أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة الترحير الوطني، والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، أمس السبت أن موقف حزبه من دعم تعديل أوسع للدستور ليس بالشيء الجديد، مشيرا إلى رغبة رئيس الجمهورية في تعديل معمق يشمل عمل كل المؤسسات ويحدد صلاحياتها أو يوسعها، من جانب آخر أكد الرجل الأول في ''الجبهة'' أنه منضبط مع قرارات المؤتمر الذي يبقى الوحيد المخول بتجديد الثقة فيه لعهدة أخرى من عدمها، كما علق الرجل على زيارة بوتفليقة لمصر على أنها تدخل ضمن مساعي الاستشارة التي فرضتها القضايا الدولية والإقليمية الأخيرة، لاسيما خطاب أوباما للعالمين العربي والإسلامي والتهديدات الإسرائيلية. وكان بلخادم قد تطرق للعديد المواضيع في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد انتهاء أشغال الجامعة الصيفية لحزبه، الذي انعقدت في تيبازة هذا العام، حيث سئل إن كانت لديه الرغبة في البقاء كأمين عام للحزب لمرحلة أخرى بعد المؤتمر التاسع، حيث رد أن ذلك يبقى قضية تخص المناضلين في الآفلان لوحدهم، موضحا أنه يعتز بذلك حتى في الحالة التي تقتضي العودة إلى صفوف القواعد كمناضل بسيط. من جانب آخر أكد المتحدث حرص الآفلان للعمل من اجل كسب أكثر المقاعد في مجلس الأمة بمناسبة التجديد النصفي للمجلس، مشيرا إلى أن كل تشكيلة سياسية تعمل من أجل تعزيز وزنها في المجالس المنتخبة. وحول وضعية الحزب، أكد بلخادم أنه بخير، وأن كل التفاعلات فيه تدل على أنه بصحة جيدة، ولا خوف عليه من القضايا المطروحة، مشيرا إلى أنها ظاهرة صحية، وأشار أيضا أنه حتى الخلافات الموجودة تبقى في مجملها تنظيمية ولا تمس أبدا بالمرجعية الفكرية. وأعاد بلخادم القول أنه مع العودة إلى التسميات القديمة للهيئات القيادية للحزب، لكنه أكد أن ذلك متعلق بقرار المؤتمر التاسع، الذي سيحدد ذلك في مطلع العام القادم. وفيما يخص الوضع في داخل اتحاد الشبيبة الجزائرية، سئل بلخادم حول ما يجري هناك، فرد بالقول نحن نود أن تحل مشاكل هذا التنظيم المرتبط بجبهة التحرير، لكنه شدد على ضرورة وضع حد للسن، ففي الوقت الذي قال فيه أن اثنين من المتصارعين على التنظيم قد بلغا سن ال 64 55 سنة، وأفاد أنه يفضل أن يتم إجراء مؤتمر أو توسيع للمجلس الوطني من أجل ذلك. إلى ذلك قال بلخادم فيما يخص تصريحات لخضر بن سعيد، أن الآفلان ليس لديه مشكلة مع هذا الرجل، لأنه ابن شهيد لكن المشكلة-حسبه- أنه قال كلاما يمس بالآفلان ''فإذا كانت لديه وثائق فسيدان الحزب''، أما إذا كان لا يمتلكها فالعدالة ستأخذ مجراها" . على صعيد آخر ندد الرجل باغتيال الرعايا الأجانب في مالي، وقال أننا لا نريد من أحد أن يتدخل في شؤوننا ''وأننا مثلما نود أن يدافع الجيش الوطني الشعبي على سلامة أراضينا ولا نريد منه إن يتدخل في شؤون الغير، فإننا لا نريد من أحد أن يتدخل في شؤوننا " هذا ورفض بلخادم التعليق على ما يحدث في إيران، مشيرا إلى أن ذلك شأن داخلي، كما هون من تضخيم الحديث عن التعويضات الفرنسية لضحايا التجارب النووية معتبرا ''أن لا فائدة من وضع ضمادة على رجل خشبية". عبد العزيز بلخادم ل ''الحوار": "سننشئ مركزا للدراسات المستقبلية وسنقضي على الإرهاب وندعم المصالحة" أوضح عبد العزيز بلخادم الأمين العام للآفلان والممثل الشخصي للرئيس الجمهورية في رد على سؤال ل ''الحوار'' أن الدولة الجزائرية مصممة على الاستمرار في مد يد المصالحة للجناحين إلى السلم، والراغبين في العودة إلى جادة الصواب، لكنه شدد في المقابل على أن الدولة والشعب الجزائري لن يتساهل أبدا مع من يودون الاستمرار في الغي وقتل أبناء الشعب، منددا بما اقترفه هؤلاء مؤخرا في حق أفراد الدرك الوطني. على صعيد آخر رد بلخادم على سؤال أخر طرحته ''الحوار'' عليه والمتعلق بإنشاء مركز للدراسات الاستشرافية والمستقبلية، حيث أوضح أن المقترح موضوع في أجندة الحزب، وأنه سيرفع قريبا على أشغال المؤتمر التاسع للحزب. وكان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني قد عقد مؤتمرا صحفيا عقب نهاية أشغال الجامعة الصيفية، التي احتضنها مركب الأزرق الكبير بولاية تيبازة، رد فيها على العديد من الأسئلة المتعلقة بوضع الحزب العتيد، والكثير من القضايا الوطنية والدولية، حيث سألته ''الحوار'' حول قراءته الخاصة عن علاقة تمادي الجماعات الإرهابية بعملياتها الإجرامية وبين المطالبة بالعفو الشامل، حيث رد قائلا ''إن الشعب الجزائري بكل روافده يندد بما يرتكب في حق المواطنين وأفراد الجيش الوطني الشعبي، ومختلف أسلاك الأمن''، محييا إياهم على الذود على أمن الأمة والممتلكات والمؤسسات. وأضاف بلخادم ''إننا بادرنا بمحاولات لإخراج العناصر التي تود الاندماج في مجتمعها دون استعمال العنف، و أن باب المصالحة الوطنية لم يقفل بعد''، لكنه في نفس الوقت أكد بأننا لن نتساهل مع هذه الجرائم الشنيعة في حق شعبنا وأفراد جيشنا ووحداتنا الأمنية. وعاد بلخادم ورد على السؤال الثاني الذي طرحته عليه ''الحوار''، حول ما تعلق باستحداث مركز للدراسات المستقبلية والاستشراف على شاكلة ما تقوم به الدول والمؤسسات الحيوية في العالم، لرصد ودرء المخاطر واستشراف المستقبل، حيث أكد تبني الحزب لهذه الفكرة التي اعتبرها هامة، مشيرا أن ''الجبهة'' تتابع وتعطي الأهمية لدراسة كل القضايا واستشرافها سواء أكانت اقتصادية، سياسية، اجتماعية أو ثقافية أو غيرها، موضحا بأن الفكرة قد بدأ تجسيدها منذ إنشاء النادي الفكري للحزب على المستوى المركزي من اجل استنساخ خلايا التفكير على هذا المستوى إلى المستوى المحلي، ومفيدا أن هذا الأمر سيرفع لأشغال المؤتمر التاسع من أجل البحث في مجمل قضايا الأمة .