استكمالا لم تم الاتفاق عليه في الاجتماع الثالث لوزراء وقادة أركان دول شمال إفريقيا بالعاصمة الليبية طرابلس، افتتحت صبيحة أمس الإثنين بنادي الجيش ببني مسوس بالجزائر العاصمة أشغال الاجتماع الرابع للجنة المنضوية تحت لواء القوة الإفريقية الجاهزة التي تضم كل من الجزائر مصر تونس الصحراء الغربية وليبيا. ومن المنتظر أن تدوم أشغال اللقاء إلى غاية الخميس المقبل وبمشاركة رؤساء أركان الجيوش لهذه الدول، بالإضافة إلى أعضاء الأمانة التنفيذية لهذه الهيئة وممثلين عن مفوضية الاتحاد الإفريقي. وأوضح رئيس القوات البرية العميد بن جميل قدور الذي ترأس اجتماع أمس الافتتاحي ممثلا لرئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أن هذا اللقاء يرمي إلى ''استكمال النتائج التي تمخض عنها اجتماع الخبراء الذي انعقد مؤخرا بطرابلس في جوانبه المتعلقة بقدرة الانتشار السريع والتكوين ومراكز الامتياز والبريد الالكتروني. وبدوره أكد الأمين العام للأمانة التنفيذية لقدرة إقليم شمال افريقيا اللواء أحمد أحمد عبد الله عون على أهمية هذا الاجتماع الذي يعني نجاحه ''تلبية وتجسيد طموحات قادة ورؤساء الدول المعنية وذلك بعد توقيعهم على مذكرة تفاهم تأسيس القدرة التي ستكون بدون شك ركيزة في تحقيق السلم والأمن الإفريقيين''. وفي ذات السياق أضاف العميد قدوري مصطفى رئيس الوفد الجزائري بأن الاجتماع المذكور سينصب على دراسة وإقرار النظام الإداري والميزانية الخاصة بالقدرة علاوة على مسألة الانتشار السريع لهذه الهيئة مع مناقشة المسائل التنظيمية الخاصة بها كالموقع واختيار الراية والشعار. وبالموازاة مع هذا الاجتماع تنعقد ورشة خاصة بالتدريب الذي يعد ''المقوم الأساسي للقدرة والخاص بالمكون العسكري بالإضافة إلى المكون المدني والشرطي'' يتابع العميد. ومن جانبه ذكر رئيس الوفد الليبي العقيد البحار بشير رجب السفساف بمكونات القدرة التي تتشكل من الأمانة التنفيذية وعنصر التخطيط الكائن مقرهما بليبيا واللواء الذي يوجد مقر قيادته بمصر وقاعدتين لوجستيكيتين. وأشار في ذات الصدد إلى طموح الهيئة في أن تحتضن ولاية جيجل القاعدة الرئيسة الإدارية للاتحاد الإفريقي. للإشارة سيتم عرض كل هذه المسائل المطروحة للدراسة بعد إقرارها من طرف اللجنة على المجلس المكون من وزراء دفاع الدول ثم المؤتمر المشكل من رؤساء الدول. ويجدر التذكير بأن الجزائر كانت قد احتضنت الطبعة الثالثة من هذا الاجتماع يومي 21 و 22 من أكتوبر الفارط من خلال تنظيم الورشة الخاصة بالشرطة والدرك والمكون المدني للواء شمال افريقيا ضمن القوة الإفريقية الجاهزة. ويتميز الظرف الذي ينعقد قيه اجتماع الجزائر بالحساس حسب الخبراء نتيجة جملة من العوامل أبرزها التوترات المتزايدة في دول الساحل والصحراء لاسيما ما يقوم به ما يسمى بتنظيم القاعدة من استهداف للسياح والمؤسسات الأجنبية كان آخر ضحاياها مقتل رعية بريطانية واحتجاز رعايا من النمسا، زيادة على مانشب من اشتباكات بين الجيش المالي وقبائل الطوارق المتواجدة في شمال ذلك البلد المجاور للجزائر، هذا بالإضافة لما يقلق الجماهيرية الليبية من تفاقم الأوضاع بين تشاد والسودان وهو ذات القلق الذي تتقاسمه القاهرة مع طرابلس، بالإضافة إلى ظاهرة القرصنة التي يشهدها القرن الإفريقي الذي حرك أغلب أجهزة الأمن في العالم. من جانب آخر تسعى الجزائر للتأكيد على مواصلة سياسة محاربة الإرهاب جنبا للجنب مع إكمال مسيرة المصالحة الوطنية التي شرعت فيها منذ سنوات، حيث عرفت الآونة بعض الاعتداءات الإرهابية ونشاطا كبيرا في تهريب المخدرات على الحدود وتهريب السلاح الذي أصبح مرتبطا بتجارة الممنوعات. من جانبها تسعى الجمهورية العربية الصحراوية للتأكيد على ''عدها التام'' مثلما أوضحه وزير الدفاع الصحراوي في تصريحات سابقة ل ''الحوار'' على ما يحاول المغرب الترويج له من غض الطرف على تحرك الجماعات الإرهابية في الأراضي المحررة الصحراوية. وعودة إلى اللقاء الأخير فقد تضمنت اللائحة التنظيمية للجنة رؤساء الأركان والاتفاقية النموذجية لاستضافة مقر قدرة الإقليم، والنظام الأساسي للقدرة، ونظام صندوق تمويلها . كما تمت مناقشة خطة التدريب الإقليمية واللائحة التنظيمية لعنصر التخطيط المعدل وهيكل وقواعد القاعدة الإدارية واللائحة التنظيمية للأمانة التنفيذية، والميزانية التقديرية للعام ,2009 بالإضافة إلى الإطار العملي المقترح لتشكيل لواء الإقليم وقواته ووسائل دعمه والأمانة التنفيذية التي يقع مقرها في طرابلس وباقي آليات القوة الجاهزة والتي بدأت رسميا بعد الاجتماع الثالث بالعاصمة الليبية طرابلس من أجل المساهمة في حفظ السلام والأمن في إفريقيا.