بترويج معلومات خاطئة حول كورونا.. الناطق باسم الرئاسة محمد السعيد: هناك هجمة أجنبية مقصودة على الجزائر * لم نتأخر في مواجهة الوباء واستفدنا من تجارب دول أخرى * 70 بالمائة مما يكتب عن الجزائر في “الفيسبوك” ليس جزائريا * نعمل على استرجاع ثقة الشعب في مؤسسات الدولة * حرية التعبير مصانة دستوريا إذا احترمت القانون * الحجر الكلي ليس سهلا وتجسيده بيد الخبراء أجاب الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية الوزير محند أوسعيد بلعيد في حوار للتلفزيون العمومي، عن تساؤلات المواطن الجزائري في ظل انتشار وباء كورونا، مخففا من حدة الإشاعات التي يتلقاها المواطن يوميا عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. وفتح محمد السعيد قلبه للزميل أحمد بن صبان في أول حلقة من برنامجه “بقلب مفتوح”، لتقديم تصوراته كمسؤول عن جاهزية الدولة لمواجهة وباء كورونا وعن استعداداتها لوقف انتشاره وعودة الحياة إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن.
في البداية كناطق رسمي لرئاسة الجمهورية كيف يعيش الوزير والمواطن محمد السعيد اليوم أزمة كورونا ؟ ما أعيشه اليوم أكثر من المواطن لأن المواطن يرى في الأزمة مشكلا شخصيا خاص به أما المسؤول يرى المشكل أوسع على المستوى الوطني والدولي ولذلك طاقة التحمل يجب أن تكون أكثر من العادي، هناك ضغط في متابعة الأخبار وبما أنني على اتصال يومي برئيس الجمهورية أرى مدى اهتمامه بالمشكل وهو ما يزيد من ثقل المسؤولية.
كيف تتلقى يوميا تصريحات البروفيسور فورار رئيس لجنة رصد ومتابعة كورونا وعدد الإصابات والوفيات التي نسمعها يوميا ؟ نتمنى أن يزول الوباء في أقرب الآجال خاصة مع زيادة تأثيره على نفسية المواطن وحالته الصحية كذلك، فهناك أيام تنقص فيها الحالات وأيام أخرى ترتفع وهو ما يجعلك تنتظر الساعة الخامسة لسماع الأخبار.
هناك دول عظمى يكاد الوباء أن يقضي عليها.. هل تمتلك الجزائر فعليا الإمكانيات اللازمة لتجاوز أزمة وباء كورونا ؟ بالعودة إلى كتب التاريخ هناك أمثلة كثيرة عن ما نعيشه اليوم مثلا الوباء الأسود والحمى الإسبانية التي أصيب بها الجزائريون أيضا وقت الاستعمار وظهرت بعدها الحمى الآسيوية وايبولا الذي تسبب في وفاة 15 ألف هذا يمكن وصفه بقدر البشرية وعلينا مواجهته.
هناك من المسؤولين من يقول إننا متحكمون في الوباء، وبعملكم اليومي الميداني هل تؤكد لنا ذلك هل نحن حقا متحكمون في الوباء؟ لا توجد دولة في العالم متحكمة في الوباء بنسبة مائة بالمائة، فالصينيون مثلا أخضعوا “ووهان” للحجر الصحي مدة 49 يوما وفي البداية وقعت اضطرابات، لأن الفيروس مستجد وغير معروف، وجرثومة صغيرة عبرت المحيطات وهو ما خلق ارتباكا، لأن العالم لم يكن مستعد لمواجهتها وفي الجزائر استفدنا من تجارب الآخرين ولم نتأخر في مواجهة الوباء.
هناك من يقول إننا تأخرنا في مواجهة الوباء؟ لم نتأخر في مواجهة الوباء، لكننا تأخرنا في منع الانتشار لأن منعه شبه مستحيل، وهو يدخل من كل الجهات وبلادنا مساحتها قارة وقربنا من أوروبا أثر علينا، لكننا كنا من الأوائل الذين أخذوا الاحتياطات الأولية وأخذناها بالتدرج، أعدنا الطلبة من “ووهان” ولو لم نسارع إلى اتخاذ إجراءات لكنا نعيش المأساة اليوم.
