"الطرقيون العلويون " يكشفون عن أسرارهم ويؤكدون: "عبد الحميد ابن باديس" كان مشيدا للفكر العلاوي حطت صبيحة أمس بولاية قسنطينة قافلة "الأمل" لجمعية الشيخ العلوي لولاية مستغانم لإحياء الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الطريقة الصوفية العلاوية الدرقاوية الشاذلية التي أسسها الشيخ أحمد بن مصطفى العلوي سنة 1909 لنشر رسائل الأمل و الإخاء و الالتقاء بالمجتمع الرباني، القافلة حسب ممثل الجمعية سيدي ناصر موهوب تهدف إلى بعث رسالتها الإنسانية الروحية إلى كافة البشرية و زرع الأمل والمحبة والتعارف وإحياء التراث الثقافي الروحي والفكري، انطلقت رحلتها من ضريح سيدي عبد الرحمن الثعالبي بالعاصمة ابتداء من جانفي 2009 ، لتقطع مسافة تزيد عن 10 آلاف كيلومتر جابت على مدار 06 أشهر 70 مدينة لإلقاء ندوات فكرية ومحاضرات حول المواطنة والتصوف والتربية الروحية و صنع السلام بين الأمم، و المقارنة بين الطريقة العلاوية والطريقة القادرية المرتبطة بالأمير عبد القادر الجزائري الذي أخذ الفكر الصوفي على إبن عربي كبار الصوفيين العرب الأندلسيين والمتتلمذ على يد معلم صوفي معروف وهو خالد النقشبندي.. ويرجع تاريخ هذه الطريقة إلى سيدي أبي الحسن الشاذلي ومولاي العربي الدركاوي و هي سليلة متصلة بنسب الرسول صلى الله عليه و سلم، انتهجت منهجا تربويا سلوكيا أساسه المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية السنية و طريقة الإمام "الجنيد"، وهو إمام الطائفة المتصوفة عبر التاريخ، وتختلف الطريقة العلاوية عن الطرق الصوفية الأخرى في السلوك العام لمريديها وأتباعهم، مكنها من الانتشار عبر 48 دولة منها( فرنسا، جنوب أفريقيا، بلجيكا، اليابان، سويسرا، مصر، فلسطين وغزة وغيرها) هدفها نشر السلام و المحبة الروحية بين البشر مهما اختلفت أديانهم ومذاهبهم، بحيث لا تفرق بين ما هو سني ، شيعي ،كردي أو سلفي، وهي الخصال جمعها شيخها الحالي خالد عدلان بن تونس مفكر وناشط في ميدان حوار الحضارات.. وللشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي رسالة " الناصر معروف في الذب عن مجد التصوف" للبرهان على لزوم اقتناء التصوف الحقيقي لكل إنسان وموافقته للشريعة المحمدية والتفريق بين المتصوفين الحقيقيين والمتطفلين وأصحاب الموائد و البدع و الزردات، وثبت رسالته بنصوص العلماء، وقد ظهر في هذه الطريقة أسلوب غريب في استخراج الحقائق الروحانية و النورانية الغامضة من بدائع المعارف الإلهية و النتائج الربانية، زيادة عن مهارته في علاج النفوس وألأمراض القلبية وإصلاح ألأحوال الظاهرية والباطنية بكيفية تناسب الطباع وتطابق العقول مما مكن هذه الطريقة من الانتشار الواسع في جل البقاع وصار الناس يقصدونها، بعد البشرى التي تلقاها شيخ الطريقة العلاوية من رسول الله بالنصر كما تقول بعض الكتابات ومنها كتاب "الدرة البهية في أوراد وسند الطريقة العلاوية لجامعه الشيخ سيدي عدة بن تونس قدس الله روحه" كما جاء في العنوان.. اللقاء عرف حضورا قويا لبعض الطرقيين و الباحثين في مجال الصوفية ناقشوا تاريخ ظهور الصوفية ومفهومها عند اللغويين والفلاسفة والطرقيين ومن هم أبرز الصوفيين في العالم العربي وكيف ذاع صيتهم مركزين على إعجاب الشيخ عبد الحميد إبن باديس بالفكر العلاوي ووصفه أهله بأنهم أهل ذكاء وكرم وحسن نية من خلال رسالته التي نشرها في جريدة الشهاب، وهو المعروف عنه بمحاربته للصوفية والبدع كان له نصيب عظيم في منهجه، وكان ينصح علماء الزيتونة ويستنكر فيهم صمتهم عن مقاومة البدع بعدما تحرك علماء الأزهر والمغرب بوجوب إلغاء ممارسات أصحاب الطّرق وشعوذتهم كالعيسوية، وفضح عقائد معاصره إبن عليوة الحلولية، الأمر الذي أدى بأتباع إبن عليوة لمحاولة اغتيال الشيخ عام 1926، لكن نجاه الله من مكرهم فأصيب في رأسه ولم يمت.. هذا وقد عرض الدكتور يحي بعيطيش من جامعة قسنطينة كتابه الجديد حول الفكر العلاوي وهو عبارة عن دراسات في الخطاب الصوفي عند أقطاب الطريقة العلاوية ، في طبعته ألأولى 2009 قدم فيه الأغراض الشعرية في ديوان الشيخ العلاوي وعدة بن تونس والشيخ البوزيدي وثلة من الشعراء المتصوفة في الجزائر. وتجدر الإشارة أن نقطة نهاية القافلة ستكون بمسقط رأسها مستغانم لتختتم رحلتها الماراطونية بتنظيم ملتقى دولي يحضره أكثر من 2000 مشارك أجنبي من 37 دولة و 3000 مشارك محلي ورجال الزوايا والطرقيين ، فيه تكون رسالة الملتقى دعوة للإخاء الروحي ونبذ العنف والتعصب الفكري العقائدي واكتشاف ذاكرة الأجداد، قدمت خلالها ندوات ومحاضرات بقصر الثقافة مالك حداد بحضور إطارات الولاية ومثقفيها ..