تعاني المتاحف الوطنية الموجودة في أنحاء العاصمة ضغوطا مالية رهيبة بسبب عجز ميزانيتها عن تلبية متطلبات تسييرها واعتمادها بالدرجة الأولى على إعانات الدولة، في الوقت الذي يفترض أن تبدأ في تطبيق آلية تعينها في تأمين مصاريفها بالاعتماد على إمكانياتها الخاصة في تسيير شؤونها ،موازاة مع دخول الجزائر اقتصادالسوق حسب ما تقتضيه قوانين هذا الخيار السياسي الذي اعتمدته بلادنا. متحف الباردو يشكو الضغوط المالية المتحف الوطني الباردو عينة من المتاحف الجزائرية التي تتخبط في دوامة العجز، بينما يعتمد مسؤولوه على الأغلفة المالية التي تضخها وزارة الثقافة وهي أغلفة، قالت بشانها مديرة المتحف عائشة باكلي، ضئيلة لا تكفي لتغطية النقائص التي يشكو منها المتحف في مقدمتها مشكل تسرب المياه من السطح مما يشكل خطرا على التحف الموجودة بداخله، فضلا عن عدم توفر الوسائل اللازمة التي تسمح بالحفاظ على بقاء التحفة لمدة طويلة بما في ذلك آلات قياس الرطوبة. ونظرا للوضعية السيئة التي تعاني منها هذه المتاحف التي باتت مادة للصدأ والتشققات التي تظهر على مستوى أسقف البناية وجدران الغرف الموزعة بداخلها بهذا الخصوص، أوضحت مديرة متحف الباردو عائشة باكلي أن أشغال الترميم داخل مبنى الباردو التي انطلقت مند سنة 2005، تم تجهيز قسم منها شمل مختلف قاعات العرض المتواجدة بالباردو في مقدمتها قاعة معرض الحلي الجزائرية عبر التاريخ وهي الأكثر تضررا في المتحف حسب المتحدثة، اما أشغال ترميم القسم الثاني فمست حسب باكلي ساحة الرخام والقاعات التي تحيط بها، في انتظار أن تستكمل بقية الأشغال الترميمية بهذا المبنى خلال هذه السنة بعد أن كان مقرر إنهاؤها نهاية السنة الماضية ، والتي ستشمل قاعات عرض الأدوات الأثرية.. غير أن المتحف استطاع التغلب على بعض هذه المشاكل بفضل الإعانة المالية التي تحصل عليها مؤخرا من طرف وزارة الثقافة التي تخصص سنويا مبلغا قيمته 10 مليون دينار لكل متحف، في اطار حملة الترميم التي اطلقتها على مستوى مختلف متاحف العاصمة ولاسيما أن احياء شهر التراث هذه السنة الذي يصادف تاريخ 18 افريل الى 18 ماي، جاء تحت شعار ''تراث وتامين''، مناسبة ارادت من خلالها وزيرة الثقافة خليدة تومي اعادة الاعتبار الى التراث الوطني لتامينه والحفاظ عليه. واكدت باكلي ان هيأتها تسعى جاهدة للبحث عن حلول ناجحة تخرج المتحف من الازمة المالية التي يتخبط فيها، علما ان موظفي متحف الباردو سبق لهم التطوع من خلال تقديم مساعدات شخصية تتمثل في عرض منتوجات المتحف من دليل وكتب تعرف بهذا المعلم التاريخي للبيع، فضلا عن إبرام مديرة المتحف باكلي عقود شراكة مع بعض الشركات الممولة كشركة سونلغاز التي تعاونت معها لطبع كتاب عن هذا المعلم التاريخي. وعلى الرغم من ان الدول الغربية لا تعتمد على إعانات الدولة في الحفاظ على معالمها الأثرية، إلا أن الجزائر -تقول باكلي- لا يمكن مقارنتها بالدول الغربية، على اعتبار ان شعوب هذه الدول تدرك قيمة المعالم الاثرية حيث يبلغ عدد زوارها اكثر من 3 ملايين زائر في الشهر، الامر الذي ينعكس عليها بالايجاب، في حين لا يتعدى عدد زوار متحف الباردو 16 الف زائر سنويا وهو ما يؤكد -حسب المتحدثة- ان المواطن الجزائري ليس متعطشا للفن وليست لديه ثقافة التردد على المتاحف.