جدد الرئيس المالي أمادو توماني توري حاجة بلاده للحصول على دعم كبير من مختلف الدول لملاحقة الجماعات الإرهابية، ووضع حد لنشاطها، خاصة إن جاء هذا التعاون من دول الجوار كالجزائر وموريتانيا. وقال الرئيس المالي في تصريح صحفي مقتضب بثته الخميس الماضي قناة الجزيرة القطرية، إن بماكو تسعى لتعزيز تعاونها العسكري مع كثير من الدول للحد من نشاط الجماعات الإرهابية النشطة بشمال بلاده، خاصة التنظيم الإرهابي الذي يطلق على نفسه اسم ''قاعدة بلاد المغرب''، مبديا في الوقت ذاته حاجة بلاده لتعاون في هذا المجال مع كل من الجزائر وموريتانيا اللتان تحدان مالي جغرافيا من الشمال. وكان توماني توري قد قال في وقت سابق، إنه اتفق خلال لقائه في ليبيا بالرئيسين الجزائري والليبي خلال أشغال الاتحاد الإفريقي بمدينة سيرت الليبية على تعزيز تعاون الدول الثلاث في مجال مكافحة الإرهاب وملاحقة تنظيماته . وفي السياق ذاته، شكل موضوع الأمن والسلم بمنطقة الساحل الإفريقي صلب المحادثات التي جمعت الأربعاء الماضي ببماكو الرئيس المالي بكاتب الدولة الفرنسي للتعاون والفرنكوفونية ألان جوايندات، حيث عبر هذا الأخير عن قلق بلاده من تواجد الجماعات الإرهابية بمالي، حسب ما ذكرت وسائل إعلام مالية، والتي أضافت أن باريس كانت قد زودت بماكو ب28 سيارة وطائرتين للمراقبة العسكرية. ويأتي الدعم الفرنسي في إطار تسابق أوروبي لعقد اتفاقيات تعاون أمني مع مالي، فعلى غرار بريطانيا التي أكدت في أكثر من مرة دعم جهود مالي في مجال مكافحة الإرهاب، كانت اسبانيا قد أعلنت خلال الشهر الماضي دعمها العسكري لمالي لملاحقة الجماعات الإرهابية النشطة، حيث سلمت في هذا الإطار مقترحا لمكتب الرئيس المالي متعلقا بمكافحة الإرهاب، وذلك خلال الزيارة التي قام وزير داخليتها الفريدو بيريز روبالكابا إلى بماكو، والتي التقى فيها توماني توري، وأكد له أن مدريد قد وافقت على تمويل إنجاز معهد للشرطة بمالي، كما تناول معه مختلف السبل التي من شانها أن ترفع من مستوى ملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية. وصدر بعد هذا اللقاء بيان رسمي من الرئاسة المالية يقول إن'' التعاون الأمني بين اسبانيا ومالي سيمتد إلى المعلومات الاستخباراتية من أجل زيادة الضغط على الدوائر التي تشجع على الإرهاب''. وتلقى دعوات الرئيس المالي للتعاون في مجال الإرهاب منذ إعلانه في شهر جوان المنصرم مباشرة بلاده حربا واسعة النطاق ضد الجماعات الإرهابية استجابة من عدة أطراف خارجية وداخلية، فخلال لقاء اجتماع المصالحة التاريخي الذي عقد السبت والأحد الماضيين بمدينة تومبوكتو الشمالية وضم أعيانا من طوائف الطوارق والعرب والسونغاي الذين يكونون المجتمع المالي حصلت الحكومة المالية من خلال إعلان هذا اللقاء الذي سمي ب '' إعلان اغوني'' على تعهد من هذه القبائل بدعم جهودها الرامية إلى عودة الاستقرار في المناطق الشمالية للبلاد، عن طريق تعاونها في محاربة الإرهابيين النشطين هناك.