اكتسى عيد الفطر هذه السنة حلة خاصة بالنسبة للأطفال الذين تتم معالجتهم بمركز مرضى السرطان في المركز الاستشفائي المتخصص ''الأمير عبد القادر'' بوهران، حيث عادت البسمة إلى وجوههم من جديد. وقد عاش هؤلاء الأطفال لحظات سعادة متميزة خلال هذا العيد الذي أنساهم مرضهم وحل ليروّح عنهم ويدخل إلى قلوبهم الهشة بعضا من السعادة والفرح على غرار قرنائهم برعاية أقربائهم والطاقم الطبي وبعض المحسنين. وفي هذا الإطار أوضح الممثل ميهوبي أن ''لا شيء يعادل تقاسم فرحة المرضى، فقد نظمت عرضا خاصا لهم لكسر حاجز العزلة وإعادة البسمة إلى شفاههم''. كما تميز هذا اليوم بقدوم بعض المحسنين الذين لم يتوانوا عن توفير كل ما من شأنه إدخال الفرحة إلى قلوب هذه البراعم التي لم يتسن لها مغادرة المستشفى لقضاء عطلة العيد بين الأهل والأقارب. وقد أشارت والدة أحد الأطفال المصابين بداء السرطان التي تقيم معه في المركز المعروف أيضا بتسمية مركز مكافحة السرطان، أنها قد تضحي بنفسها في سبيل ''أن أرى ابني سعيدا في كل الأوقات كما هو الآن وهو يلعب بالكرة المطاطية. وأضافت قائلة ''حين أرى هذه الحيوية وهذا التضامن وتفاني الطاقم الطبي تراودني كل الآمال لشفاء ابني العزيز''. محمد طفل آخر من زاوية كونتة (أدرار)، مصاب هو الآخر بسرطان العظم، سعيد بحلول العيد وبالملابس الجديدة التي يلبسها والتي يسعى جاهدا كي يريها للحضور بعد أن خضع للعلاج أياما عديدة. وبهذه المناسبة أكدت منسقة المركز السيدة بحاجي أن ''سعادتنا تكمن في منحهم القليل من الحياة''، متأسفة في الوقت ذاته للمآسي التي يتعرض لها يوميا المرضى وأولياؤهم. وذكرت على سبيل المثال مريضة تحصلت على شهادة التعليم المتوسط بامتياز غير أنها مجبرة على الخضوع للعلاج الذي قد يدوم من 4 أيام إلى أكثر من شهر، مضيفة ''أترون شيئا قليلا يدخل البهجة إلى قلوب هؤلاء الأطفال الذين لا زالوا متمسكين بالحياة''. كما ذكرت بحالتي مريضين يبلغان من السن 11 و17 سنة من ولايتي وهران وسعيدة، شفيا بفضل العلاج الذي تلقوه في هذا المركز. ومن جهته قال أحد أعضاء جمعية مساعدة الأطفال المصابين بالسرطان ''هل هناك أحسن من أن تتقاسم لحظة سعادة مع طفل يصاب بمرض مزمن وهو في أمسّ الحاجة إلى دعم بسيكولوجي. واعتبر والد أحد المرضى أن هذه الجمعية جديرة بالشكر على ما تقوم به يوميا في مجال المساعدات التي تقدمها للمرضى وأوليائهم الذين تأويهم بمركز الاستقبال الواقع بشارع معود أحمد (ميروشو سابقا) بقلب وهران.