تمحور موضوع المحاضرة التي ألقاها أول أمس الأستاذ سماتي محفوظ بمقر المجلس الإسلامي الأعلى حول ''سياسات الأمير عبد القادر''، كشف من خلالها عن جزء هام من حياة الأمير الدبلوماسي خاصة ما تعلق بعلاقته مع سلطان المغرب مولاي عبد الرحمان الذي أخلص له الولاء، إلا أن هذا الأخير فاجأه بطعنة خنجر في صدره وكان سببا في استسلامه. وقال سماتي ''صحيح أن الأمير كان يتعامل مع من يحيطون به بسذاجة إلا أن ذلك لا يعني أنه كان مغفلا ''، مشيرا إلى مقولة مشهورة كانت تتردد على لسان الأمير في شأن خدعة ملك المغرب له ''لا تؤمنوا مغربيا بعدي''، ''إن سياسات الأمير الخارجية، يضيف ذات المتحدث، تتسم بالإبهام تارة وبالإغراء تارة أخرى وهي ميزة فرضتها عليه الظروف السائدة آنذاك''. وبخصوص خلافاته مع أحمد باي بطل المقاومة بالناحية الشرقية الذي تصدى لحملات الجيش الفرنسي على مدينة قسنطينة، أوضح سماتي أنها كانت مبنية على عداء وخلاف دائمين، بسبب تعنت الطرفين، فالأمير يرى أنه منتخب من طرف الشعب ولا يحق لأي أحد أن يقرر بدله وأنه الأولى بالدفاع عن الجزائر وأن زمن الدولة العثمانية قد ولى بمجرد تسلم فرنسا الاستعمارية مفتاح جزائر العاصمة في الخامس من جويلية عام 1830 في حين اعتبر أحمد باي الكرغلي أنه مخول السلطان العثماني للدفاع عن الجزائر وهوالأمر الذي رفضه الأمير جملة وتفصيلا. واستطرد المحاضر قائلا ذلك لا يعني أن الأمير كان ينصب العداء للدولة العثمانية أو أنه ضد الخلافة العثمانية والدليل على ذلك، حسب سماتي، أن الأمير سبق وأن قام بمساعٍ حثيثة من أجل استرجاع ختم الداي حسين حاكم الجزائر الذي سرقته فرنسا بمجرد استيلائها على قصر حاكم الجزائر. واستعرض المحاضر المراحل التاريخية التي مر بها الأمير عبد القادر وكذا نضاله وكفاحه وصموده في وجه السلطات الفرنسية، إلا أنه وقع في فخ كان قد نصبه إياه ملك المغرب واضطر على الاستسلام.