ينتظر أن يسلم غدا الجمعة رئيس بلدية مرسيليا جون كلود غودين ترخيصا للجمعيات المسلمة هناك ، يجيز فيه بناء مسجد كبير بهذه المدينة ، والذي ستدعمه الجزائر ماليا ، ,ينتظر أن يكون بحجم مسجد باريس الكبير وسيتخذ تصميم المسجد طابعا عربيا أندلسيا، حيث يهدف منه إلى أن يكون مركز إشعاع إسلامي كبير ، وليس مجرد سد فجوة نقص المساجد بمرسيليا التي تتوفر على 40 مسجدا، بما فيها المصليات وفقا للإحصاءات الرسمية ، وسيتميز هذا المسجد بمئذنة عملاقة ، ومدرسة لتحفيظ القران الكريم وأسندت مهمة تصميم هذا المسجد إلى مجموعة من المهندسين الفرنسيين ، في حين أن المهندس الرئيسي هو ماكسيم روبو ، وهو المسؤول عن مؤسسة للهندسة المعمارية بالحوض المتوسطي تدعى '' ب. ا.م '' ، ويوجد احد مكاتبها في الجزائر ، وقد ذكرت الشركة على موقعها الالكتروني أن ''مسجد مرسيليا الكبير ليس مجرد طلبية مالية بسيطة، إنما يدخل ضمن اطار منطق واضح جدا'' ،وذلك يرجع إلى أن الشركة تسعى إلى توسيع انتشارها بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط . وتقدر تكلفة المسجد الكبير بنحو 22 مليون اورو ، سيتم تدعيمه من طرف عدة دول إسلامية في مقدمتها الجزائر وتركيا و جزر القمر ، و سيشيد بالمقاطعة ال15 بمدينة مرسيليا، وينتظر أن تنطلق أشغال إنجازه مع بداية العام الجديد . ويأتي إقامة مسجد كبير شبيه لمسجد باريس الكبير نتيجة نضال عديد الجمعيات الإسلامية النشطة بفرنسا ، خاصة تلك المنحدرة من منطقة المغرب العربي، بالنظر إلى أن هذه الجالية تتواجد بكثافة بمدينة مرسيليا الواقعة جنوب التراب الفرنسي ، إضافة إلى أن موافقة السلطات البلدية على هذا المشروع يندرج في خانة محاولتها الاستجابة لمطالب المهاجرين ، خاصة المسلمين منهم الذين يمثلون أكثر جالية متواجدة بهذه المدينة . وبخصوص تعهد الجزائر بدعم هذا المشروع ، فانه دليل واضح على أنها عازمة على استرجاع نفوذها بالمنابر الدينية الإسلامية في فرنسا بعد أن فقدت ذلك العام الماضي، حينما عادت رئاسة مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا إلى المغرب ، كما أن الجزائر تنوي من خلال هذا الدعم تجسيد السياسة التي انتهجتها مؤخرا بخصوص الجالية الوطنية المقيمة بالخارج ميدانيا ، إذ أن هذا الدعم المالي سيمكنها من الحصول على إدارة هذا المسجد ، لكي تكون بحق قريبة من اهتمام أبناء الجالية التي تعد مرسيليا مركز تواجدهم في فرنسا ، ومعلوم في هذا الشأن أن الجزائر ومن خلال وزارة الشؤون الدينية والأوقاف قد ضاعفت هذه السنة من عدد الأئمة الذين ترسلهم إلى فرنسا قصد إبقاء أبناء الجالية على صلة دائمة بمعتقداتهم الدينية ، وجعلهم على رباط دائم مع ثقافة بلادهم .