كشفت إحصائيات قدمتها جمعية محلية إيطالية تطلق على نفسها ''الفريق المتنقل'' استنادا إلى إحصائيات حكومية عن تورط 18 جزائريا في الاتجار بالمخدرات في إيطاليا من نوعية الحشيش والكوكايين، وأوضحت نفس المصادر أن الطلب على هذه المواد السامة عرف ارتفاعا ملحوظا حسب ما أكدته مصالح الأمن المحلية. ويوضح مدير ''الفريق المتنقل'' فرانسيسكو ميسينا أن الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام قد عرفت إلقاء القبض على 208 من تجار المخدرات في إيطاليا، حيث يشكل الأجانب ثلاثة أرباع الموقوفين. وأشارت نفس المراجع إلى أن معظم المتاجرين بالمخدرات من الأفارقة، وجميعهم من المهاجرين غير الشرعيين الذي يصدر في حقهم قرار الطرد، خاصة القادمين من شمال إفريقيا، حيث تم إحصاء 163 أجنبي في تجارة الحشيش والكوكايين من بين مجموع المعتقلين خلال نفس الفترة والمقدر عددهم ب 208 متورط. ويتعلق الأمر بكل من المغرب الذي يحتل المرتبة الأولى ب 54 شخصا، وغامبيا (46)، وتونس، والجزائر (18)، وغينيا (14) ومصر (13)، إلى جانب 45 من الإيطاليين، ويتراوح معدل أعمارهم بين 19 و 25 سنة، وتصل كأقصى حد إلى 30 سنة، وباستثناءات قليلة تصل إلى 18 سنة. وتقول نفس المصادر إن أغلب كميات المخدرات المهربة تأتي من المغرب، حيث يتم بيع العقاقير بأسعار معقولة خاصة وأنها تتميز بجودة عالية يصل سعرها إلى 35 ألف أورو للكيلوغرام من الكوكايين النقي بنسبة 90 في المئة. ويقبع في السجون الإيطالية حوالي 40 سجينا ينحدرون من الجزائر، المغرب وتونس ومن جنسيات أخرى، وتعتبر ذات المصادر أن أكثر المساجين من الدول الغربية التي تدخل الأراضي الإيطالية تمثل نسبة 73 ٪ بما يمثل 1664 سجين، معظمهم من المغاربة والرومانيين، وتتمثل أهم التهم الموجهة إليهم في الجرائم المختلفة خاصة المتعلقة بتجارة المخدرات. وتمر الكميات الكبيرة التي ينتجها المغرب والمقدرة بحوالي 60 بالمائة من الإنتاج العالمي تمر من الجزائر عبر الحدود الغربية للوطن، حيث تستغل هذه الشبكات الحدود بين البلدين لتمرير هذه الكميات الكبيرة من المخدرات، وعلى رأسها القنب الهندي، ورغم أن الجزائر عمدت إلى وضع نظام مراقبة صارم يتمثل في كاميرات رقمية متطورة تكشف تحركات المهربين حتى في الليل، وضعت على طول الحدود الغربية إلى جانب تعزيز تواجد قوات الدرك الوطني والجمارك، إلا أن تلك العصابات لا تفتأ تجد الوسيلة لتمريرها عبر الحدود، خاصة وأن المغرب يغرق الجزائر بالمخدرات، حيث أنه في السنة المنصرمة تم حجز 38 طنا من المخدرات، 15 بالمائة منها جاءت من المغرب، حيث استخدمت تلك العصابات كل وسائل التهريب الممكنة لإدخالها، وتهريبها إلى البلدان الأخرى وعلى رأسها الدول الأوروبية حسب آخر تقديرات ديون الوطني للمخدرات.