المواطن يتساءل عن سبب ارتفاع أعداد المصابين في العالم وانخفاضها في الجزائر، هل ذلك راجع لقلة التحاليل وهو ما يدفعه للتخوف من أن عدد حاملي الفيروس في الجزائر أكبر بكثير من العدد المعلن عنه ؟ كل ما يقال وما نقرأه في “الفيسبوك” ليس بالضرورة جزائريا أو كتب من طرف الجزائريين، بمعنى أن هناك مخابر خارجية تصنع هذه الأشياء وتعطي معلومات خاطئة وفي تقديري حسب الدراسات فإن 70 بالمائة مما يكتب عن الجزائر في “الفيسبوك” ليس جزائريا إطلاقا. والآن هناك أجهزة عصرية متطورة يمكنها تحديد مكان الناشر وأعيد وأكرر هناك هجمة مقصودة على الجزائر.
هل أنت من أنصار ما سمي بالربيع العربي بأنه صناعة مخابر لإعادة الأنظمة وإسقاطها وعادوا عن طريق الحراك واليوم يحاولون العودة عن طريق كورونا ؟ الجزائر مستهدفة، أمس كان الحراك واليوم كورونا مع الفارق أن كورونا غير مفتعلة.
هناك خلل في منظومتنا الإعلامية، لماذا لا نحسن الدفاع عن أنفسنا، وهل نحن متلزمون بأخلاقايات المهنة لحد بعيد ؟ المعالجة الإعلامية يجب ان تتكيف مع الظروف، فالمعالجة الإعلامية في مثل هذه الظروف يجب ان تتكيف مع موضوع خطير يهم مصير البلاد، لكننا ومع الأسف لازلنا نعالج الوضعية بعقلية “السكوب”، وأخلاقيا من غير الممكن أن نصنع الإثارة بمأساة الآخرين نحن في حالة حرب ضد وباء وعلينا مواجهته خاصة وأن العدو غير مرئي وبعض وسائل الإعلام تتعمد التهويل والرعب والانتقاص من جهود الاطباء والممرضين وأحيانا بعض العناوين مبالغة لدرجة جلد الذات والنقائص التي نراها ليست عن تقاعس الدولة بل لقلة تجربتها كباقي دول العالم.
هناك من ينادي بالذهاب إلى الحجر الكلي ما هو تعليقكم على ذلك ؟ هذا يرجع إلى رأي الخبراء والأطباء، ولكن التدرج سيوصلنا لنتيجة جيدة، ضف إلى ذلك فإن الحجر الكلي ليس سهلا، وفي الايام الأخيرة لاحظنا أن هناك استقرارا وتحسنا في حالات التعافي لكن الاسراع في التخلص من الوباء ورفع الحجر بيد المواطن وليس بيد الدولة والاهمال يؤدي الى طول المدة وينتج عنه أزمات اقتصادية واجتماعية ونفسية.
هناك مقاربتان في الصحافة اليوم الأولى مقاربة الصحفي الذي يأخذه الحماس لتصدر المشهد ومقاربة أخرى تتحدث عن صحفيين تابعين لجهات أخرى وهناك صحفيون في السجن مع الحديث عن تضييق إعلامي، ماهو تعليقكم على ذلك ؟ الحرمان من الحرية شيء غير مقبول لكن هناك حدود لممارسة الصحافة وحرية التعبير، فهناك من يستغلها للتهييج وفبركة الأخبار وزرع الفتنة لكن حرية التعبير عكس ذلك فهي وسيلة بناء لا هدم. مثلا في قضية كورونا هناك فئة نادت بمواصلة إخراج الناس في مظاهرات يومي الجمعة والثلاثاء والسبت ايضا في مثل هذه الظروف باسم الحرية والديمقراطية وهنا أعتقد ان هذا النوع من الناس استغل الحرية بدون مسؤولية.
الصحفيون المسجونون الآن هل تم سجنهم في قضايا حرية التعبير أو قضايا أخرى ونحن كإعلاميين محرجون اليوم من وجود زملائنا في السجن ؟ عندما تنشر خبرا غير صحيح وتتم محاسبتك، لن تدافع عن نفسك بحرية التعبير هذا غير معقول، فحرية التعبير مصانة دستوريا اذا كانت تحترم القانون واذا خرجت عن نطاقها يعاقب عليها القانون، ومثلا قالوا إن الاطباء الصينيين ذهبوا لعين النعجة والكذبة اخذت تفسيرا آخر استهدف الجيش. في حين أن الاطباء الصينيين مكلفون بالإشراف على متابعة صحة الجالية الصنيية هنا.
