لم ينتظر سكان حي 17 أكتوبر 1961 ببلدية جسر قسنطينة كثيرا للخروج بقوة للإدلاء بأصواتهم، فلم تمر دقائق عن إعلان جرس ابتدائية حجام الشريف الساعة الثامنة صباحا حتى اكتظت ساحة المدرسة ''المركز الانتخابي'' بالمواطنين الراغبين في الانتخاب صباحا قبل أن ينشغلوا بقضاء حاجاتهم المنزلية وغيرها من الشؤون. لجأوا للتصويت رفقة صغارهم.. أولياء فضلوا تلقين درس المواطنة لأطفالهم أكثر ما شد انتباهنا ساعات بعد انطلاق العملية الانتخابية هو تفضيل بعض المواطنين اصطحاب أبنائهم الصغار إلى المراكز الانتخابية للإدلاء بأصواتهم، هذا الاختيار لم ينتج لدى البعض من العدم بل أكد بعض من التقتهم ''الحوار'' أنهم اصطحبوا صغارهم رفقتهم إلى غاية داخل الغرف الانفرادية للتصويت لغاية مستهدفة هي تلقين الأطفال معنى الواجب الانتخابي، وتعليمهم أهمية احترام المبادئ السياسية للبلاد، فسمير البالغ من العمر 8 سنوات الذي كان يحمل معه رفقة والده (عبد القادر. ج ) راية الجزائر في منظر أثار انتباه الجميع، في حدود الساعة الحادية عشر والنصف بالقرب من المركز الانتخابي الكائن بحي 1 ديسمبر بجسر قسنطينةبالجزائر العاصمة، أكد أنه يتنقل ولأول مرة رفقة والده إلى مثل هذا المكان، الذي لم يعرف كيف يسميه، ففضل والده مقاطعته ليؤكد له أنه مكتب اقتراعي موجه للانتخاب، انتخاب حاكم البلاد، ''الجزائر''، سمير ابتسم لطريقة تحدث والده معه، مبديا إعجابا كبيرا بمصطلح ''انتخاب''. تهيئة الأرصفة، إخلاء المواقع من الكلوندستان والباعة عائلة بأكملها تبحث عن أسمائها على قائمة التسجيل.. ناخبو الدقائق الأخيرة يقترعون ببطاقة الهوية اقتنعت في آخر لحظة بضرورة الخروج للانتخاب، هي عائلة من حي 520 مسكن بجسر قسنطينة مكونة من الوالدين و3 شقيقات وشقيق وزوجته أكدوا لنا أنهم لم يفكروا في الانتخاب إلا عند الساعات الأخيرة قبيل إغلاق المكتب الانتخابي لأبوابه، فتنقلت السيدات لمركز النساء، أما الوالد وابنه فتقدما أمامنا إلى مكتب الرجال، حيث استقبلهم رئيس المكتب الذي دعاهم إلى الانتخاب باستعمال بطاقة الهوية بعدما تأكد من أن أسماءهم مسجلة على قائمة الهيئة الناخبة، خصوصا بعدما برر الوالد له سبب عدم حوزته على بطاقته الانتخابية، وقد أوضح لهم رئيس المكتب أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية كانت قد دعت أول أمس الناخبين الذين لا يحوزون على بطاقة الناخب بسبب الضياع أو الإتلاف إلى ممارسة حقهم الانتخابي بتقديم بطاقة إثبات الهوية (بطاقة التعريف الوطنية أو جواز السفر أو رخصة السياقة) شريطة أن يكونوا مسجلين في القائمة الانتخابية لبلدية إقامتهم، ويكفيهم التوجه إلى مقر بلديتهم للحصول على جميع المعلومات التي تسمح لهم بمعرفة مركز التصويت ومكتب التصويت لتمكينهم من أداء واجبهم الانتخابي''.