منذ تنصيبه منذ قرابة عام مديرا عاما لمؤسسة التلفزيون العمومي،عمل الإعلامي أحمد بن صبان على بعث نفس جديد وروحا إيجابية على الصعيدين المهني والإنساني في المؤسسة، ولم يلبث أن التف عمال التلفزيون حول ابن مؤسستهم الهادئ والوقور، كيف لا وهو منهم و أعلم بمطالبهم وأدرى بكفاءاتهم.تكلّل عهده بإطلاق باقة قنوات جديدة على رأسها قناة "الذاكرة" التي يعول عليها في صون الذاكرة الوطنية والوقوف في وجه محاولات طمس تاريخنا أو وتزويرِه وتشويهه.كما جاءت القناة الإخبارية التي تعتبر إنجازا مهما، خاصة في ظل الأحداث التي طبعتها جائحة كورونا،التي لم تثن بن صبان وعائلته الكبيرة من إحراز خطوات متقدمة في الفضاء الإعلامي الوطني، فيما لا تزال التحديات كثيرة لتحسين الأداء المهني، لنقل بث هذه القنوات قريبا من تقنية البث SD إلى تقنية البث العالي الجودة HD و ذلك فور الانتهاء من الاجراءات الإدارية والتقنية اللازمة لهذه المرحلة. حاورته/سامية حميش وفي هذا اللقاء الذي جمع مجلة "الحوار"بالمدير العام للتلفزيون الجزائري أحمد بن صبان في مكتبه بالطابق الخامس وفي عز أزمة كورونا، كان لنا معه هذا الحديث المستفيض عن تطلعات جمهور متابعي الفريق الوطني لمشاهدة مباريات الخضر، خصوصا كأس إفريقيا وتصفيات المونديال، وعن آفاق هذه المؤسسة العريقة في 2021، و مفاجآت رمضان وغيرها،..طالعوها معنا في هذا الحوار. * مرّ قرابة عام على تعيينكم مديرا عاما للتلفزيون الجزائري، كيف تقيمون هذه الفترة التي طبعتها أزمة كورونا؟ أهم ما حدث معنا بعد قرابة سنة، هو إعادة رفع معنويات عمال التلفزيون، فمن المعروف أن الاتحاد يكون في الأزمات، اليوم أصبحنا نشعر أن التلفزيون صار يعمل كمؤسسة واحدة، لأننا من زمان لم نكن كذلك، بل كانت العقلية السائدة، أن كل قناة هي منظومة لوحدها، وكل قسم يعمل على حدا، اليوم تغير الوضع بعد أن كسرنا القاعدة و هذا بشهادة الكل، حيث شرعنا في سياستنا الجديدة مع بداية جائحة كورونا، وهذا من خلال الأيام المفتوحة التي كان يعدها ويقدمها التلفزيون، حيث أشركنا مقدمين وصحفيين وتقنيين من جميع الأقسام والمديريات وألغينا الجدارات المبنية، والهدف من كل هذا هو ترسيخ سياسة العمل كفريق، وكان لذلك صدى إيجابيا ولله الحمد، فقد تعرف العمال على بعضهم كما اكتشفوا قدرات بعضهم. ونجحنا في ذلك لأننا أدركنا أننا نحب التلفزيون الوطني كثيرا، وأن حياتنا هي داخل هذه المؤسسة، ولعل هذا ما جعل مني أكثر مدير عام في تاريخ التلفزيون تعرض لحملة تشويه بشكل غير مسبوق، ويعود ذلك في اعتقادي لسببين، الأول غير شخصي تماما و يدخل ضمن منظومة ضرب استقرار مؤسسات دولة، والتي لم تستثن أي مؤسسة. أما السبب الثاني فكما يقول المثل أن "مغني الحي لا يطرب" أي لأنني ابن التلفزيون و لست ذلك المدير العام الذي يسكن في الطابق الخامس، فأنا أعرف كل عمال المؤسسة واحدا واحدا، لكن الشيء الجميل الذي حدث و يدفعني إلى الأمام هو الالتفاف الذي حدث من العمال حول مؤسستهم، لقد تمكنا من إرساء منظومة علاقات عمل، وحتى وإن جاء مسؤولا آخر لن يكسرها. هذا فيما يتعلق بعلاقات العمل، أما من الناحية المهنية، فنحن فخورين جدا بإطلاق القناة الإخبارية، إذ من غير المعقول