حاول بكل ما أوتي من قوة فخامة الرئيس المصري أو جلالته لسنا ندري اللقب اللائق بسيادته الرد الحازم على الجزائر دون تسميتها مرغيا ومزبدا، وكأنه يتهمها بإهانة المواطن المصري، الذي يعرف القاصي والداني أن أول من أهانه هو نظام بلده المتحالف مع الدكاكين الإعلامية التي أعطت صورة للعالم بأن الإنسان المصري سبّاب شتّام يحسن الطواف في دائرة ألفاظ حدود قطرها ما بين تحت الحزام وفوق الركبة في تألق حضاري وثقافي متشدق به قل نظيره في مسرحيات ''العيب'' و''العهر'' التي يحسنها من أعرف وتعرفون. وإن بدا الرئيس المصري مهزوزا في خطابه الذي ألقاه في مجلس الشعب أمس إلا أنه استلهم من قاموس ابن معطي الزواوي وابن رشيق المسيلي الأندلسي وغيرهما بعض ألفاظ الاسترجال لامتصاص غضب داخلي مصطنع وليد علاقة غير شرعية بين من أعرف وتعرفون، لتهديد الجزائر والجزائريين، رغم أن الجرأة خانته ليستعين بقواميس أعلامنا السابقين لينطق باسم الجزائر الأكبر منه ومن أمثاله الذين تشدقوا وتنمروا علينا أمس في إحدى بنايات القاهرة التي بناها لهم أجدادنا الذين يعملون أكثر مما يتكلمون. وكم كنت أتمنى لو صدر هذا التهديد المبطن بالضعف والخوف على هزاله من رئيس أم الدنيا وروح مروى الشربيني تزهق في ألمانيا ظلما وعدوانا، وكرامة المصري تداس بالنعال النجسة. ويا ليت نفس النخوة والجرأة المصطنعة على زيفها والمشعة بالخوف من اسم جزائر العظمة لو عرفت الطريق إلى العلن والجنود المصريون يذبحون قبل أشهر بسلاح الصهاينة في معبر رفح، والذين حولوا القاهرة والجماعة العربية إلى قاعدة خلفية للتجسس على كل الدول العربية بتواطؤ من أعرف وتعرفون، ويكفي ما سبق للتدليل على شهامة ''النعام''.