طالب الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر أمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس والمجتمع الدولي ككل بالضغط على المغرب لإطلاق المعتقلين الصحراوين ، والسماح للمناضلة أمينتو حيدار بالدخول إلى بلدها، وكذا فتح المنطقة أمام المراقبين الدوليين، والامتثال إلى الشرعية الدولية. وقال الوزير الأول الصحراوي في تدخله خلال أشغال الندوة الدولية للمدن المتوأمة والمتضامنة مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية : ''إن المجموعة الدولية والأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي و الولاياتالمتحدةالأمريكية مطالبون بمضاعفة الجهود من أجل الضغط على المغرب لحمله على الرجوع إلى جادة الصواب والامتثال للشرعية الدولية. وشدد طالب عمر على أن تصب هذه الضغوطات في دفع المغرب إلى ''إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين والكشف عن مصير المفقودين وفتح المنطقة أمام المراقبين الدوليين الحقوقيين والسماح للمناضلة أمينتو حيدار المضربة عن الطعام منذ حوالي شهر بالعودة إلى وطنها الصحراء الغربية موفورة الكرامة''،مبينا أن الرباط قامت باعتقال هؤلاء الحقوقيين لمجرد قيامهم بزيارة أهليهم في المناطق المحررة وبخصوص إلحاح المغرب على منع المناضلة حيدار من العودة إلى بلادها، وأكد المسؤول الصحراوي أن المغرب ''بتصرفه الأرعن لا يتحدى أمينتو حيدار وحدها أو الشعب الصحراوي ككل بل يتحدى الأممالمتحدة ويحط من الاعتبار المعنوي لها كمنظمة عالمية عقدت عليها الآمال في صيانة السلم والأمن الدوليين''،مبينا أنه ''من المفارقات أن يكافأ النظام المغربي المارق على الشرعية الدولية بمنحه الوضع المتقدم من طرف الاتحاد الأرووبي''، والذي يعتبر تشجيعا واضحا له للتمادي في طغيانه ، خاصة ما تعلق بالمبادلات الاقتصادية و الاستثمارات في الصحراء الغربية التي أكد بشأنها الوزير الأول الصحراوي أنها ''نهب واستنزاف لثروات هذا البلد المحتل. وفي السياق ذاته، طالب عمر اسبانيا باعتبارها ''المسؤول التاريخي'' عن مشكلة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية ب''الكف عن التواطؤ المكشوف وتغليب المصالح الضيقة مع النظام المغربي على المبادئ و القيم الإنسانية التي تجمع الشعوب''،ملفتا النظر انه ''لولا الموقف الفرنسي الذي اعترض في مجلس الأمن على إيجاد آلية لصيانة حقوق الإنسان بالصحراء الغربية لما آلت الأوضاع إلى ما هي عليه الآنس. وحرص القيادي الصحراوي على التوضيح أن الصحراويين ''لا يكنون العداء للشعب المغربي'' وإنما المشكل قائم مع النظام المغربي مؤكدا أن هذا الأخير ''هو الذي جنا على نفسه باحتلاله للصحراء الغربية'' ،وانه غير قادر على إقامة ديمقراطية في الأراضي المحتلة مثلما لم يقم بها في المغرب. ومن جانبه، أوضح رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز العماري أن كفاح المناضلة أميناتو حيدر من شانه أن ''يشجع الشعب الصحراوي على مواصلة كفاحه العادل معتبرا أن انعقاد الندوة هو حرص على دعم ومساندة الشعب الصحراوي''، ومجددا التأكيد على ''مسؤولية الاممالمتحدة في حماية الشعب الصحراوي من القمع المغربي. ووفق هذا المنحى تركزت تدخلات جميع المتدخلين ،من بينهم رئيس التنسيقيات الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي بيار غالون الذي أكد أن المجتمع المدني الأوروبي يضع في عينه تحقيق هدفين هما نصرة القضيتين الفلسطينبة والصحراوية ، مبينا انه إذا كان العالم قد احتفل منذ شهر بذكرى سقوط برلين، فانه اليوم مطالب بإسقاط جدار العار الذي يقيمه المغرب ، الذي دعاه إلى أن تكون له الشجاعة وتأخذ شرف هذا الفعل.