بين أمس أستاذ علم الاجتماع ناصر جابي أن الجزائر تعاني اليوم أزمة حركة طلابية، بعد أن حادت هذه التنظيمات الممثلة لهذه الحركة عن طريقها بفعل ضغوطات سياسية واجتماعية وجامعية . وحرص جابي خلال محاضرة ألقاها أمس بمنتدى المجاهد بالعاصمة على التأكيد أن الحركة الطلابية الجزائرية تعيش اليوم أزمة حقيقية بعد أن خارت قواها وصارت تضعف يوما بعد يوم، رغم أن الطلبة قد ازدادوا من الناحية الكمية فقد تعدى عددهم المليون طالب . وينتظر أن يصل إلى ضعف ذلك خلال السنوات القادمة،مضيفا أن الضعف الذي تعيشه الحركة الطلابية هو الذي لم يمكنها من تنتج نخبا باستطاعتها أن تأخذ مكانة هامة في هياكل الدولة ،ومذكرا بان الحركة الطلابية خلال الثورة، وبعد الاستقلال قد استطاعت أن تحقق ذلك وكان الطلبة يمثلون النخبة بأتم معنى الكلمة. وأرجع أستاذ علم الاجتماع تقهقر الحركة الطلابية الجزائرية في زمن التعددية إلى عدم استطاعة التنظيمات التي تدعي أنها تمثل هذه الحركة الحصول على استقلاليتها سواء من الدولة أو من الأحزاب، وأن ضعفها هو نتيجة لضعف الأحزاب السياسية الجزائرية التي تضع الاهتمام بالطلبة ضمن آخر انشغالاتها، مضيفا أن هذا الضعف مرده عدم امتلاك التنظيمات الطلابية لإيدولوجيا وعقائد فكرية واضحة، والى الأزمة التي تعاني منها الجامعة سواء على مستوى التسيير أو التعليم والعلاقة الموجودة بين مختلف مكوناتها ، إضافة إلى أن ضعف الحركة الطلابية سببه نظرة المجتمع إلى طالب العلم والتي تغيرت بشكل كبير. ولفت جابي الانتباه إلى أن هذا الوضع الذي تعيشه الحركة الوطنية قد جعل التنظيمات الطلابية خلال السنوات الأخيرة رهينة مجموعة صغيرة تحاول استغلال الحركة الطلابية من اجل صراعات لا تهم الجامعة والطالب مطلقا. ومن جانبه ، دعا السفير الجزائري السابق بالإمارات رابح مشحود الطلبة إلى التمسك بنضالهم وبقضاياهم والى عدم الخضوع لجميع الضغوط التي يتعرضون لها، مستعرضا في ذلك ما واجهته الحركة الطلابية خلال الثورة التحريرية ،ومشيرا إلى أن الحركة الطلابية لجامع الزيتونة كانت في ريادة الكفاح المسلح ،كون أن أول شهيد في الثورة هو الطالب قاسم زيتوني الذي كان بدرس هناك بتونس .