حذر الطوارق على لسان التحالف الديمقراطي من أجل التغيير في مالي، الذي يمثل الثوار الطوارق، من احتلال القاعدة والتنظيمات الإرهابية للصحراء بعد تسليم الطوارق أسلحتهم وإخلاء مواقعهم في الصحراء في كل من مالي والنيجر، في وقت وضع فيه الطوارق إستراتيجية عمل جديدة للنهوض. وقال أحمد أغ أبيبي، رئيس التحالف الديمقراطي وعضو البرلمان المالي في حوار مع جريدة الشرق الأوسط إن ''منطقة الصحراء تحولت إلى ملجأ جديد للإرهابيين والعصابات، بسبب عدم تطبيق اتفاقيات السلام الموقعة مع الحكومة المالية منذ ثلاث سنوات''، مؤكدا أن التحالف الذي اجتمعت قياداته في الجزائر منذ السادس من جانفي الحالي يحاول إعادة التأكيد على أن تبقى الصحراء آمنة، وأن تبقى لأهلها من خلال تطبيق بنود اتفاقيات السلام التي وقعت في الجزائر. بدوره، أكد الناطق باسم التحالف في أوروبا حاما أغ سيد أحمد، أن الاتفاقيات الموقعة بين الطوارق والحكومة المالية لم يطبق منها سوى 10 في المائة فقط، مؤكدا أن عدم تنفيذ بنود السلام لن يؤدي إلا إلى اشتعال المنطقة التي تشهد الآن نذر جفاف، وربما تشهد حروبا قبلية بين بعض القبائل وكذا حروب عصابات. وأضاف سيد أحمد في تصريحاته لنفس الصحيفة أن تهاون حكومات المنطقة سيضاعف من المشكلة وسيعقدها، وقد يدفع ذلك الطوارق إلى حمل السلاح مجددا لحماية أمنهم ومنطقتهم، لكنه شدد في الوقت ذاته على أنه على وسطاء السلام إدراك هذه الحقيقة ومضاعفة جهودهم للحيلولة دون وقوع كارثة أكبر. وشهدت اجتماعات قيادات تحالف الطوارق في الجزائر نقاشات موسعة، التقت جميعها على تأكيد رغبتهم في تحقيق السلام، بعد أن سلموا جميع أسلحتهم، وهو ما كانت السلطات المالية والنيجرية تتخذه مبررا لعدم تطبيق بنود السلام في السنوات السابقة. كما أكدت هذه القيادات على ضرورة التوجه للعمل السياسي، من خلال تأسيس أول حزب سياسي يمثل الطوارق وغيرهم من الماليين الراغبين في الاستقرار السياسي. وقال أحمد أغ أبيبي ''إننا ماضون في السلام ما أمكن، وستجتمع جميع قياداتنا في كيدال (شمال مالي) الشهر المقبل لمناقشة أسس وكيفية إطلاق أول عمل حزبي''، مؤكدا أن المشاركة ستكون مفتوحة لجميع الراغبين في العمل السياسي. وقال أغ أبيبي إن تأسيس الطوارق للحزب لن يجعله مغلقا، بل سيكون حزبا وطنيا لجميع الماليين الراغبين في السلام والاستقرار وتحسين ظروف عيشهم، مشددا على أنه على الحكومة المالية إدراك هذه التوجهات والمساعدة في تحقيقها إذا ما رغبت في تحقيق السلام، لكنه كما يشير فإن الأسس الحقيقية لهذا العمل لن تتحقق إلا بتنفيذ بنود الاتفاقيات أولا، التي من خلالها يمكننا وضع أرضية للانطلاق نحو عيش أفضل لأبنائنا. وأقر المجتمعون في الجزائر تعيين مجلس لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع مالي، جاعلين أولوية الاستقرار في تطهير الصحراء من العصابات المسلحة والتنظيمات الإسلامية التي بدأت تتغلغل بين السكان وتحاول استمالتهم، وطالب التحالف الحكومة المالية بالإسراع في تنفيذ التزاماتها في هذا الصدد، وإنشاء دوريات مشتركة بين الطوارق والحكومة لحماية المنطقة.