أن يمتلك التلفزيون الجزائري أربع أو خمس قنوات دون أن تكون بينها قناة إخبارية تنقل الخبر في حينه وتتواجد في كل مكان. والحمد لله مع الإمكانيات المتاحة تمكننا من تحويل القناة الثالثة إلى قناة إخبارية وهذا إنجاز مهم. وسنبث نشرات الأخبار الموجزة على رأس كل ساعة ككل القنوات. بعد أن كنا تركنا هذا الجانب للقطاع الخاص الذي يمتلك من التسهيلات الإدارية ما لا يملكه القطاع العام، حيث يعمل التلفزيون الجزائري ضمن منظومة مهنية صارمة، كما تكللت مجموعة القنوات أيضا بقناة المعرفة التعليمية بقرار من مجلس الوزراء، فمن المعروف أن كورونا أجبرت أبنائنا على المكوث بالبيت، فكان لا بد من إطلاق هذه القناة التي استفاد منها التلاميذ كثيرا، خاصة وأن وزارة التربية جندت خيرة الأساتذة لإنجاحها،وهناك اتفاقية أيضا مع وزارة التعليم العالي من خلال المدرسة العليا للإعلام ومن خلال" الكراسك" مركز البحث في علوم الإنسان والأنثروبولوجيا بوهران، حيث نعمل سويا على الارتقاء بها من قناة تعليمية إلى قناة المعرفة، هذا ويبقى أكبر إنجاز هو قناة الذاكرة التي كان قد أمر السيد رئيس الجمهورية بإطلاقها و التي تعنى بالتاريخ. * لو تحدثنا عن قناة الذاكرة، كيف ستكون وهل هي جزء من كتابة التاريخ؟ قناة الذاكرة هي قناة تعنى بالتاريخ، ذلك أن التاريخ موجود، لكن الذي لا ذاكرة له قد يضيع منه التاريخ، تماما كالإنسان الذي يصاب بالزهايمر و ينسى تاريخه، أما نحن فتاريخنا كان دائما معنا وكل ما كنا بحاجة إليه هو إنعاش الذاكرة، لذلك تسمية القناة كانت عبقرية من طرف السيد رئيس الجمهورية، فحتى الشباب الفتي يعرف بأننا شعب عظيم وتجده فخورا بتاريخ بلاده حتى لو لم يكن يعرفه، والمطلوب منا الآن هو العمل على تحويل هذا الفخر إلى معرفة من خلال شبكة برامجية ثرية، وقد شرعنا في ذلك فعلا مباشرة بعد إطلاق القناة في الفاتح من نوفمبر، التاريخ الذي حدده الرئيس بمناسبة عيد الثورة، حيث كان علينا ضمان البث، الأمر الذي لم يكن سهلا في ظل الجائحة،وحتى بالنظر للظروف المالية، فقد جاء إطلاق القناة في نصف السنة المالية وبنفس الميزانية المعتادة،ونحن نعول على قانون المالية الجديد للأخذ بعين الحسبان القناتين المعرفة والذاكرة، خاصة أن هذه الأخيرة تحتاج إلى عمل كبير وإمكانيات مادية كبيرة لتصوير الوثائقيات، مع العلم أننا حاولنا أن نعود إلى التاريخ ببرامج تعود إلى ما قبل التاريخ ثم التاريخ الإسلامي فتاريخنا الوطني، ورغم أننا لا نزال في بداية البث، إلا أننا أطلقنا باقة برامجية قيمّة على غرار برنامج "لنتحدى التاريخ" وبرنامج مسابقات "اعرف تاريخك"،و "كتب للذاكرة"و"من جرائم الاستعمار".وبرنامج "كتاب استوقفني" مع الدكتور الهادي الحسني. * هل تم الاستعانة بمؤرخين في قناة الذاكرة؟ قناة الذاكرة هي القناة الوحيدة حتى الآن التي لم يتم الاستعانة فيها بمؤرخين فقط، بل تم تنصيب مجلس علمي برئاسة السيد عبد المجيد شيخي مستشار رئيس الجمهورية مكلف بالذاكرة والمدير العام للأرشيف الوطني، ونحن كتلفزيون أطلقنا هذه القناة بعقلية البحث العلمي والأكاديمي، وأي برنامج يجب أن يتحصل على موافقة المجلس العلمي أولا،وحتى الإعداد تركناه للأساتذة بينما يكتفي الصحفي بالتقديم أو المشاركة في الإعداد.