ووري، مساء اليوم، بمقبرة قاريدي، شقيق الوزير الأول السابق ، المحامي العيفة أويحي، بعد أن فارق الحياة بمنزله، متأثرا بسكتة قلبية بمنزله العائلي في درقانة، تاركا خلفه تاريخا حافلا بعد معارضته الشديدة لشقيقه سنوات تقلده مناصب عليا، قبل أن يتأسس للدفاع عنه في "محاكمة القرن". العيفة أويحي، المحامي والمواطن البسيط، الذي أثر العيش البسيط، رفقة جيرانه وأقرانه، رغم الامتيازات التي عرضت عليه لما كان شقيقه أحمد أويحي وزيرا أول طيلة سنوات، بل وعارضه أشد المعارضة وكان من أشد الناقمين لسياساته خلال فترة حكم نظام بوتفليقة. عارض الخامسة وطالب شقيقه بالاستقالة ! … يذكر التاريخ أن العيفة أويحي كان من أشد المعارضين للنظام السابق، حيث أكد مرارا ضرورة تغيير النظام بكافة وجوهه ولو تعلق الأمر بشقيقه، حيث سبق له أن أطلق النار ذات يوم من شهر مارس سنة 2019، في لقائه مع جريدة "الحوار" على سياسة الرئيس السابق ووزيرة الأول، قائلا "بلغ السيل الزبى والنظام بلغ حدودا لا تطاق، مؤكدا أن الشعب ثار ضد النظام وأويحيى جزء من هذا النظام، وأضاف أن الحراك الشعبي ضد النظام بما فيه أويحيى، وإذا سقط النظام يسقط أويحيى. وأشار العيفة في نفس اللقاء إلى أن الإنسان في هذه الدنيا لا بد أن يتحمل المسؤولية، فإذا أصاب كان خيرا، وإذا أخفق يتحمل المسؤولية، لوجه نصيحة لشقيقه أحمد بضرورة الانسحاب نهائيا من الساحة، بما في ذلك من الحزب، استجابة لنداء الشعب من خصومة الرجل النافذ إلى الدفاع عن السجين.. العيفة الذي لم يخف يوما مشاركته في مسيرات الحراك الشعبي المبارك، حيث قال لقائه مع الحوار "هذا شعبنا وليس لنا شعب آخر نتقبله مهما كان الثمن والمواطنون الكرام والأعزاء لهم موقف أو نظرة وهذا حقهم، أويحيى مارس السياسة والسلطة والمناصب وجاء وقت الله غالب"، وأضاف "شاركت في الحراك الشعبي ككل الجزائريين، كنت ضد الحكومة منذ 2012 وقلت حينها أن النظام أخفق". العيفة ورغم معارضته الشديدة لأحمد وسياساته العرجاء، إلا أنه لم يترك شقيقه وحيدا، حين زج به في سجن الحراش، متابعا في قضايا فساد او ما سمي ب"فضيحة القرن"، فالرابطة الأسرية والوازع الأخلاقي لم يسمح للمحامي العيفة، أن يتنصل من شقيقه ، فالعيفة دافع بشراسة عن شقيقه في أروقة المحاكم، ورافع من أجله إلى أخر رمق. أويحي يصل الجنازة "مكبل اليدين" وسط تعزيزات أمنية بعدما استفاد من رخصة استثنائية ليوم واحد فقط للخروج من السجن قصد المشاركة في تشييع جنازة شقيقه ومحاميه العيفة… وفي حدود الساعة الثالثة والربع تحديدا، وصل الوزير الأول السابق أحمد أويحي إلى مقبرة قاريدي، وسط تعزيزات أمنية مشددة، وطوق أمني وحضور إعلامي مكثف وهو مقيد بالسلاسل، بدا شديد التأثر لفراق شقيقه الوحيد، حيث شيعه نحو مثواه الأخير، بعدما كان أنيسه الوحيد منذ إيداعه سجن الحراش… بعد لحظات أويحي يغادر المقبرة ليواصل محاكمته وحيدا دون شقيقه في نهاية دراماتيكية لرجل عشق السلطة، تبرأ منه أقرب المقربين منه ليبقى وحيدا يواجه العدالة. سعيد.ب