يعد الفنان التشكيلي مراد توشي من الفنانين الذين أنجبتهم المدرسة العليا للفنون الجميلة ومن هؤلاء الذين ساهموا بريشتهم الذهبية في عالم الصبائغ والألوان في الجزائر المبدعة، يحركه في ذلك شعوره القوي وإحساسه المرهف، فهو يعد من الرسامين المولعين بالطبيعة واستنطاق صمتها الذي يحمل في ثناياها، وفك رموزها وإعطاء روح مميزة لها. امتشق الفنان مراد توشي ريشته خلال تجربته الطويلة مع الفن التاسع وأنتج أزيد من 150 لوحة، وفي هذا الصدد أوضح مراد أنه، ومنذ طفولته، وهو يعلم أن عالم الفن والإبداع شمل كل حالته ويداعب ريشته ليصور لوحات فنية آية في الجمال. وكان لتشجيع أهله وأصدقائه أثر، وكل هذا حرك بداخله شعورا رومناسيا مفعما بحب صادق مكنه من ربط علاقة حميمية بينه وبين كل ما يمت بصلة بعالم الألوان. فنان وضع فن الرسم في المقام الأول في حياته جعله في موقف يصعب الانفصال عنه ومجرد التفكير في ذلك يسبب له الكآبة. وما يميز لوحات مراد تنوع أساليبه في كل لوحة قام بها وذلك تبعا لتنوع المدارس الفنية التشكيلية التي اعتمدها مراد في كل لوحاته، منها المدرسة التجريدية والواقعية، وهذه الأخيرة اعتبرها حالة انفعالية لحظية تحمل كثيرا من أحاسيس الفنان، وهي أيضا حالة نفسية لا يستطيع الفنان أن يصورها. وفي هذا يقول مراد ''إن الفنان الحقيقي، حسب الرسام التشكيلي العالمي بيكاسو، ذلك الذي مر على كل المراحل و المدارس الفنية العالمية التي تخرج منها عظماء الفن التشكيلي''. ولم يهمل هذا الفنان العبقري ثورة تحرير الجزائرالكبرى التي صنع أمجادها خير أبناء هذا الوطن الذين فدوا أرضهم بأرواحهم ودمائهم الزكية، حيث أنجز لهذا الغرض جدارية تناولت مراحل الثورة المجيدة انطلاقا من المقاومات الشعبية التي قام بها أبطال الثورة منذ أن وطأت أقدام فرنسا الاستعمارية أرض الجزائر. فتاريخ الثورة يمثل بالنسبة لمراد منبعا استلهم من خلاله كل أشكال تعابيره الفنية. إضافة إلى جدارية بعنوان ''الحراڤة'' ترجم فيها معاناة الفرد الجزائري، أراد من خلالها مراد إرسال صوت الجزائر إلى أذهان الشباب، ليقول لهم إنه لا وطن لهم غير وطنهم الجزائر، وليقول للمسؤولين في ذات الوقت إن الجزائر تحوي في بطنها شبابا مبدعا.