فكل البرامج التاريخية في قناة الذاكرة مبنية على التأطير المعرفي والعلمي من طرف أساتذة التاريخ بعد موافقة المجلس العلمي، الذي يملك سلطة التدخل وحتى إيقاف أي برنامج فيه انحراف. وأنا أعتقد أن البداية وإن كانت متواضعة، إلا أن القادم أحسن وأفضل، لكن صراحة حتى الآن تعتبر قناة الذاكرة من أحسن القنوات، لأننا بدأنا البث مباشرة بنظام ال HD. كما استعنا فيها بأحسن الإعلاميين الذين تجندوا لها باعتبارها قناة غير عادية،بل واجبا وطنيا استقطب خيرة كفاءات التلفزيون. كما تجدر الإشارة إلى أن القناة لقيت دعما كبيرا من طرف وزارة المجاهدين التي زودت القناة بباقة برامجية من خلال ما أنجزه مركز البحث التابع للوزارة وكذا وزارة الدفاع الوطني ووزارة الثقافة التي دعمت القناة بمجموعة من الأفلام التاريخية ووزارة الخارجية التي سهلت لنا التواصل مع مختلف السفارات التي تمتلك أرشيفا عن تاريخنا الوطني. * باعتباركم ابن المؤسسة عملت كصحفي بالتلفزيون، ثم كمدير لمحطة وهران الجهوية، ثم مديرا للإنتاج، هل ساعدك ذلك في تحديد ورشات الإصلاح التي يتعين القيام بها لجعل التلفزيون العمومي يواكب التحديات المطروحة في عالم السمعي البصري؟ أكيد أنا أعتبر ابن التلفزيون دخلته منذ كنت طالبا، وبالنسبة لورشات الإصلاح فهي بالأساس مبنية على تمويل الدولة لأننا لسنا قناة خاصة، وأقولها بألم نحن من التلفزيونات القليلة التي مازالت تبث بنظام ال SD . كل التلفزيونات حتى في أفريقيا تبث على نظام ال HD ، وبعض القنوات اليوم وصلت إلى ال4Q. الآن حتى نبث على ال HDيجب أن تكون الصورة على نفس النظام والكاميرا أيضا، والمونتاج والتجميع و غيرها من المراحل إلى أن تصل إلى المشاهد بنظام ال HD. وهذا غير متاح حاليا. نحن عتادنا موزع،ما بين المتحرك HD والثابت SD . مشكلتنا اليوم أننا نلوم التلفزيون بسبب مقارنات المشاهدين بيننا وبين قنوات أخرى، لكنهم ينسون أننا مجمع وإمكانياتنا موزعة، ولسنا قناة واحدة، لذا فمثل هذه المقارنة مجحفة و غير عادلة. وتطويرنا للتلفزيون مرتبط بميزانية الدولة ولا يتوقف على المدير العام. بل ويتطلب دراسة لجان وزارية متخصصة، والحقيقة أننا في تأخر كبير، لذلك أنا من المطالبين بإعادة النظر في كيفية تسيير التلفزيون، قد يكون بإعطاء صلاحيات أكبر لمجلس الإدارة، لأنني هذه المرة أعلنت عن قرب التحول إلى نظام ال HD بفضل تدخل شخصي من رئيس الجمهورية الذي أتقدم له بشكري الخالص.حيث قام بسابقة في تاريخ الجزائر باستقباله لوزيري المالية والاتصال ومدير التلفزيون، وأخذ قرارات وتحركت الآلة بتعاون الوزيرين وتم إعطاءنا المبلغ المطلوب للتحول إلى نظام ال HD.مازالت هناك مسألة إجراءات فقط لنتحول إلى نظام ال. HD أذكر هنا أننا عرضنا مؤخرا مباراة كرة القدم بنظام ال HD مباشرة من الحافلة، وأستغل الفرصة لأحيي زملاءنا التقنيين على مستوى التلفزيون ومؤسسة البث الإذاعي والتلفزي الذين بذلوا جهودا معتبرة، وحقيقة عندنا كفاءات. يبقى أن التلفزيون شكل ومضمون، التقنية تساعدنا على حل مشكلة الشكل إذا رافقناها بديكورات راقية، يبقى أمامنا أهم تحدي ألا وهو تحدي المضمون، وهذا ما نشتغل عليه،خاصة على