تبنت 7 طرق صوفية في مصر الدعوة إلى ضرورة تفعيل الحوار بين الأديان السماوية الثلاثة باعتبارها الطريق الأول لنشر السلام، لكنها اشترطت أن تكون بعيدا عن الرموز الدينية والسياسية، وعلى رأسها بابا الفاتيكان. وقال الشيخ علاء أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية عقب مشاركته في مؤتمر صوفي عالمي عن الحوار في واشنطن: ''إن الطرق الصوفية وافقت على أن تهتم بالحوار بين الأديان لكن بعد الاتفاق على عدم ربط هذا الحوار بأي شخصية أو رمز بعينه''. وأضاف أن المؤتمر الذي عقد تحت عنوان ''رسول الله رجل السلام'' في الفترة من 13 -18 مايو الماضي ونظمته الطريقة التيجانية التي تتخذ من أمريكا فرعا لها هو المؤتمر الثاني من نوعه، وشارك فيه 7 طرق صوفية هي ''الشبراوية، والحبيبية، والعزمية، والشرنوبية، والرحيمية القنائية، والتيجانية، والجازولية''، فضلا عن قساوسة وسياسيين أمريكيين. وأوضح الشيخ أبو العزايم أن هذه الطرق اتفقت على ثلاث قواعد منظمة للحوار بين الأديان هي: ''عدم تدخل الحوار في العقيدة، وتكثيف مؤتمرات للحوار بين أتباع الديانات الثلاث في أنحاء العالم، وابتعاد الحوار عن سلطة أي رمز ديني كبابا الفاتيكان أو سياسي كالرئيس الأمريكي''. وأشار إلى أن الصوفية ترى في الحوار عاملا مهما لتقوية العلاقات ونشر السلام، وهو طريق اتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين، ولكن لا يبتغي ربطه بشخصية بعينها أو بسلطة مسئول ديني أو سياسي بعينه، وهو ما اتفقت عليه الطرق الصوفية، بحد قوله. وحول سبب التوجه الجديد لعقد مؤتمر صوفي عالمي سنوي في أمريكا، قال أبو العزايم ''المؤتمر جاء في أمريكا للتأكيد على الدور الصوفي في نشر السلام في العالم، ومحاولة أن يكون للصوفية دور في حوار بين الأديان''. وكانت الطرق الصوفية قد تقدمت بأوراق عمل خلال المؤتمر حول كيفية نشر السلام كان من أهمها ورقة الشيخ عبد الخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية عن الحب الصوفي، وأثره في بناء المجتمعات بعيدا عن الإرهاب. كما تقدم الشيخ أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية بورقة عمل تحدثت عن تعريف العدو في الإسلام، وعدم اعتبار المخالف في العقيدة عدوا وإنما كل من يعتدي على المجتمع وعلى غيره عدوا. وأكدت ورقة العزمية أن العلاقة حسنة بين الأمة الإسلامية والنصارى، وعدم وجود اضطهاد لهم في المجتمعات الإسلامية، أما الطريقة التيجانية فتقدمت بورقة تحدثت عن أهمية التصوف في التعريف الصحيح بالدين، والذي أدى وفقا لهم إلى إسلام عدد كبير من المستشرقين الغربيين.