"جنرالات المخدرات" في المغرب يستغلون الحدود المغلقة لتسميم الجزائريين ! * شملت مؤخرا تحقيقات أمنية جديدة بالمغرب، حول التهريب الدولي للمخدرات، 67 مشتبها فيه، بينهم 28 فردا في البحرية الملكية و15 في الدرك الملكي وكذا 14 آخر في القوات المغربية المساعدة، إضافة إلى 10 متورطين في ترويج المخدرات في المنطقة، وحسب مصادر متطابقة، فإن من بين هؤلاء المتهمين بإدارة شبكة دولية في تهريب والإتجار بالسموم البيضاء، ضابط برتبة رائد في البحرية، وضابطين ساميين في نفس الجهاز العسكري، وضابط في القوات المساعدة برتبة "كوندار". * وحسب ما تناقلته مصادر إعلامية من المغرب، فإن تحقيقات الفرقة الوطنية المغربية للشرطة القضائية حول ملف التهريب الدولي للمخدرات، مع بعض المتهمين، في أعقاب توقيف بارون المخدرات المدعو (م. ل) في مدينة الناظور، كشفت عن فضح أسماء جديدة مازالت "مستترة" ولم تصدر تعليمات بعد لإيقافهم ومباشرة التحقيق معهم. * ونقلت المعلومات المتوفرة، تورط عناصر من الحرس المدني الإسباني في فضائح تهريب المخدرات، حيث وردت أسماؤهم أيضا في التحقيق الأمني، وعمدت هذه الشبكة الدولية إلى نقل عشرات الأطنان من مادة "الشيرا"، على متن قوارب ذات سرعة عالية (غو فاست)، إنطلاقا من سواحل منطقة الناظور، خاصة قرية أركمان، وبوغافر وغوروكو، ورأس الماء، ودشر رانا. وحسب النتائج الأولية للتحريات، فإن هذه الشبكة الإجرامية كانت تعتمد على وسائل مالية ولوجيسيتكية وبشرية مهمة، في توفير وتعبئة ونقل المخدرات. * ومع تضرّر الجزائر من السموم البيضاء التي تهرّبها عصابات مغربية باتجاه الجزائر، في وقت كشفت فيه التحقيقات أن شبكات التهريب تنسّق مع جماعات إرهابية في إطار "صفقات" جمع الغنائم وتبييض الأموال، كانت آخر الحيل الماكرة التي اعتمدتها تلك الشبكات، تشغيل المتقاعدين من طرف الإسبان كسياح لنقل المخدرات من المغرب إلى الجزيرة الإيبيرية، واستعمال الفوانيس التقليدية كعبوات لتخزين الحشيش من طرف الإيطاليين. * ومن بين هذه الخطط الشيطانية التي ابتدعها المهرّبون للفرار من نقاط التفتيش، "تجنيد" المسنّين والنساء وحتى المعاقين لتسريب بضاعتهم إلى أوروبا، إذ تمكّنت مصالح الجمارك والأمن في الغرب، مؤخرا، من حجز 57 كلغ من مخدر "الشيرا" كان مدسوسا في ثلاثة كراسي متحركة، وجاء ضبط هذه الكمية خلال عملية أمنية مشتركة بالمركز الحدودي "باب سبتة"، إذ توصلوا على إثرها إلى توقيف أربعة أشخاص، إثنان منهم من ذوي الإحتياجات الخاصة (رجل وامرأة)، كانوا يحاولون تهريب المخدرات إلى مدينة سبتةالمحتلة بواسطة الكراسي المتحركة. * وفيما أكدت معطيات ميدانية وكذا عمليات توقيف عدد من تجار المخدرات، تبقى الحدود الغربية منفذا للعصابات المغربية لتهريب مخدراتها باتجاه الجزائر، رغم استمرار قرار غلق الحدود البرية، الذي تطالب المملكة المغربية بإعادة فتحها، علما أن التحريات وفضائح المخدرات أفقدت في وقت سابق المؤسسة العسكرية في المغرب، جنرالين إثنين، محمد بلبشير وحميدو لعنيكري، الذي جاءت إقالته من منصبه كمدير للأمن المغربي الوطني على خلفية ملف للمخدرات، حيث اعترف تاجر مخدرات يسمى "محمد خراز"، الملقب ب "الشريف بين الويدان"، بتواطئه مع مجموعة من رجال الأمن ضمنهم عبد العزيز إزو، مدير أمن القصور الملكية المغربية.