مستوى القناة الإخبارية كي نعود بها من قناة حكومية إلى قناة عمومية. وقد أجرينا عديد الدراسات المقارنة بين ما هو موجود عندنا وعديد القنوات العربية والأجنبية من خلال المعالجة الإخبارية لنشرات الثامنة، و سنرفع توصيات مركز بحث التلفزيون الجزائري والذي يشرف عليه مجموعة من الدكاترة الزملاء بالمؤسسة إلى وزارة الاتصال كي نصل إلى الصيغة المثلى للتعامل مع الخبر الرسمي دون أن يكون ذلك على حساب وحصة المواطن في نشرات الأخبار. * كنت على رأس مديرية الإنتاج بالتلفزيون، كيف تقيم أداء هذه المصلحة التي تمثل عصب الرسالة والمحتوى الإعلامي بالمؤسسة؟ مديرية الإنتاج هي العصب وهي كل شيء، لقد تمكنا بفضلها من إطلاق هذه القنوات والضغط كله واقع عليها، فكل برنامج هو مؤسسة في حد ذاته، لذا تقييمي لمديرية الإنتاج أنها عمود حقيقي للمؤسسة بإطاراتها وكفاءاتها، و قد أعدت لهذه المديرية صلاحياتها كاملة فمن الضروري أن يكون للتلفزيون شركاء ومن الضروري أيضا أن نتعامل مع منتجين خارجيين، لذا عملت على أن يكون التعامل مدروسا لأن الذي حدث في مرحلة معينة أننا جعلنا من عاملنا كسولا ومتألما وهو يرى أن كل المشاريع تذهب للخواص، لماذا؟ لأننا حينما نذهب للخاص نتجاوز بعض الاجراءات الإدارية المعيقة ولذلك أنا أناضل من أجل تخفيف الاجراءات الإدارية، ومن أجل تشجيع الإنتاج الداخلي وأعمل على أن تنتج كل البرامج داخل التلفزيون من ديكور وغيره، ولا نعتمد كما في السابق على المناولة، ماعدا فيما يتعلق بالدراما وبعض الأعمال. * أين تصنفون أنفسكم بين هذا الكم من القنوات اليوم؟ نحن رقم واحد، وأنا لا أقبل إلا أن أكون في الصدارة ، الكل يعرف أن في بلدنا من الصعب بل ومن المستحيل قياس نسب المشاهدة،لأننا لا نملك "الموشار" المرتبط بأجهزة التلفزيون و الذي يعطينا العدد الحقيقي والدقيق للمشاهدين، بينما هذه الوكالات التي تسوق لبعض القنوات، إما أنها شريكة لها أو تربطها معها علاقة مصلحة وإشهار. وأنا شخصيا ليس لدي أي استعداد أن أدفع حتى يقال أننا أفضل وأبهى قناة،مع العلم أننا حاليا لدينا مقياسا آخر نعرفه كلنا ألا وهو الفايسبوك، نحن لم يتبقى لنا اليوم سوى 100 ألف مشترك لنصل إلى 3 مليون بدون داعم" booster" وصلنا إلى 10 آلاف مشترك يوميا، بفضل برامجنا، صار لدينا اليوم معيارا لمعرفة وتقييم أنفسنا، ونعرف أننا لسنا متأخرين، ولكل قناة من باقة قنواتنا مشاهديها، وإذا احتسبنا متابعينا كمجموعة قنوات نجد أنفسنا رقم واحد، وأينما توزع المشاهد فهو عندنا كما قال قيل" أمطري حيث شئت، فإن خراجك لي ". وعلى الانستغرام تجاوزنا ال200ألف مشاهد وعلى تويتر أيضا نعتبر متقدمين،.. لسنا أحسن قناة في العالم لكن على المستوى الداخلي نحن رقم واحد و واحدة من أهم القنوات على مستوى الوطن العربي. نحن اليوم في زمن كل واحد من الجمهور لديه باقة برامجية خاصة يتابعها، بحيث نجد في كل قناة برنامجين أو ثلاثة تستقطب المشاهدين ولا وجود لمشاهد في العالم يبقى مسمّرا أمام قناة واحدة ولا وجود لقناة تستقطب المشاهدين طيلة الوقت. هذا من جهة ومن جهة أخرى نحن لا نتسرع ولا نجري وراء السبق، بل وراء المعلومة ، أنا أقبل أن أتأخر في إعطاء المعلومة الصحيحة،ولا أن أتسرع وأقع في خطأ مهني، لأن ثقل الخطأ المهني بالنسبة لنا قاتل، بينما تستطيع القنوات الأخرى أن تتراجع بسهولة. * يواجه التلفزيون العمومي والخاص تحديات كبيرة في نقل المعلومة خصوصا في ظل منافسة وسائل الاتصال الاجتماعي فايسبوك، انستغرام وتويتر، كيف تنظر إلى هذه المنافسة؟ منذ تعييني على رأس المؤسسة أعطيت أهمية كبيرة لوسائل التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني، الذي أخذ مكانة ضمن المشهد العام، وأصبحنا في فترة قصيرة مصدرا من مصادر المعلومة الموثوقة، ولم نعد في زمن الصفحات المروجة للقنوات، بل كل موقع إلكتروني هو قناة بحد ذاته، ولا يمكن أن نتأخر عن هذا الركب، وسنطلق قريبا موقعنا باللغة الإنجليزية. * سجل تراجع في الإنتاج الوطني من أفلام ومسلسلات في الآونة الأخيرة، هل يعود ذلك إلى ضعف موارد المؤسسة أم إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج؟ الإنتاج عموما مرتبط بأكثر من مؤسسة فيه ما تنتجه وزارة الثقافة وما ينتجه التلفزيون، والإنتاج التلفزيوني مرتبط بإمكانيات كبيرة ولا يستطيع التلفزيون حمل عبئ الإنتاج الوطني على عاتقه، وعلى المؤسسات الأخرى أن تساهم وعلينا أن ندرك أهمية دعم الإنتاج الثقافي والفني والسينمائي، اليوم تركيا حولت أنظار العالم إليها وزادت من تعداد الزائرين لها، وحققت أرقاما وأرباحا كبيرة بفضل دعمها للدراما والسينما، وبالتالي يجب أن ننتبه بأن العمل الفني هو أداة من أدوات خدمة البلد والترويج له وليس مسألة ترفيهية بسيطة. ومع ذلك، فقد عرضنا خلال شهر رمضان المنصرم ورغم الجائحة المسلسل التلفزيوني الكوميدي طيموشة الذي أخرجه يحي مزاحم وكان رقم واحد خلال رمضان المنصرم. * تتطلع الجماهير الغفيرة من متابعي الفريق الوطني إلى التلفزيون العمومي لمشاهدة مباريات الخضر، خصوصا كأس إفريقيا وتصفيات المونديال، ماذا عن حقوق البث؟ وهل من أخبار مفرحة للأنصار؟ طبعا هناك أخبار مفرحة للأنصار،نحن نعمل على نقل هذه المباريات للمشاهدين وبجودة عالية، الأنصار وكل الجمهور سيشاهد المباريات التي تلعبها الجزائر في تصفيات "الكان" حتى ينتهي عقد الكاف مع مالك الحقوق، يضاف إليها المباريات التي يشارك فيها الفريق الوطني خارج الجزائر فيما يتعلق بتصفيات المونديال. فمن غير المعقول أن نحرم الجمهور الجزائري من مشاهدة فريقه، الجزائر كلها صارت تنتظر جمال بلماضي وفريقه،سنبدأ المفاوضات وسنناضل من أجل تلبية رغبة جمهور كرة القدم العريض. لكن على الأقل المطلوب من جامعة الدول العربية واتحاد إذاعات الدول العربية أن تحذو حذو الأوروبيين والأفارقة، على الأقل علينا استثناء فرقنا الوطنية والتفاوض على باقي المباريات، يمكننا التفاوض على أي مقابلة، لكن الفريق الوطني غير قابل لا للبيع ولا للشراء, لأنه يدخل ضمن الخدمة العمومية وواجبنا اتجاه جمهورنا وفريقنا الوطني. الآن هناك من يمتلك حقوق بث مباريات كأس أفريقيا إلى غاية 2026, بعدما باعها إياه عيسى حياتو بطريقة غير شرعية، وكانت سببا في تنحيته،والمعروف أيضا ان مالك الحقوق باع لقناة عربية الحقوق، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمتلك الحقوق في مباريات الكاف إلى غاية 2026، ومستحيل أن يحدث