حنكة راوراوة وراء تجنيد لاعبي الخضر ونيل تأشيرة التأهل للمونديال استطاع الرجل طويل القامة البالغ من العمر الستين سنة والمعروف في وسط كرة القدم العالمية ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد راوراوة إثبات قدرته وحنكته على تنظيم المنتخب الوطني الجزائري وتتويجه ممثلا للعرب في مونديال جنوب إفريقيا .2010 وبعد الاستقبال التاريخي والعفوي الذي نظمه الشعب الجزائري لأشبال الخضر اعترف رابح سعدان وأعضاء الطاقم التقني الآخرين أنه ثمة شخص واحد يحق له أن يشعر بتأدية الواجب كاملا دون منازع، وهو ابن القصبة هذا الذي يعد من قدماء مدرسة ساروي وهذا المناصر الوفي لاتحاد العاصمة. وقد لعب راوراوة الذي دخل عالم السياسة منذ أمد بعيد حيث بدأ مشواره بعد الاستقلال، هذا الخبير في كرة القدم والمنحدر من الشعب كون نفسه بعرق جبينه، واشتغل موظفا في وزارة الإعلام سابقا ثم ارتقى إلى عدة مناصب حتى الوصول إلى منصب مدير مساعد ثم مديرا رئيسا في تنظيم المهرجان الإفريقي الأول في الجزائر.وفي الثمانينات، أشرف محمد روراوة على التلفزيون الجزائري وتولى إدارة الوكالة الوطنية للنشر والإشهار قبل أن ينسحب ليخوض تجربة في القطاع الخاص، وبعد مرور عدة سنوات أبرز كفاءاته ومهاراته في المجال الثقافي حين عين محافظا لسنة الجزائر في فرنسا.ويعتبر رجل الميدان هذا الذي يتفق أصدقاؤه على تسميته ''الحاج'' منظما فريدا من نوعه، حيث برز في الثمانينات مع مجموعة ميكيراش على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إذ كان التفكير في تشكيل ''نادي الجزائر'' على غرار مجتمعات مناصري الفرق الوطنية المشهورة. إلا أن هذا المشروع لم يتجسد بحيث لم تكن آنذاك عبارة ''الرعاية'' معروفة أو واردة في التقاليد. كانت إذا أولى خيبة الأمل والتحفظ بالنسبة للوسط الرياضي، وسط لم يكن دوما سهلا بسبب الإشاعات والمؤامرات الدنيئة.وبعد مرور سنوات عديدة عملت ''ضغوطات أخوية'' على عودته لترؤس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ليحاول هذه المرة إعادة الاعتبار لكرة القدم الجزائرية التي كانت فقدت نوعا ما بريقها.لقد كانت مهمة شاقة وزاد من تعقدها مجموعة من السلبيات التي طبعت يومياته على رأس الفاف، وسط مقر اجتماعي متصدع وصناديق فارغة تقريبا ومنشآت قديمة وتنظيم دس بالأرجل وفرق وطنية في ظروف صعبة وبعبارة واحدة سلسلة من العراقيل والصعوبات التي كانت قد تثني من عزم أكثر الرجال إقداما وجرأة.حاول الحاج راوراوة في هذه العاصفة والرياح المعاكسة القيام بالمستحيل بمساعدة رفقاء الدرب مثل محمد مشرارة وحميد حجاج، وبعد سماعه للنداء الوطني وطلب رئيس الجمهورية في مارس 2008 ببناء منتخب وطني قرر راوراوة العودة على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وبحوزته هذه المرة خارطة طريق تظهر بجلاء النقائص.واستطاع الرجل ذو الشخصية القوية واللباقة الفائقة أن يسمع صوته ويتحصل على البطاقة البيضاء، أين باشر من جديد إعادة البناء مجندا بطبيعة الحال كل الوسائل الضرورية وأكثر من ذلك رجال ذوي الإرادة الحسنة. ونال الرجل سمعة طيبة وكبيرة وسط الجماهير والمشجعين والأنصار خاصة بعد تنقلهم إلى الخرطوم، فوسط هذه المدينة المضيافة وملعبها العريق استقبل الحاج محمد بترحاب كبير آلاف الجزائريين الذين تمكنت مناصرتهم لبلدهم أن تعطي الكثير من الدفء، واستمتع رئيس الفاف رفقة الطاقم التقني للفريق الوطني بهذه التأهل الذي يعتبرونه كمرحلة أولى من الجهود الرامية إلى تقويم كرة القدم الوطنية، والباقي سينجز في جنوب إفريقيا تلبية لتطلعات الملايين من الجزائريين ولتحقيق سعادته الشخصية وهي سعادة سيحققها له ذلك الرضا الناجم عن أداء الواجب كاملا.