هل هناك خطة للتكفل بأصحاب الدخل الضعيف والذين تأثروا كثيرا بالأزمة الحالية ؟ الرئيس تبون تكلم عن وجود خطة لمساعدة الأسر ذات الدخل الضعيف لان الدولة لن تترك أولادها، فعلا هناك ظروف خاصة وهناك إجراءات ستتخذ والمواد الغذائية متوفرة بكثرة، ومع الأسف المواطن هو من خلق الأزمة وحالة الهلع. هناك أزمة ثقة بين الشعب والحاكم ورأينا الانطباع تغير بعد خرجة الرئيس لكن الشعب لا يزال متخوفا من التنفيذ، لازلنا نعاني أزمة ثقة واليوم النظام يعمل ونتائجه تحتاج الى وقت واسترجاع ثقة الناس تحتاج لوقت والتشكيك اصبح مرضا، ومن يريدون التاثير على المواطن يضغطون على الرئيس منذ اليوم الاول لمجيئه محاولين التاثير عليه في وضع صعب جدا ليس داخليا فقط بل عالمي ايضا، واقول بثقة تامة إن القطار انطلق بقوة ولن يتوقف والفرصة مواتية لخدمة الوطن.
الجزائر أنشأت جسرا جويا لإجلاء المواطنين العالقين بالخارج ما حقيقة من تبقى ؟ الجزائر لا تتخلى عن أبنائها لأن الموجودين في الخارج هم أبناء الجزائر ونحن نبذل جهدنا لمتابعة الموضوع بكل تفاصيله مع رئيس الجمهورية وخاصة ان الوباء فاجأ الجميع خاصة المتواجدين بالخارج الموزعين على 62 دولة الذين طالبوا بالدخول، وقد تم التعاون مع البعثات الدبلوماسية لترتيب ذلك لكن حدثت بعض المشاكل في مناطق لا توجد فيها دبلوماسياتنا مثل جزر المالديف علق مواطن مع زوجته ونحن نتابع أحواله. مثلا في فرنسا هناك من رفض التوقيع على الحجر الصحي لكنهم اليوم يريدون الرجوع وهناك دول فيها مواطن واحد فقط مثل اليابان وهناك دول ترفض فتح المطار والبعثات القنصلية تهتم بالمواطنين.
في تركيا ظهر مشكل الراغبين في العودة بدون تذاكر وحتى بدون وثائق ؟ الموجودون في تركيا تم إجلاؤهم وأخضعوا للحجر الصحي حاليا.
في الجزائر لم نصل للذروة هل نحن جاهزون لذلك لا قدر الله وهل تملك المستشفيات عدد الأسرة الكافي ؟ نملك الإمكانيات إذا لم تتجاوز الإصابات الحدود، لا يمكن للدول ان توفر الامكانيات اللازمة الا اذا التزم المواطن حتى لا ترتفع الإصابات لا يمكننا وضع شرطي امام كل مواطن، وسرعه الاقتراب من الذروة يتحكم فيها المواطن.
هناك من يقول إن الدولة لا تعطي الأرقام الحقيقية حتى لا تخلق حالات الهلع والخوف ؟ أزمة الثقة هي من تجعل المواطن يشك، في نهاية الامر لا يمكننا ان نخفي حالة الوفاة.
رمضان على الأبواب وأزمة بترول خانقة هل نحن على شفير أزمة اقتصادية كبيرة؟ سيختلف العالم بعد كورونا وستقع تغيرات على مستوى الدول المقررة في العالم وسيدخل العالم في جمود اقتصادي الى حين حتى تتعافى الشركات من خساراتها، وعلى مستوى الجزائر هناك لجان للتفكير في ماذا بعد كورونا، ونحن كجزائريين يجب أن نحول الأزمة لتفجير الطاقات الموجودة ونحن متفائلون لان قانون المالية مبني على أساس خمسين دولارا للبرميل هناك تراجع لكن لن يكون هناك تأثير كبير هذه السنة مع تطبيق سياسات وخطة لإعادة بناء الاقتصاد والوسائل العصرية لتضمن التنمية المستدامة، وهناك إجراءات أخرى مثل التهرب الضريبي وما يضيع في البترول نسترجعه بطرق أخرى.
شاهدنا الكثير من هبات التضامن ورأينا قدرات الشباب على صناعة مواد وملابس تعقيم وكذا أجهزة متطورة، كما لاحظنا نشاط مخابر بحث عبر مناطق الوطن هي مشاهد مطمئنة بأننا قادرون مستقبلا على صنع الفارق أليس كذلك ؟ الجزائري معروف انه يظهر في الازمات وهذا عامل يساعدنا على تخطي المرحلة القادمة بنجاح وعلينا الآن توجيه الطاقات المتفجرة لبناء دولة الغد.