العكس إلا إذا صدر قرارا قانونيا من الاتحاد الافريقي وهذا أمر مستبعد. يعني بالنسبة لكأس أمم إفريقيا الأمر محسوم. أما بالنسبة لتصفيات كأس العالم فقد أخذتها الفيفا بسبب كثرة الشكاوي، وهي التي ستقوم بالتفاوض مباشرة مع الدول المعنية، وفيما يتعلق بنا ستتفاوض مع التلفزيون الجزائري. * هل أنتم من المطالبين من الهيئات الدولية برفع الاحتكار والحصرية بخصوص حقوق نقل المباريات الدولية كون كرة القدم لعبة شعبية جماهيرية؟ كما يقال أن كل الدول تحتاج اليوم إلى رئيس،علم، جيش وفريق كرة قدم. وهذه سوق كبيرة، التفاوض فيها هو أساس اللعبة، إلا ما يتعلق بالفريق الوطني نعتبر التفاوض مرفوض. * هل يواجه التلفزيون منافسة قوية من القنوات الخاصة؟ التلفزيون الجزائري عالم آخر، هو الأم والقاطرة التي تقود وترافق القنوات الخاصة مرافقة جيدة، فكل منظومة في العالم بحاجة إلى ما هو عمومي وما هو خاص، الجزائر قارة ثقافية وهي بحاجة إلى أكثر من عين واحدة لنشاهد جمالها وإلى أكثر من صوت حتى نسمع صوتها، نحن مع وجود منظومة إعلامية خاصة، لكن لا يستطيع الخاص أن يكون منافسا للتلفزيون الجزائري، بالعكس نحن نفرح حينما نرى أن بعض القنوات أصبحت تشتغل مثلنا،هذا لا يضرنا،لكن ما يضرنا هو اللامهنية كسرقة صورنا بطريقة غير مشروعة، مع أنهم لو طلبوا منا لأعطيناهم لأننا بحاجة إلى إيصال خطابنا السياسي، وهذا يسعدنا، أما الذي لا يسعدنا فهو اللامهنية والتورط في قضايا فتنة داخل الوطن. لكن مع هذا يسهر السيد وزير الاتصال على تنفيذ تعليمات السيد رئيس الجمهورية بفتح المجال للقنوات الخاصة لتبث عن طريق " الألكومسات"القمر الجزائري,يعني الحمد لله الدولة الجزائرية تركت القنوات الخاصة لتعمل لأن هذه الأخيرة فرضت نفسها وصارت بمثابة مدارس، ولأن الجزائر كانت بحاجة إلى منظومة إعلامية خاصة،ونحن فخورين بزملائنا طالما كان الخط الافتتاحي هو الجزائر، الأمر لا يزعجنا. فنحن تاريخ الإعلام الجزائري قدمنا الشهداء خلال العشرية السوداء وغطينا الحروب، كنا السباقين في تغطية حرب الخليج قبل التلفزيونات العربية. حتى في الجائحة فقدنا ثلاث زملاء رحمة الله عليهم .التلفزيون الجزائري قلعة من قلاع السيادة الوطنية و نحن أكبر من المنافسة. هل تحضرون لمفاجآت برامجية لرمضان المقبل؟ عندنا مسلسل ينتج داخليا بعنوان "النفق" لكن إنجازه مرتبط بظروف الوباء، لن نجازف بفنانينا يكفينا من فقدناهم.وأعمال أخرى سنكشف عنها في حينها. * وما هي آفاق التلفزيون الجزائري لسنة 2021؟ الآفاق بالنسبة لدينا في التلفزيون الجزائري هي آفاق تقنية وآفاق جمالية وآفاق محتوى أيضا، آفاق المحتوى بدأنا نشتغل عليها، الآفاق التقنية أن نصل إلى مسار بث ال HD . مشروع تغيير الديكورات بدأ يتغير ولعلكم لاحظتم ذلك، كما سجلنا تقدما كبيرا على مستوى الأخبار و البرامج الفنية والثقافية، ويبقى أكبر مشروع هو بناء دار للتلفزيون وهو مشروع تحت طلب و رعاية وتكفل و متابعة رئيس الجمهورية شخصيا. فمن المحزن أن لا تكون لدينا دارا للتلفزيون تجمع كل القنوات ومزودة بأحدث الاستوديوهات. بعد كل هذه السنوات و البحبوحة المالية التي مرت على الجزائر، دار التلفزيون مشروع وطني هي مشروع الدولة الجزائرية.