أكد وزير الشؤون الخارجية امراد مدلسي أمس بالجزائر أن اتفاق الشراكة الموقع بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي يعد اتفاقا ''كاملا وشاملا ومتشعبا''. وأوضح مدلسي في تصريح للصحافة عقب المقابلة التي خص بها مدير شؤون الشرق الأوسط والأدنى وجنوب المتوسط بالمفوضية الأوروبية توماس دوبلا دال مورال أنه ''بعد خمس سنوات من تطبيق هذا الاتفاق نكتشف مع مرور الوقت بعضا من النقاط الحساسة التي لم يتم فهمها بشكل صحيح من كلا الطرفين''. وأوضح الوزير ''نعتقد انه لا يجب فقط فهم هذا الاتفاق وإنما أيضا احترامه وتلك هي إرادة الجزائر'' مضيفا أن ''الجزائر ليس في نيتها عدم احترام التزاماتها التي أخذتها على نفسها. وتابع مدلسي يقول إن ''أهم شيء في الموضوع هو إن لا يتم تسيير هذا الاتفاق كعقد قانوني''. في هذا الصدد اعتبر أن الجانبين مطالبان بالعودة إلى جوهر الاتفاق الذي هو -كما قال- ''إرادة سياسية للجزائر والاتحاد الأوروبي في ترقية تعاون شامل''. كما أضاف أن ''الأمر يتعلق بإرادة لا تتعارض مع أحكام الاتفاق'' مشيرا إلى أن ''هذه الإرادة تفرض علينا التقييم أكثر من احترام النصوص وما حصلنا عليه من هذه النصوص''. ولدى تطرقه لموضوع زيارة وفد عالي المستوى من الاتحاد الأوروبي إلى الجزائر أوضح مدلسي أنها (الزيارة) تعطي نظرة مستقبلية للطرفين. كما أوضح الوزير انه ''مستقبل نريده أكثر مردودية في مختلف المجالات سيما التنويع والاستثمار وتنقل الأشخاص'' مؤكدا على أن الجانبين قد أجريا محادثات ''جد هامة'' سيتم بلورتها من خلال لقاءات غير رسمية. وبعد أن لاحظ أن أوروبا بدأت تتغير مع إقامة اللجنة الجديدة على غرار الجزائر التي ''تغيرت كثيرا'' عبر مدلسي عن ''أمله'' في أن يكون اتفاق الشراكة ''ملائما'' لهذه التغييرات. ومن جهته أشار دوبلا ديل مورال إلى أن الهدف من زيارته هو ''إعادة تنشيط'' العلاقات بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي بعد ''وقفة تعود إلى أحداث في أوروبا وفي الجزائر خاصة تغير الفرق'' كما قال. وبعد أن وصف العلاقات مع الجزائر ب''الهامة جدا'' أكد أن الاتحاد الأوروبي يعمل على بعثها متطرقا إلى بعض الجوانب التي لا تزال ''عالقة'' و''مبادرات'' جارية و''مشاريع مستقبلية'' مشتركة. وفي هذا الصدد أشار ممثل المفوضية الأوروبية إلى أن سنة 2010 تصادف مراجعة اتفاق الشراكة معتبرا أن هذا يمثل ''فرصة'' للتطرق إلى ''التعديلات'' المحتملة التي ''يرغب فيها الطرفان''. وبخصوص مراجعة بعض البنود التي ترغب فيها الجزائر أوضح أن الأمر يتعلق ب ''مسار مفاوضات يدرس خلاله كل شيء. واعتبر أن ''التنويع هو احد بنود الاتفاق الذي نعمل على تحسينه من خلال التعاون بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي لان لدينا الأدوات والإرادة لذلك''.