تناول المشاركون في أشغال الملتقى الخامس حول تكنولوجيات الخرسانة أمس بالجزائر سبل تطوير وتفعيل التطبيقات الخاصة بهذا المجال مع مختلف الكوارث الطبيعة، لاسيما الزلازل والفيضانات والتغيرات المناخية للحد من آثارها السلبية على المحيط البيئي والاجتماعي والاقتصادي. وأوضح حسين منسي المدير التجاري بالشركة الجزائرية للاسمنت في حديثه ل''الحوار''، الملتقى يؤكد رغبة الشركة في تحسين استعمال الاسمنت المسلح بما يتماشى مع ارتفاع معدل تشييد البنى التحتية والسكن بالجزائر، حيث أصبح الاهتمام بعامل الجودة يؤكد التواصل مع السوق ولتطورات الحاصلة به. وأضاف المتحدث أن المختصين في مجال الاسمنت من خلال الطبعات السابقة للملتقى انتقلوا من بديهيات تكنولوجيا الخرسانة لإرساء جزء منها في عملية البناء، الى الاهتمام بتطبيقات خاصة من ناحية القوة والاستمرار والملاءمة والجمالية للوصول الى جودة المفهوم في ظل التغيرات المناخية. وأشار ذات المسؤول الى أن الطاقة الإنتاجية للجزائرية للاسمنت تصل الى 7 ملايين طن في السنة أي ما يوازي 33 في المائة من الطلب بالسوق، بالإضافة الى تزويد مختلف ورشات الطريق السيار على المستوى الوطني والتي هي في حاجة الى 2 مليون طن لتشييد مختلف المنشآت، الأمر الذي يتطلب تناسب الإستراتيجية التسويقية مع الاحتياجات لاسيما البرامج الحكومية في مجال البناء والأشغال العمومية. وكشف كناي سعيد الأستاذ بجامعة البليدة في نفس السياق عن دراسة حديثة في مجال صناعة البناء للتقليل من استهلاك الطاقة والحد من انبعاث الغازات الملوثة والمسببة للاحتباس الحراري، عن طريق استعمال مواد مضافة مثل البوزان المتوفر بمنطقة بني صاف لمكونات الاسمنت الموجه للبناء، حيث أثبتت التجارب الميدانية مدى مقاومة التركيبة الجدية لمختلف العوامل الخارجية رغم نقص التركيز، بالإضافة الى تراجع معدل استخدام الطاقة الكهربائية الى نحو 40 في المائة وكذا انخفاض مساهمة غازات الاسمنت في ظاهرة الاحتباس الحراري بوقع 5 درجات مئوية. وأضاف ذات المتحدث أن الجزائر ليست في منأى عن الكوارث التي يسببها تغير المناخ خاصة مع الفيضانات الأخيرة بغرداية وبشار، الأمر الذي بات يستدعي إيجاد طرق وأصناف أخرى من مادة الاسمنت للتوافق مع الإمكانيات الحالية للاقتصاد الوطني، وتحقيق التنمية المستدامة مع احترام النمط العمراني والبيئي.