والتوصيف، وهو مهرجان مسرح الهواة الوطني الذي يعتبر فرصة مهمة لاكتشاف مواهب ممارسي الفن الراقي، وأنقل لكم عبر جريدة “الحوار ” أننا نحضر، بعون الله، وبالتعاون مع العديد من السلطات، بما فيها بلدية عين تادس لاحتضان مهرجان “الشيخ عين تادلس”، مهرجان “الشعر الملحون ” الذي غاب عن الساحة الثقافية والفنية بمستغانم منذ سبع سنوات تقريبا، وسيعود، بعون الله، هذا المهرجان المحلي للواجهة، وندعم نشاطاته. وبخصوص المبادرات التي تنظم بدار الثقافة “ولد عبد الرحمان كاكي”، فأنا أؤكد أنها متنوعة وثرية، فهناك جمعيات استقبلها تنظم أياما دراسية حول الطب والصحة والتراث، وهي نشاطات متنوعة. كما نتعاون مع أي جمعية تطلب منا شراكة في إطار القوانين المنصوص عليها، وأؤكد أن أبواب دار الثقافة مفتوحة لكل فنان ومثقف يحمل مشروعا هادفا يمكن أن يحقق لنا تنمية ثقافية ذات أبعاد مهمة للمجتمع، لذا فالمبادرات التي تنظم كلها تحمل أهدافا راقية ونبيلة، وتلامس بكل تأكيد الفعل الثقافي والفني الثري في مضامينه وأهدافه . ما أهم التظاهرات المبرمجة مع السنة المقبلة؟ من أهم التظاهرات الثقافية والفنية المبرمجة مع نهاية العام الجاري، إحياء “ناير”، وهي مناسبة وطنية تاريخية تجسم وتقوي مكونات الوحدة الوطنية وتحيي الطابع الأمازيغي في وجدان الأمة الجزائرية، ونحن، بعون الله، نعمل على التحضير لهذه المناسبة الوطنية المهمة بنشاطات ثرية ومتنوعة، وستكون هذه التظاهرة من أهم النشاطات التي تنظم بمستغانم. كما نحضر، بعون الله، لمهرجان الشيخ عين تادلس، الذي أشرت عليه سلفا. كما ننظم تظاهرات تخص ورشات لفنون على مدار فترات مع السنة المقبلة. وأشير إلى أن حصيلة دار الثقافة هذه السنة، كانت ثرية ومهمة. منذ شهر رمضان إلى موسم الاصطياف، نظمنا العديد من التظاهرات الوطنية المهمة. وبالنسبة للنشاطات التي برمجت وحظيت بموافقة ومصادقة، فهي تركز على دعم الطفولة وتشجيع المواهب الفنية، خاصة لدى الأطفال والشباب، وسنوافيكم بتفاصيلها مع اقتراب تاريخ تنظيمها، فالإعلام بالنسبة لي وللمؤسسة شريك فعال ومهم لا يمكن الاستغناء عنه، ويجب الرهان عليه، خاصة وأن الفعل الثقافي والفني والعلمي يحتاج لدعم إعلامي لإيصاله إلى الجمهور المحلي ثم الوطني . ما أهم أشكال الدعم التي توفرها دار الثقافة للممارسين للنشاط الثقافي؟ إن من أهم أشكال الدعم التي يمكن أن تقدمها دار الثقافة لولاية مستغانم للمارسين للنشاط الثقافي والفني والجمعوي، تتمثل في مرافقة أي مشروع ثقافي وفني تريد أي جمعية تجسيده بتسخير الوسائل لإنجاحه، فيما تحظى الجمعية بدعم الدولة في إطار القوانين المنصوص عليها وفي الإطار المتاح، لذا فدورها يتمثل في المراقفة وتسخير الوسائل لدعم أي نشاط ثقافي وفني، وكلنا ثقة ف أن الجمعيات التي تتجه في هذا الوقت الراهن إلى تنويع نشاطاتها والبحث عن تمويل من الخواص والاهتمام بالصناعة الثقافة هي الجمعيات التي يمكن أن تنجح وتسوق لنشاطاتها بشكل فعال ومؤثر، لذا فأنا أشجع كل الفعاليات الجمعوية الثقافية والفنية التي تعمل بهذه المقاربة المهمة، وأعني بكلامي صناعة الفن والثقافة والترويج له بأسلوب مغاير تماما عن الذي اعتدنا عليه، فالجمعيات الثقافية والفنية التي تمارس النشاط الثقافي والفني تحتاج إلى تسويقه وجعله منتوجا ثقافيا مهما وفعالا يمكن أن تجني من خلاله الجمعية مستحقات تمكنها من تجسيد مشروع المؤسسة الثقافية والفنية التي تستجيب لاحتياج وتدعم كيانا ثقافيا وفنيا موجودا في الساحة الفنية والثقافية، وهذا الموضوع بالذات يشكل أحد الاهتمامات المهمة بالنسبة لنا، وأنا أدعو من منبركم الإعلامي كل الفاعلين في العمل الفني والثقافي إلى الاهتمام ب”المناجمت الثقافي”، فهو مهم ومقاربة عملية يمكن أن تحقق الكثير للقطاع الثقافي والفني، خاصة في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها الإنتاج الثقافي بمختلف منتجاته وأشكاله . ما رسالتكم للشباب الفاعل في القطاع الثقافي بمستغانم؟ في حقيقة الأمر العديد من المواهب التي نتعامل معها ونؤطر طاقتها عن طريق مستشارين ومكونين بدار الثقافة “ولد عبد الرحمان كاكي” هي من الشباب، ورسالتي لهم عبر “الحوار ” أن يستثمروا في طاقتهم الفعالة وفي إرادتهم الصلبة التي لا تلين، وأنا شخصيا أشجع الكثير من الشباب هنا في مستغانم، الذي يعمل ببراعة على تنظيم نشاطات ثقافية وفنية وإعلامية في غاية الأهمية، ويجب علينا أنا ندعم الشباب، خاصة وأنهم ثرورة البلاد وطاقتها الفعالة المنتجة التي يمكن أن نزن نشاطها المهم. وأعتقد أن الشباب الموهوب في مختلف الفنون والنشاطات يحتاج لمرافقة، لا تقع فقط على عاتق قطاع الثقافة وإنما على قطاعات عديدة لها دور هام وفعال في هذه المرافقة المهمة، التي يجب أن تكون ضمن استراتيجية وطنية هادفة، تشارك في تجسيدها قطاعات مختلفة، وأرجو اأ نوفق جميعا في خدمة الشباب الذي يستحق كل الدعم والمرافقة، ومؤهلاته أو مواهبه في الفنون يبقى دعمها من أهم الأولويات التي يجب الاشتغال عليها في قادم المحطات .