تسعى كل عروس إلى التميز ليلة زفافها والتألق فتبحث عن كل السبل الممكنة لتحقيق هدفها، حتى وإن بلغت بها الأمور إلى مخالفة ما جرت عليه العادات والتقاليد، فبعدما تخلى المجتمع الجزائري حتى الريفي والبدوي منه عن عادة تزيين العروس ليلة زفافها بالوشم، ابتدعت عادة جديدة أخرى لا تختلف كثيرا عن سابقتها، حيث تقوم في الآونة الأخيرة بعض العرائس بثقب أنفها أو حتى سرتها لتزيينها بالأقراط من نوع الأحجار اللامعة الملونة والتي تغيرها حسب الرغبة. ابتدعت عرائس صيف 2009 منذ بداية الموسم طريقة جديدة في التألق، فزيادة عن حرصهن على اختيار أحدث الصيحات في عالم الأزياء للتصديرة وآخر ما جادت به أنامل صاغة الذهب من حلي، رحن تزدن على ذلك بتزيين مناطق أخرى من أجسادهن بالأحجار اللامعة والملونة بوضعها على السرة والأنف ومضاعفة عدد الثقوب الذي يصل إلى 5 في بعض الأحيان. تقامرن بصحتهن من أجل الجمال إن كان المثل الشعبي القائل ''اللي حب الشباح ما يقول آح'' منطبقا على العرائس الباحثات عن الجمال فإنهن مضطرات إلى تحمل كل ما يصيبهن من ألم في صالونات الجمال، فإنه بات لا ينطبق في الكثير من الأحيان إذا ما تعلق الأمر بتعريض صحتهن للخطر، حيث تنتقل للعديدات منهن عدوى أمراض مختلفة أثناء ثقب الأذن أو الأنف أو السرة بأدوات غير معقمة وذات استعمال جماعي. أدرجت بعض صالونات الحلاقة خدمة جديدة هذا الصيف لفائدة العرائس، حيث تقترح الحلاقة أو المزينة على العروس أن تقوم بثقب أنفها باعتباره من أحدث الصيحات في الدول العربية بحيث يضفى لمسة جمالية رائعة على الماكياج اللبناني الذي تتباهى وتتفاخر به كل العرائس، وتذهب هؤلاء الحلاقات إلى أبعد من ذلك بحيث تسألن العروس عن نوع ثياب السهرات التي سترتديها في حفل الزفاف وما إذا كانت تظهر سرتها أم لا وغن كانت سترتدي اللباس الهندي الذي وجد هو الآخر مكانه إلى تصديرة العروس الجزائرية منذ سنوات، فإن كانت كذلك تقترح عليها أن تقوم بثقب سرتها لتزيينها بحجر ملون يتماشى ولون الثوب. وهناك من العرائس من تبدي الموافقة على هذه الاقتراحات دون أن تضع في الحسبان إمكانية إصابتها بعدوى مرض معد ما عن طريق الأدوات المستعلمة في الثقب، متجاوزات الأعراف والتقاليد أيضا بحيث تصل إلى ثقب كامل الأذن أحيانا. غير أن ما لا تعلمه الكثيرات هو المخاطر الكثيرة المترتبة عن عمليات ثقب الأذن أو مناطق أخرى من الجسم غيرها خصوصا إذا ما أهملت العناية بتلك المناطق الحساسة بعد العملية أو إجرائها من قبل أشخاص بعيدين تماما عن المجال وغير ملمين بالتالي بطرق وأساليب التعقيم الصحية التي قد تتسبب في نقل العدوى بفيروسات خطيرة، سيما إذا ما كانت لبعضهن حساسية تجاه بعض المعادن. من جهة أخرى، فإن بعض الدراسات الطبية العالمية تؤكد أن إجراء مثل هذه العمليات دون إشراف طبي يعرض أصحابها إلى مخاطر صحية عديدة مثل الإصابة بالأمراض المعدية أو أمراض الدم، ومنها التهاب الكبد الفيروسي، بالإضافة إلى مخاطر أخرى قد تصل إلى حد الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة المكتسبة، ذلك أن عمليات ثقب الأذن تحمل مخاطر تلوث الجرح نتيجة عدم الخبرة في التعقيم لدى من يقوم بإجراء هذه العملية التي لا يجب إجراؤها إلا بواسطة الأطباء أو الممرضات المتخصصات في المجال. خلافات من أول ليلة تنشب خلافات بين العروسين من أول ليلة بسبب تصرفات العرائس، حيث تلجأ بعضهن إلى ثقب أنفها أو سرتها دون استئذان زوجها ظنا منها أنه لا يعارض مادام هدفها من هذه الخطوة هو التزين لزوجها. لكن لا تسير الأمور حسب ما تخطط لها. ولعل السبب الرئيسي لمعارضة الكثيرين نابع من أن المناطق المذكورة تعتبر من المناطق الحساسة في جسم المرأة والتي يعتبر ثقبها لأجل وضع أقراط بها مسايرة للموضة أو متابعة للغرب، تشويها لا يمكن تقبله مهما كانت المبررات.