مطالب بلجنة تحقيق سكان سيدي الشحمي يتساءلون.. أين اختفت ال 23 مليار سنتيم؟ تتواصل المعاناة اليومية لسكان أحياء عديدة من بلدية سيدي الشحمي بوهران، في ظل غياب أدنى الظروف العادية، خاصة بحي “دبايبية” وحي “بيلارو” والتجزئة السابعة لحي “النجمة” وغيرها من الأحياء الأخرى، التي لايزال سكانها ينتظرون دفع عجلة التنمية، مشيرين إلى التهميش الذي يلاحقهم منذ سنوات بالرغم من تعاقب العديد من المجالس المنتخبة على البلدية، حيث لا جديد يذكر مع استمرار للمعاناة، مطالبين الوالي شخصيا بالتدخل لرفع الغبن عنهم. وهران:ع. أمال يتخبط سكان أحياء بلدية سيدي الشحمي التي تعد ضمن المجمع الحضري الكبير لوهران، في جملة من المشاكل والنقائص التي ما تزال مستمرة إلى حد الساعة، الأمر الذي صعّب عليهم يومياتهم، بدءا من اهتراء الطرقات في كامل الأحياء، والغياب التام للمرافق الترفيهية والثقافية، وانعدام الإنارة العمومية في الشوارع، ونقص فادح في المرافق الصحية، ونقص وسائل النقل، وتراكم الأوحال، وغياب النظافة بالشوارع بعد تحولها إلى مسابح بمجرد سقوط زخات المطر، مع اهتراء قنوات الصرف الصحي وغيرها، من المشاكل التي باتت تؤرق يوميات السكان وقاطني تلك الأحياء.
15 ملعبا جواريا شيّد على أراضي فلاحية أكد سكان الحي، أن مير بلدية سيدي الشحمي حوّل العديد من الأراضي الفلاحية إلى ملاعب جوارية، بعد إنجاز 15 ملعبا جواريا دون فائدة، خصوصا وأن شباب البلدية يعاني من بطالة خانقة وبحاجة إلى إنجاز مؤسسات عملية لامتصاص البطالة وليس ملاعب، في حين كشف العشرات من سكان تجزئة السابعة بحي شطيبوا ل”الحوار” عن التهميش الذي يعاني منه السكان، فلا طرقات ولا نقل ولا ماء ولا كهرباء، بحيث أنه في كل مرة، نطرح مشاكل الحي أمام المير، ألا أنه يكتفي بتقديم وعود كاذبة بعدما أصبح العيش في الحي شبيه بالحياة البدائية في ظل تراكم الأتربة والأوحال والأوساخ والقمامة في أزقة الشوارع، ما تسبب في إصابة العديد من الأطفال بأمراض جلدية، بالإضافة إلى استمرار مشكل النقل، حيث يشكون غياب وسائل النقل من وإلى الأحياء الأخرى، الأمر الذي يجبرهم في كل مرة على المشي على الأقدام لتتضاعف المعاناة بالنسبة للعائلات التي لا تملك وسائل نقل. وأرجع معظم السكان سبب ذلك إلى الحالة الكارثية التي توجد عليها الطرقات وانتشار الحفر بها، الأمر الذي يجعل أصحاب الحافلات يرفضون العمل على مستوى خطوط حي الدبايبية وتجزئة السابعة وحي بيلار وغيرها، مؤكدين على مراسلتهم للمجلس الشعبي البلدي مرات عدة، فيما يخص هذا المشكل، غير أنهم لم يتلقوا أي جواب يذكر إلى حد الآن.
طرقات مهترئة لم تعرف التعبيد منذ سنوات وطرح السكان مشكل اهتراء الطرقات، وهو ما يتسبب في متاعب كبيرة لهم سواء في فصل الشتاء أين تتحول إلى أوحال وبرك من المياه المتجمعة بسبب الحفر المنتشرة هناك أو الصيف من خلال انتشار الغبار بها. وما زاد من متاعب سكان أحياء بلدية سيدي الشحمي، هو غياب فرص العمل بالنسبة للشباب ومشاريع سكنية، فحسبهم فإن البلدية، وعلى مدى سنوات طويلة، لم تحظ بأي مشروع من تلك المشاريع التي تعتبر ضرورية، وأصبحت بمثابة حلم صعب التحقيق على أرض الواقع للظفر بسكن، ما زاد من النسيج الفوضوي بالبلدية، الذي وصل إلى حد بحيرات الماء بالبلدية، ما يشكل خطرا على القاطنين بجوار تلك البحيرات المائية في حالة حدوث فيضانات بالبلدية، ونحن في فصل الشتاء وفصل الأمطار.
عائلات “بيلار” تطالب بالترحيل تطالب العائلات القاطنة في البيوت القصديرية على مستوى البلدية، خاصة سكان حي “بيلار” الفوضوي، بسكنات لائقة تحفظ لها كرامتها، بالنظر إلى المعاناة التي ألقت بها في حياة مهينة تفتقر فيها إلى أدنى الضروريات، على غرار الماء الشروب، الكهرباء والغاز وحتى شبكات الصرف الصحي وغيرها، حيث تعاني من الكثير من المشاكل داخل مساكنها القصديرية جعلتها تستعجل إنقاذها من حياة البؤس التي أجبرت على التعايش معها سنوات ليست قليلة، مطالبة بضرورة إدراجها ضمن المستفيدين من شقق جديدة، على غرار مئات العائلات التي تحصّلت على سكن لائق ضمن برنامج ولاية وهران لإعادة الإسكان، لاسيما وأنهم يعيشون وضعية كارثية في سكنات هشة وضيقة منذ سنوات، بدون أن تلتفت إليهم الجهات الوصية رغم أنّهم أودعوا ملفات الحصول على سكن اجتماعي منذ سنوات، في الوقت الذي تحصلت عائلات من خارج البلدية على سكنات لائقة بالأحياء الجديدة التي شُيّدت فوق إقليم بلديتهم، وهي المطالب التي يتقاسمها كذلك سكان حي “ساريمي” الفوضوي وطالبو السكن الاجتماعي، الذين ملّوا من الانتظار لسنوات أخرى تحقق حلمهم في الاستفادة من شقق لائقة، لاسيما مع تعطل نشر قائمة “السوسيال” الخاصة بالبلدية إلى حد الساعة، مطالبين في السياق ذاته المصالح المعنية بالاستعجال في الإفراج عن قائمة السكن الاجتماعي وتوزيعها على المستفيدين منها. “شطيبوا” المستفيد الأكبر من ميزانية البلدية في سياق ذاته، أشاد إحد قاطني بلدية سيدي الشحمي بحي “دبايبية”، أن جميع ميزانية البلدية يحولها المنتخبين إلى حي “شطيبوا”، في حين بقية أحياء البلدية تعاني الإقصاء والتهميش، خاصة في ظل غياب الأمن والإنارة في الشوارع، ونحن في فصل الشتاء وأطفال المدارس يخرجون باكرا، ويقطعون مسافات للوصول إلى مدارسهم مشيا على الأقدام، وهو ما يشكل خطرا عليهم من الاعتداء، فيما يطالب السكان بإيفاد بلجنة تحقيق إلى البلدية بعد اختفاء غلاف مالي كان مخصصا لصيانة الطرقات، والمقدر ب23 مليار سنتيم، حسب تصريح عدد من سكان بلدية سيدي الشحمي، خاصة سكان حي “دبايبة”. وإلى حد اليوم الأمور لا زالت على حالها وطرقات الحي في وضعية كاريثية.